«ناسا» تنشر درعاً حرارية بحجم ملعب التنس بعد إطلاق «جيمس ويب»

رسم فني عن تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي (إ.ب.أ)
رسم فني عن تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي (إ.ب.أ)
TT

«ناسا» تنشر درعاً حرارية بحجم ملعب التنس بعد إطلاق «جيمس ويب»

رسم فني عن تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي (إ.ب.أ)
رسم فني عن تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي (إ.ب.أ)

بعد سنوات من التأخير، وتكبد النفقات الكبيرة، جرى إطلاق تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي في يوم عيد الميلاد. وسوف يشرع في القيام بعمليات آلية معقدة الآن في الفضاء، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وأولى هذه العمليات وأكثرها تحدياً هو ما يحدث هذا الأسبوع: إطلاق درع حرارية بحجم ملعب تنس. وبعد ذلك، يجب تجميع مرآته التي يبلغ طولها 6.5 أمتار، والمكونة من 18 قطعة، والمعبأة داخل مخروط بمقدمة الصاروخ الذي أُطلق. هناك الكثير مما يمكن أن يحدث بصورة خاطئة، وسوف يظل الفلكيون قلقين لشهور عديدة سوف تنقضي قبل الانتهاء من العمليات والاختبارات اللازمة كافة.
وبعد إطلاق تلسكوب «هابل» الفضائي قبل أكثر من 30 عاماً، تبين أن مرآته غير متوافقة بشكل جيد. ولكن رواد الفضاء قاموا بمهمة «إنقاذ» لإجراء تعديلات، ثم قاموا في وقت لاحق بزيارات أخرى لتطوير المعدات.
والمخاطر أكبر بالنسبة لفريق تلسكوب «ويب»: إنه أكثر تفصيلاً بشكل كبير، ولكن لا يوجد احتمال لمهمة إصلاح. كان تلسكوب «هابل» يتحرك في مدار منخفض (ويمكن الوصول إليه): في المقابل، سيكون مدار تلسكوب «ويب» أبعد بعدة مرات من القمر -بعيد جداً عن متناول رواد الفضاء. قد يزعم البعض أننا بالتالي في حاجة إلى التحريض على خطط أكثر طموحاً لرحلات الفضاء المأهولة: تمكين التجمعات البشرية للهياكل الضخمة في الفضاء السحيق، والعودة إلى القمر، والوصول إلى المريخ في نهاية المطاف. لكنني لا أشاطرهم هذا الرأي. ومع تحسن الروبوتات والتصغير، تتراجع الحجة العملية والعلمية لرحلات الفضاء البشرية. والآن أصبح الدافع الرئيسي ببساطة كونها مغامرة أو رياضة باهظة التكاليف لا بد من تركها لأصحاب المليارات وجهات الرعاية الخاصة.
وقد شهدت تقانات الفضاء ازدهاراً -من أجل الاتصالات، والرصد البيئي، والسواتل، وما إلى ذلك مما نعتمد عليه كل يوم. وقد أعادت المسابر غير المأهولة إلى كواكب أخرى بث صور منوعة من عوالم مختلفة ومميزة. وقد أحدثت المقارب الفضائية ثورة في معرفتنا عن الكون.
وخلال هذا القرن، سيتم استكشاف النظام الشمسي بأكمله من خلال أساطيل من المسابير المصغرة، وهي أكثر تقدماً من مسبار «كاسيني» الرائع، على سبيل المثال، الذي قضى 13 عاماً يستكشف زحل وأقماره. وقد تم إطلاقه منذ 20 عاماً مبنياً على تكنولوجيا التسعينات.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».