عودة سمكة «الديك الصغير» بعد عقدين من الانقراض

سمكة «تيكيلا سبليتفين» أو «الديك الصغير» (حديقة تشيستر)
سمكة «تيكيلا سبليتفين» أو «الديك الصغير» (حديقة تشيستر)
TT

عودة سمكة «الديك الصغير» بعد عقدين من الانقراض

سمكة «تيكيلا سبليتفين» أو «الديك الصغير» (حديقة تشيستر)
سمكة «تيكيلا سبليتفين» أو «الديك الصغير» (حديقة تشيستر)

تكللت جهود استمرت لمدة عقدين من الزمان، بالنجاح لإعادة سمكة مكسيكية منقرضة إلى الحياة البرية، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في تقرير نشرته أول من أمس وكالة «أسوشييتد برس».
والسمكة المنقرضة تسمى «تيكيلا سبليتفين»، وتعرف بين الناس باسم «جاليتو» أو «الديك الصغير» بسبب ذيلها البرتقالي، وكانت تعيش في نهر غرب المكسيك، لكنها اختفت في التسعينيات، على ما يبدو بسبب التلوث والأنشطة البشرية وإدخال الأنواع غير الأصلية.
وبدأ في عام 1998 مشروع لاستعادة هذه السمكة المنقرضة بمساعدة دعاة الحفاظ على البيئة من حديقة حيوان تشيستر في إنجلترا ومؤسسات أوروبية أخرى، حيث أحضروا عدة أزواج من أسماك «التيكيلا» من أحواض السمك لهواة الجمع.
وبدأت الأسماك تتكاثر في أحواض السمك، وراهن الباحثون المشاركون في المشروع على أنهم سيتمكنون في غضون سنوات قليلة من إعادة إدخال السمكة إلى نهر تيوتشيتلان، وهو ما تحقق أخيراً، رغم توقعات الكثيرين بأنها ستموت عند إعادتها.
ويقول عمر دومينغيز من جامعة ميتشواكان المكسيكية، والباحث المشارك بالدراسة: «بعد أن بدأت السمكة تتكاثر في الأحواض، قام الباحثون ببناء بركة اصطناعية، وفي عام 2012 وضعنا 40 زوجاً هناك، وبعد ذلك بعامين، كان هناك نحو 10 آلاف سمكة، وضمن لنا التمويل الذي حصلنا عليه من حديقة حيوان تشيستر ببريطانيا، وعشرات المنظمات من أوروبا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة نقل التجربة إلى النهر».
بدأت تجربة النقل إلى النهر بدراسة الطفيليات والكائنات الحية الدقيقة في الماء والتفاعل مع الحيوانات المفترسة والمنافسة مع الأسماك الأخرى، ثم أدخلوا الأسماك في أقفاص عائمة بالنهر.
كان الهدف من تجربة هذه الأقفاص التي بدأت في 2017 اختبار جودة المياه، لأنه لا توجد بيانات سابقة للمقارنة، ووجد الباحثون أن الأسماك تتكاثر بسرعة داخل أقفاصها العائمة، وفي ستة أشهر زاد عددهم بنسبة 55 في المائة، وأصبحت مع نهايات عام 2021 من الأسماك المهمة في النهر.
وتعد إعادة إدخال الأنواع التي انقرضت إلى الطبيعة عملية معقدة، وتستغرق وقتاً طويلاً، ومن الأمثلة الناجحة حصان برزوالسكي والمها العربي، وقالت حديقة حيوان تشيستر في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن «سمكة (تيكيلا سبليتفين) قد انضمت إلى تلك المجموعة الصغيرة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.