التركيز ليس وحده المفتاح... كيف تتمتع بذاكرة قوية؟

التركيز ليس وحده المفتاح... كيف تتمتع بذاكرة قوية؟
TT

التركيز ليس وحده المفتاح... كيف تتمتع بذاكرة قوية؟

التركيز ليس وحده المفتاح... كيف تتمتع بذاكرة قوية؟

قدمت الدكتورة أميشي جها أستاذة علم النفس بجامعة ميامي بالولايات المتحدة الأميركية نصائح من أجل تقوية الذاكرة قالت إنها تعمل بها شخصياً.
وقالت في مقال نشرته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية إن «ذاكرتنا يمكن أن تكون خادعة حيث نفترض أننا سنتذكر أكثر بكثير مما نتذكره بالفعل ثم نواجه لحظة فشل في تحديد تفاصيل معينة لحدث مررنا به، وقد ترتكب خطأً لأن شيئاً ما تعرفه لا يظهر في اللحظة التي تحتاجها، وتصاب بإحساس محبط وغامض بأنني يجب أن أعرف ذلك».
وطرحت سؤال لماذا تفشل قدرتنا على «التسجيل» أحياناً، وماذا يمكننا أن نفعل تجاه ذلك؟ وأجابت بأن تدريب عقلك على التذكر بشكل أفضل يتطلب التركيز، وأضافت أن ما نعتقد أنه مشكلة في الذاكرة غالباً ما يكون في الواقع مشكلة انتباه.
وتابعت بصفتي عالمة أعصاب وأستاذة في علم النفس أقوم بتدريس الانتباه، وجدت أن هناك ثلاثة أشياء مهمة يجب عليك فعلها لتتذكر شيئاً ما بنجاح:
1. بروفة
استخدم انتباهك لتتبع المعلومات مثل الاسم الذي سمعته للتو عندما قدمت زميلة جديدة نفسها، وتفاصيل تجربة ممتعة مررت بها يعتبر هذا بروفة على المواقف التي تحتاج فيها لاستدعاء معلومة.
2. التفصيل
يتضمن التفصيل استخدام الانتباه لربط الخبرات أو المعلومات الجديدة بالمعرفة أو الذكريات التي لديك بالفعل، ويمكنك تخزين ذكريات أكثر ثراء من خلال التفصيل بهذه الطريقة.
مثال: تخيل أخطبوط، والآن أقول: الأخطبوط له ثلاثة قلوب إذا لم تكن تعرف ذلك بالفعل، فأنت كما تقرأ هذا تربط تلك المعرفة الجديدة بتلك الصورة الحالية التي لديك عن الأخطبوط.
وفي المرة القادمة التي تشاهد فيها أخطبوطاً قد تتذكر فجأة، وتلتفت إلى الشخص المجاور لك وتقول: هل تعلم أن الأخطبوط له ثلاثة قلوب؟».

3. التوحيد
العمليتان المذكورتان أعلاه تدعمان تكوين الذاكرة الأولية لكن الانتقال من هذه المراحل الأولية إلى تخزين المعلومات في شكل أكثر استمرارية على مدى فترة طويلة، تعرف باسم الذاكرة طويلة المدى.
وتتم هذه العملية من خلال عمل روابط بين عناصر الذاكرة المختلفة، في آلية تعرف باسم الشجرة، بأن تتذكر بأن اسم العميل الذي تتعامل معه هو «توم» مثل جارك، بينما اسم والده «مورفيوس» مثل شخصية «ماتريكس» الشهيرة، بما لا يجعلك تنساه ورغم بساطة هذا الأمر فإنه حيوي في الاحتفاظ بالمعلومات.
وتطالب الخبيرة بالاعتدال في محاول استخدام الذاكرة، فالتركيز على شيء واحد فقط لمحاولة حفظه لفترة طويلة سيؤثر على قدرتك بالسلب، كما أن التشتت بين «تويتر» والإيميل الشخصي ومتابعة المنتجات في المتجر أثناء التسوق تضر أيضاً بقدرتك على حفظ أي شيء من أي مصدر من هذه المصادر.
لذا فعليك أن تبقي على انتباهك باستمرار حتى تعمل ذاكرتك بشكل جيد، ولكن في نفس الوقت لا تكبل عقلك في نقطة واحدة بل اسمح له بـ«الحركة» (بمعنى التفكير والتأمل)، فالتركيز يجعله يحفظ، والتأمل والتفكير يجعله يتذكر بصورة أفضل.


مقالات ذات صلة

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

صحتك جانب من الحضور

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

تُختتم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (أبوظبي)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.


«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.