ضوابط يمنية إضافية لحماية العملة وتشديد الرقابة على شركات الصرافة

TT

ضوابط يمنية إضافية لحماية العملة وتشديد الرقابة على شركات الصرافة

بالتزامن مع تشديد البنك المركزي اليمني الرقابة على أنشطة شركات الصرافة، ومواجهة المضاربين بالعملة المحلية، أقرت الحكومة ضوابط إضافية للحد من استنزاف العملة الصعبة، لتحقيق المزيد من الاستقرار للعملة المحلية بعد التحسن الكبير الذي شهدته السوق الموازية خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا السياق، قصرت الحكومة اليمنية استيراد المشتقات النفطية وتوزيعها على شركة النفط الحكومية، ومنعت استيراد السيارات المستعملة التي مضى على صناعتها ستة أعوام، كما منعت إدخال قطع الغيار المستعملة، وكلفت وزارة الصناعة بوضع آلية لترتيب استيراد الكماليات، مشيدة بنتائج زيارة رئيسها إلى المملكة العربية السعودية، وما تمخض عنها من مواقف ستنعكس بشكل قوي على دعم جهودها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي واستكمال معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وحسب وكالة «سبأ» الرسمية، وقف مجلس الوزراء اليمني، في اجتماع استثنائي، أمام مستجدات الوضع الاقتصادي وانعكاس عملية الإصلاحات على تحسن أسعار صرف العملة الوطنية، والآليات والخطط المقرر تنفيذها لمواصلة الإصلاحات المالية والنقدية.
ومع تجميد البنك المركزي أرصدة ست شركات لمخالفتها القانون، ومتابعته تأسيس شبكة تحويلات مالية واحدة تخضع لرقابته، أكدت الحكومة دعمها الكامل للقيادة الجديدة للبنك المركزي اليمني، والعمل المشترك على تكامل السياستين المالية والنقدية، وانتهاج آليات مستدامة للحفاظ على سعر صرف العملة الوطنية ومنع المضاربات.
مجلس الوزراء اليمني أقر جملة من الإجراءات «الهادفة إلى دعم استقرار سعر صرف العملة الوطنية، ومنع استنزاف العملة الصعبة، وتقليل فاتورة الاستيراد للسلع الكمالية غير الضرورية، بما يعود بالفائدة والتحسن لأسعار السلع والمخزون الآمن للغذاء»، حيث وافق على مشروع القرار المقدم من وزارتي الصناعة والتجارة والمالية بشأن تنظيم آلية دخول واستيراد السيارات والمعدات والآلات، بحيث يراعى أن يكون الحد الأقصى للسماح بدخول السيارات المستعملة خمس سنوات بخلاف سنة الصنع باستثناء حالات السماح المؤقتة والسيارات الواصلة وفق نظام «تربتيك».
القرار نص أيضاً على «أن الحد الأقصى للسماح بدخول المعدات والآلات المستعملة ثمان سنوات بخلاف سنة التصنيع، كما يمنع دخول قطع الغيار المستعملة الخاصة بالسيارات والمعدات والآلات».
وكلف مجلس الوزراء اليمني، وزير المالية، بإصدار القرارات واللوائح المنظمة لهذا القرار، كما كلف وزير الصناعة والتجارة بإعداد مشروع قرار لترتيب استيراد بعض السلع الكمالية، ووجه بتكثيف حملات الرقابة على الأسواق لضبط أسعار السلع الغذائية بما يتوازى مع التحسن الكبير لسعر صرف العملة، مؤكداً دعمه للحملات الميدانية للرقابة وأهمية استمرارها.
وذكرت المصادر الرسمية أن رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك، وجه بالعمل وفق آليات جديدة والتخطيط والتنفيذ بشكل جيد، بحيث تكون المرحلة المقبلة مختلفة عما سبقها على مستوى أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، وأنه شدد على ضرورة تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد وتعزيز الإيرادات وترشيد النفقات وتصويب الاختلالات وتفعيل عمل المؤسسات وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
ونقلت المصادر عنه قوله «إن النجاح في المعركة الاقتصادية وإعادة عجلة الاستقرار إلى المسار الطبيعي، وبما يراعي مصلحة المواطنين وحياتهم ومعيشتهم اليومية، سيتوازى مع تحول وفارق نوعي خلال الأيام المقبلة في المعركة العسكرية ضد مشروع إيران الدموي في اليمن، واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب».
وأضاف عبد الملك: «نحن نحارب في جبهات متعددة، ومعركتنا الاقتصادية مع الميليشيات لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، وأشقاؤنا يدركون هذه الحقيقة، ولهذا سيكون الدعم في مستوى الشراكة والاحتياج».
وفي لقاء آخر مع وكيل محافظ البنك المركزي لقطاع الرقابة والمدير التنفيذي لشركة النفط، وجه رئيس الوزراء اليمني، بتنسيق جهود الجهات المعنية لضبط سوق المشتقات النفطية، وضمان وصولها إلى المستهلكين بأسعار عادلة، ووفقاً لما تضمنه القرار رقم 30 لسنة 2021 بشأن آلية شراء المشتقات النفطية وحصر توزيعها وتسويقها عبر شركة النفط اليمنية.
وشدد على أن ضبط سوق المشتقات النفطية عامل أساس لاستقرار العملة الوطنية ومنع استنزاف العملات الأجنبية والمضاربة بها، إضافة إلى ضمان الاستقرار التمويني والسعري في المشتقات النفطية وتوفيرها للمواطنين.
وأكد عبد الملك على أهمية إعداد آليات صارمة تضمن توفير المشتقات وتوحيد أسعار المشتقات النفطية في السوق، وإدارة توفير العملة الأجنبية الخاصة باستيرادها دون أي أثر سلبي على العملة الوطنية ومصارفتها وتقييدها عبر البنوك الوطنية.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.