حكايا ثقافية تاريخية يرويها مهرجان «عبية في الدرعية»

حكايا ثقافية تاريخية يرويها مهرجان «عبية في الدرعية»
TT

حكايا ثقافية تاريخية يرويها مهرجان «عبية في الدرعية»

حكايا ثقافية تاريخية يرويها مهرجان «عبية في الدرعية»

عاصرت بريق السيوف السعودية وشهدت ملامح التأسيس الأولى ومن حدوة حوافرها نقش إرث عريق، وصوت صهيلها أعلن الولاء لفارسها، من على سرج «عبية» الفرس العربية الأصيلة خاض مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود مسيرة توحيد البلاد، ليرسم حدود المملكة العربية السعودية بنهج كانت أولى نبضاته بالدرعية.
تروي محافظة الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، قصصا تاريخية تتسم بالاعتزاز والأصالة، وتخبئ في زواياها تفاصيل عريقة تشير إلى عمق الثقافة السعودية، والتي كان الخيل أحد أجزائها وشهد العديد من مجرياتها.
دلالات تلوح بعمق الترابط بين الثقافة السعودية وتاريخها بالخيل العربية وسلالاتها، حيث باتت «عبية» الفرس المتفردة بقربها من المؤسس الملك عبد العزيز والتي شهدت العديد من معارك توحيد البلاد، أيقونة للخيالة والمهتمين بالخيول وقصة ملهمة لا تغيب عن الذاكرة.
واليوم يتبدى الإرث التاريخي لـ«عبية» عبر المهرجان السعودي للجواد العربي 2022 والذي يأتي بنسخته الثانية تحت مسمى «عبية في الدرعية»، والمقام تحت رعاية أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر وبالشراكة مع هيئة تطوير بوابة الدرعية.
يكرم المهرجان الفرس «عبية» ويحيي تاريخها، بالإضافة إلى أنه يوسع دائرة الاهتمام بالخيول وتفاصيلها، ويقام المهرجان في العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي ويستمر لمدة ثمانية أيام متتالية.
وستأتي البطولة الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة تصنيف «B» في 12 من يناير المقبل والتي يشارك فيها أكثر من 300 فرس من مختلف دول العالم، كواحدة من الفعاليات التي يتضمنها المهرجان السعودي للجواد العربي القادم.
ويقام خلال أيام المهرجان العديد من الفعاليات المصاحبة والأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية والتي تتمثل في فرص التدريب العملي على ركوب الخيل وعروض حركية للخيول بالإضافة إلى عرض أفلام قصيرة تنعكس صورتها على الطبيعة المحيطة بموقع المهرجان والذي من المقرر أن يقام في منتجع الفروسية العالمي، وتتمحور الأفلام القصيرة حول قصص تاريخية تروي مسيرة الأئمة السعوديين.
وأشار الأمير سلمان بن فيصل بن سلمان رئيس اللجنة المنظمة في المهرجان للشرق الأوسط أن «عبية والدرعية مفهوم مشترك للتاريخ السعودي وتفاصيله وأن كل الفعاليات المصاحبة تتمحور حول التراث، ولكن بطريقة نوعية ومميزة تعكس مستوى مختلفا من الحداثة والتميز» وأضاف أن «المهرجان يثري المعلومات التاريخية والثقافية ويوفر مساحة راقيه تتيح للزوار الاستمتاع والاستفادة».
وسيتضمن المهرجان في أول أيامه مزاد فخر الدرعية وهو مزاد متخصص بالخيول، وسيذهب جزء من ريعه إلى الجمعيات الخيرية المحلية، فيما يشمل المهرجان متحفا حيا للخيول العربية الأصيلة.
ويستهدف المهرجان جميع فئات المجتمع المختلفة والتي تشترك باهتمامها بالخيل، إلا أن المهرجان بنظرة عامة سيوفر أجواء تعتمد على خلق تجارب مميزة من خلال العلامات التجارية والمطاعم العالمية التي ستتواجد في ساحاته، بالإضافة إلى العروض الحية والمقتطفات الموسيقية.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».