نظام يحسن البيئة التشريعية للمعاملات التجارية في السعودية

وزارة التجارة تستعين بـ«الرسائل النصية» لتصحيح أوضاع مخالفي التستر

نظام يحسن البيئة التشريعية للمعاملات التجارية في السعودية
TT

نظام يحسن البيئة التشريعية للمعاملات التجارية في السعودية

نظام يحسن البيئة التشريعية للمعاملات التجارية في السعودية

أعدت وزارة التجارة السعودية مشروعاً جديداً حول نظام المعاملات التجارية بهدف تحسين البيئة التشريعية التجارية في المملكة؛ حيث دعت المهتمين والعموم إلى إبداء آرائهم ومقترحاتهم حيال المشروع انطلاقاً من مبدأ المشاركة والشفافية.
وتنتهج السعودية مسار إطلاق مسودة المشروعات الجديدة على منصة استطلاع بهدف تمكين الأفراد والقطاع الحكومي والخاص من إبداء المرئيات والملحوظات على المشروعات ذات الصلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية، ما يسهم في توفير بيئة استثمارية آمنة ومستقرة.
وأوضحت الوزارة أن مشروع النظام أعد بناءً على رصد التحديات والمعوقات ودراسة فرص ومجالات التطوير في ضوء التجارب الدولية الرائدة بالتعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة والخبراء المختصين، بهدف تنظيم المعاملات التجارية لتيسير ممارسة التجار لأعمالهم التجارية.
وقد تضمن مشروع النظام، في سبيل تحقيق أهدافه، أحكاماً نظمت موضوعات نظرية الأعمال التجارية والتاجر والمتجر والالتزامات العامة والتجارية والسجلات المحاسبية والعقود والأوراق التجارية.
وشمل النظام أحكاماً خاصة بالتاجر والمتجر، فقد بيَّن المشروع من يكتسب صفة التاجر والأحكام المتصلة به.
كما تطرق إلى أحكام المتجر؛ حيث بيَّن عناصره المادية وغير المادية وأحكام فروع المتجر والتصرفات فيه، وأخذ المشروع بمبدأ عدم تمتع المتجر بشخصية مستقلة عن شخصية التاجر ولا بذمة مستقلة عن ذمته.
وجاء النظام بتقرير التزام التاجر باتخاذ اسم تجاري والقيد في السجل التجاري، والاحتفاظ بالمراسلات والفواتير التي يصدرها أو يتلقاها خلال مزاولته للعمل التجاري.
وأكد مشروع النظام التزام التاجر بتجنب المنافسة غير المشروعة عند مزاولته لأعماله التجارية.
ويستثني المشروع بعض فئات التجار، من القيد في السجل التجاري، ومن الاحتفاظ بالسجلات المحاسبية، بناءً على معايير تحددها الوزارة للتسهيل على الأفراد الذين يزاولون أعمالاً تجارية صغيرة.
وأولى مشروع النظام عناية بوسائل التقنية الحديثة في السجلات المحاسبية بإتاحة الاحتفاظ بالوثائق والمستندات بأي وسيلة إلكترونية، عوضاً عن الاحتفاظ بأصلها، وقرر لها حجية الأصل في الإثبات.
وتناول المشروع تنظيم عقد الوكالة التجارية؛ حيث بيَّنها مفهوماً عاماً ونص على نوعين، هما وكالة العقود، وعقد الوكالة بالعمولة.
ونظم المشروع عقد الوساطة ببيان تعريفه والأحكام المتعلقة بتعيين أجر الوسيط، كذلك نظم المشروع عقد التمثيل التجاري، وبيَّن الأحكام الخاصة به، وقرر أن الممثل التجاري يعد مفوضاً بالتاجر.
وعرف النظام الأوراق التجارية وبيَّن أنواعها والأحكام المتصلة بها؛ حيث تضمن أحكام الكمبيالة والشيك والسند لأمر، من حيث إنشاؤها وطرق تداولها وضمانات الوفاء بها وطرق انقضاء الالتزام بها والبيانات التي يجب أن تشتمل عليها الأوراق التجارية. ودعت الوزارة المهتمين والعموم إلى المشاركة وإبداء الآراء حيال مشروع النظام على النموذج المخصص لذلك.
من جانب آخر، كثفت الحكومة السعودية مجهودها حيال تصحيح أوضاع مخالفي نظام التستر التجاري لجميع المنشآت التجارية العاملة في السوق المحلية، وذلك بعد أن اقتربت من انتهاء الفترة التصحيحية الممنوحة من الدولة، والمقررة في منتصف فبراير (شباط) المقبل.
ووفقاً لمعلومات رسمية، فإن وزارة التجارة استعانت بالغرف التجارية في المملكة للتعميم على جميع مشتركيها عبر رسائل نصية، وكذلك النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى جميع شرائح المنشآت العاملة في السوق السعودية وإبلاغها عن قرب انتهاء الفترة التصحيحية المحددة.
وكان البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري قد وجّه رسائل نصية عن قرب انتهاء الفترة التصحيحية، داعياً المنشآت المخالفة للنظام إلى المسارعة في التقدم بطلبات التصحيح والاستفادة من مزايا الفترة المحدد قبل انتهائها في 16 فبراير المقبل.
وأكد اتحاد الغرف التجارية السعودية مؤخراً أن مهلة التستر التجاري تنتهي قريباً وتظل الفرصة قائمة لتصحيح الأوضاع والاستفادة من المزايا المتمثلة في استمرار النشاط التجاري والإعفاء من العقوبات المقررة في نظام مكافحة التستر التجاري والإعفاء من ضريبة الدخل بأثر رجعي وحرية مزاولة الأنشطة التجارية والتمتع بجميع الحقوق المقررة بالأنظمة ذات العلاقة، بما في ذلك حق الإقامة والتنقّل.
وحثّ «الاتحاد» جميع المنشآت التجارية المخالفة لنظام مكافحة التستر التجاري، للمسارعة بتصحيح أوضاعها قبل انتهاء المهلة المحددة، لتلافي العقوبات النظامية حيث سيتم تطبيق العقوبات الرادعة بحق المخالفين والتي تصل إلى السجن 5 سنوات أو غرامة مالية تصل إلى 5 ملايين ريال (1.3 مليون دولار) أو بهما معاً، ومصادرة الأصول والأموال غير المشروعة لمرتكبي جريمة التستر.
وعدّ اتحاد الغرف التجارية السعودية التستر التجاري جريمة كبيرة على الاقتصاد الوطني؛ حيث يتسبب التستر التجاري في تدني مستوى الخدمات المقدمة وارتفاع نسبة الممارسات الاحتكارية وتسريب الأموال للخارج بسبب زيادة التحويلات المالية غير النظامية التي لا تدخل في دائرة الاقتصاد السعودي، كما يزيد من البطالة وحالات الغش التجاري وارتفاع مخاطر استدامة سلاسل الإمداد وزيادة مستويات الانكشاف المهني والاقتصادي.
وأوضح البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري أن طلبات التصحيح الواردة لوزارة التجارة شملت مختلف الأنشطة الاقتصادية، من أبرزها تجارة الجملة والتجزئة والمقاولات وخدمات الإقامة والطعام والصناعات التحويلية والنقل والتخزين وأنشطة الخدمات الأخرى، وتم تخفيف الاشتراطات الخاصة بالمستفيدين من الفترة التصحيحية بتخفيض اشتراط تحقيق المنشآت للإيرادات السنوية من 40 مليوناً (10.6 مليون دولار) إلى مليوني ريال (533 ألف دولار) وزيادة مهلة تحقيق رأس المال المطلوب للأنشطة المقيدة من 3 إلى 5 سنوات، وإعفاء بعض الأنشطة من اشتراط رأس المال.
ودعا «اتحاد الغرف» المخالفين إلى التواصل مع الوحدات التي تم إنشاؤها بالغرف التجارية لاستقبال الراغبين بتصحيح أوضاعهم والإجابة عن استفسارات وتقديم الدعم المطلوب لراغبي التصحيح بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وذلك في إطار دعم اتحاد الغرف والغرف التجارية لجهود البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري في الفترة التصحيحية.

السعودية تكثف حملات التذكير بتصحيح أوضاع مخالفي التستر التجاري (الشرق الأوسط)



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.