السعودية تؤكد أن اتفاق «أوبك بلس» جوهري لاستقرار السوق

النفط يتذبذب مع بيانات صينية عن خفض الواردات

تذبذبت أسعار النفط الخميس عقب إعلان الصين خفض حصص الواردات في 2022 بنسبة 11% (رويترز)
تذبذبت أسعار النفط الخميس عقب إعلان الصين خفض حصص الواردات في 2022 بنسبة 11% (رويترز)
TT

السعودية تؤكد أن اتفاق «أوبك بلس» جوهري لاستقرار السوق

تذبذبت أسعار النفط الخميس عقب إعلان الصين خفض حصص الواردات في 2022 بنسبة 11% (رويترز)
تذبذبت أسعار النفط الخميس عقب إعلان الصين خفض حصص الواردات في 2022 بنسبة 11% (رويترز)

قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الأربعاء، إن اتفاق «أوبك بلس» للإنتاج «جوهري» لاستقرار سوق النفط، وشدد على أهمية التزام جميع المنتجين بالاتفاق.
وقال الملك في كلمة سنوية لمجلس الشورى بالمملكة نقلته وسائل إعلام رسمية، إن استقرار وتوازن السوق من ركائز استراتيجية الطاقة السعودية، وإن جهود أكبر مصدر للنفط في العالم للاحتفاظ بطاقة إنتاجية إضافية ظهرت أهميتها للحفاظ على أمن إمدادات الطاقة.
وأضاف، أن «المملكة حريصة على استمرار العمل باتفاق (أوبك بلس) لدوره الجوهري في استقرار أسواق البترول. كما أنها تؤكد على أهمية التزام جميع الدول المشاركة بالاتفاق».
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، هذا الشهر على التمسك بسياستهم الحالية بزيادة إنتاج النفط كل شهر، على الرغم من مخاوف من تراجع جديد لأسعار النفط بفعل إفراج الولايات المتحدة عن احتياطيات خام، وانتشار السلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس كورونا. ومن المقرر أن يناقش تحالف «أوبك بلس» سياسته في الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل.
من جهة، أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز، أن «التزام المملكة بمواجهة التحديات المتزايدة للتغير المناخي، والعمل على تعزيز تطبيق اتفاقية باريس، ودعم مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، يؤكد ريادتها وقيادتها العالمية لجهود حماية البيئة، وتخفيض انبعاثات الكربون، وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة، وتحسين كفاءة إنتاج النفط ورفع معدلات الطاقة المتجددة، وتحقيق التنمية المستدامة».
وفي غضون ذلك، قالت مصادر في قطاع النفط ووثيقة اطلعت عليها «رويترز»، إن الصين أصدرت الدفعة الأولى من حصص واردات النفط الخام لعام 2022 بكميات تقل 11 في المائة عن المخصصات الأولى لعام 2021، وإن الشركات الخاصة الكبيرة حصلت على نصيب الأسد من هذه الحصص. وقلصت أسعار النفط العالمية مكاسبها في أعقاب انخفاض حصص واردات أكبر مستورد للخام في العالم إلى 109.03 مليون طن في الدفعة الأولى من العام. ومن بين 42 شركة حصلت على حصص من الواردات، فازت أكبر ثلاث شركات تكرير خاصة في البلاد وهي تشجيانغ للبتروكيماويات (زد.بي.سي)، وهينغلي للبتروكيماويات، وشينغ هونغ للكيماويات، مجتمعة بنحو 41.95 مليون طن؛ وهو ما يشكل نحو 38 في المائة من إجمالي الواردات، وأكثر 50 في المائة تقريباً من نصيبها في العام السابق. وأظهرت وثيقة من وزارة التجارة الصينية، أن المصافي الأصغر، التي يقع معظمها في مركز التكرير الشرقي بإقليم شاندونغ، حصلت على 51.4 مليون طن من حصص الاستيراد، وهو ما يقل 26 في المائة عن العام الماضي. وحددت الصين حصصاً إجمالية لواردات النفط الخام للشركات غير الحكومية في عام 2022 عند 243 مليون طن، وهو المستوى نفسه الذي حددته في مستهل عام 2021. وتراجعت أسعار النفط يوم الخميس، من مكاسبها المتتالية المستمرة منذ أيام، مدعومة ببيانات تظهر أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتاً بما يعادل 0.15 في المائة إلى 79.11 دولار للبرميل بحلول الساعة 1335 بتوقيت غرينتش. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 8 سنتات أو 0.10 في المائة إلى 76.48 دولار للبرميل، بعد ست جلسات على التوالي من المكاسب. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء انخفاض مخزونات النفط الخام 3.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 ديسمبر (كانون الأول)؛ وهو ما يزيد على توقعات محللين استطلعت «رويترز» آراءهم. وفي الوقت نفسه، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير مقارنة مع توقعات المحللين لزيادة في المخزون؛ مما يشير إلى أن الطلب لا يزال قوياً.
ومما قلص الخسائر وقدم دعماً للمعنويات، تحاول حكومات في أنحاء العالم الحد من تأثير الأرقام القياسية للإصابات الجديدة بـ«كوفيد - 19» على النمو الاقتصادي من خلال تخفيف القواعد الخاصة بالاختبارات وتضييق نطاق العزل لتستهدف فقط من كانوا على تواصل وثيق مع حالات إيجابية.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».