مأساة جامعي النفايات في جنوب أفريقيا تتحول إلى فن

TT

مأساة جامعي النفايات في جنوب أفريقيا تتحول إلى فن

بفضل مجموعة فنانين يرسمون بالألوان على أكياس العمال الكبيرة، بات جامعو النفايات من حاويات الشوارع جزءاً من المشهد الفني الحضري في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، في بلد يفتقر إلى فرز النفايات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويجر جامعو النفايات عربات ثقيلة محملة بالعبوات المعدنية والأغلفة البلاستيكية أو الكرتونية، لجمع بقايا الطعام من حاويات جوهانسبرغ وتوفيرها لنظام إعادة التدوير غير الرسمي.
وتقول المسؤولة عن مجموعة «ذي شايد» الفنية تامزين بوثا «إن التحدي هو في جعل السكان المحليين يتواصلون بصرياً مع جامعي النفايات». وتضيف أن الرسم على الأكياس هو وسيلة «لإيجاد نوع من الحوار، ولإعطاء هوية للكيس وربما لحامله». ويأمل الفنانون من خلال هذه المبادرة في تقديم مساهمة في الجهود المبذولة من أجل التصدي للتغير المناخي. يرسم ناثي نزيما واضعاً ركبة واحدة على الرصيف عملاً فنياً «ذا مغزى» بطلاء أرجواني على أحد هذه الأكياس، ويرى أن عمله ممتع ويشعره بالرضا، ويقول: «لا تصادفك كل يوم فرصة للقيام بعمل مماثل».
يرى الفنان ناليدي شاي من جانيه أن في هذا الفن «رؤية وتضامناً وطريقة ذكية وتقدمية لإنتاج عمل فني متحرك» ينتقل من مدينة إلى أخرى. يجوب نحو ستة آلاف جامع نفايات غير رسمي على مدار الساعة شوارع جوهانسبرغ، كبرى مدن جنوب أفريقيا وعاصمتها الاقتصادية، وفق منظمة «أفريكن ريكلايمرز» المحلية، في بلد يعاني من معدلات بطالة قياسية بلغت 34.4 في المائة.
حتى أن بعض سائقي السيارات في المدينة ينظرون إلى جامعي القمامة هؤلاء على أنهم خطر على السلامة العامة بسبب صعوبة رصد عرباتهم في أحيان كثيرة في ظل عدم وجود عاكسات عليها. ويكتسب جامعو النفايات في أحسن الأحوال بضع عشرات من الدولارات شهرياً، من خلال بيع النفايات إلى مصانع إعادة التدوير.
وتقول ناليدي تشاي وهي ترسم وجهاً أصفر ساطعاً على أحد الأكياس «إنهم يعملون بجهد ويوفرون على المدينة الأموال، لكنهم لا يكسبون الكثير»، مشيرة إلى أنها تحاول «المساعدة من خلال الفن».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.