باكستان تستأنف مكافحة «الخلايا النائمة»

24 ألف عملية استخباراتية ضد مواقع المتطرفين منذ 2014

استنفار أمني بوسط مدينة بيشاور عقب إقرار قانون الأمن الوطني الجديد في باكستان أول من أمس (إ.ب.أ)
استنفار أمني بوسط مدينة بيشاور عقب إقرار قانون الأمن الوطني الجديد في باكستان أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

باكستان تستأنف مكافحة «الخلايا النائمة»

استنفار أمني بوسط مدينة بيشاور عقب إقرار قانون الأمن الوطني الجديد في باكستان أول من أمس (إ.ب.أ)
استنفار أمني بوسط مدينة بيشاور عقب إقرار قانون الأمن الوطني الجديد في باكستان أول من أمس (إ.ب.أ)

استأنفت قوات الأمن الباكستانية عملياتها ضد «الخلايا النائمة» للجماعات الإرهابية، داخل المناطق الحضرية وشبه الحضرية في باكستان، ونجحت بصورة جزئية في القضاء على هذا الخطر.
المعروف أنه بعد العملية العسكرية الناجحة ضد حركة «طالبان باكستان» في شمال وزيرستان عام 2014، واجهت قوات الأمن الباكستانية خطر وجود عدد كبير من «الخلايا النائمة» في المناطق الحضرية بالبلاد.
يذكر أنه حدثت هجرة واسعة النطاق من المناطق القبلية القريبة من الحدود باتجاه الجنوب، حيث تقع معظم المدن والبلدات الباكستانية.
وكان من شأن ذلك تمكين حركة «طالبان باكستان» من التسلل إلى داخل المدن مع رجال القبائل العاديين الذين جاءوا إلى المدن بحثاً عن الطعام والمأوى.
من جهته، صرح مسؤول باكستاني لـ«الشرق الأوسط» بأنه «منذ عام 2014؛ أجرينا نحو 24 ألف عملية استخباراتية ضد مواقع المتطرفين في بلدات ومدن مستقرة». وتمثلت الفكرة الأساسية في طرد «الخلايا النائمة» داخل المدن؛ «لأن هذه الخلايا الإرهابية يمكن أن تصبح مصدر تهديد للحياة المدنية». والمقصود من العمليات التي تقودها الاستخبارات إجراء عسكري ضد إرهابيين يجري خلاله تحديد مكان وهويات المتطرفين من قبل وكالة أو وكالات استخباراتية، في الوقت الذي تتولى فيه قوات الشرطة شبه العسكرية أو الجيش نفسه تنفيذ عملية القضاء على الخلايا النائمة».
تجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات توقفت خلال السنوات الست التي أعقبت العملية العسكرية عام 2014 عندما انخفض المنحى البياني للهجمات الإرهابية في باكستان. وبعد الانخفاض المستمر في هجمات المتشددين على مدى السنوات الست الماضية، شهدت باكستان ارتفاعاً بنسبة 56 في المائة في عدد الهجمات الإرهابية هذا العام، رغم إعلان وقف إطلاق النار لمدة شهر واحد مع «حركة طالبان باكستان». وفي عام 2021، نفذ مسلحون 294 هجوماً أسفرت عن مقتل 388 شخصاً وإصابة 606 آخرين، وفقاً لتقرير صدر عن «المعهد الباكستاني لدراسات الصراع والأمن»، والذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له. وبناء على هذا الوضع، قررت قوات الأمن الباكستانية إعادة إطلاق أو استئناف العمليات التي تقودها الاستخبارات في جنوب وشمال البلاد. وبدأت هذه العمليات التي تقودها الاستخبارات في مارس (آذار) الماضي في وقت شهد ازدياداً مستمراً في معدل الهجمات الإرهابية.
من ناحية أخرى، لقى 3 إرهابيين مصرعهم وأصيب مسؤول أمنى في عمليات منفصلة بمنطقتي باجور وشمال وزيرستان ذات الطابع القبلي، أول من أمس.
إلى ذلك، أعلنت «هيئة العلاقات العامة بين الخدمات»، التي تمثل جناح الإعلام والعلاقات العامة للقوات المسلحة، أن قوات الأمن نفذت عمليات معتمدة على الاستخبارات بصورة أساسية، بجانب عمليات تطهير ضد إرهابيين في المنطقتين المجاورتين للحدود مع أفغانستان. وأفاد بيان عسكري بأن إرهابياً يدعى «غفور»، ويشتهر باسم «جليل»، ويعدّ من المقربين لزعيم جماعة «تحريك طالبان» الباكستانية، قد لقي مصرعه خلال عملية جرى تنفيذها في باجور.
يذكر أن جليل سبقت له المشاركة في كثير من النشاطات الإرهابية. وقتل أثناء تبادل إطلاق نار أسفر عن إصابة مسؤول أمني. وبالمثل؛ في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، أسقطت قوات الأمن 6 إرهابيين قتلى، بينهم قائد «جيش تحرير بلوشستان»؛ «طارق» المعروف باسم «ناصر»، في إطار عملية اعتمدت على الاستخبارات، حسبما أفاد به الجناح الإعلامي للقوات المسلحة، أول من أمس.
وفي بيان لها، أوضحت «هيئة العلاقات العامة بين الخدمات» أن العملية أجريت ضد مخبأ للإرهابيين قرب جامبورو في هرناي. وكانت تقارير مؤكدة قد أفادت بوجود الإرهابيين في أحد المخابئ. وأوضح البيان أنه بعد ذلك «نفذت قوات الأمن عملية تعتمد على الاستخبارات في المنطقة للقبض على مجموعة من المتطرفين المدعومين من الخارج يعملون ضد السلام في بلوشستان».
وأضاف البيان أنه عندما طوقت القوات الأمنية المنطقة حاول الإرهابيون الفرار من المخبأ وفتحوا نيراناً عشوائية على القوات. وأضاف البيان: «استمر تبادل كثيف لإطلاق النار مع الإرهابيين لفترة طويلة أسفر عن مصرع 6 إرهابيين، بينهم قائد (جيش تحرير بلوشستان)؛ (طارق) المعروف باسم (ناصر)». وأضاف اللبيان أنه عثر على مخبأ كبير للأسلحة والذخيرة داخل المخبأ.
ومع استمرار الهجمات الإرهابية في كل من المناطق القبلية الباكستانية وفي جنوب البلاد، تواصل قوات الأمن الباكستانية في الوقت ذاته عمليات تعتمد على المعلومات الاستخباراتية. وأشار البيان: «سنواصل تنفيذ العمليات التي تقودها الاستخبارات في كل من جنوب وشمال البلاد».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.