لبنان 2021... تألق فني وأعمال للعالمية

دراماتيكية كانت سنة 2021 من حيث أعداد الفنانين الذين رحلوا بسبب «كوفيد - 19»؛ ولكنّها في المقابل شهدت أحداثاً إيجابية، فحملت نهاية سعيدة لبعض الفنانين اللبنانيين. بينهم من حققوا العالمية وحصدوا ملايين المشاهدات لأعمالهم الغنائية، في حين وصفها البعض بسنة الدراما بامتياز؛ لما أنجزته شركات الإنتاج في عالم المسلسلات المختلطة.

- «الهيبة» إلى التركية
حقق «الهيبة 5» نجاحاً باهراً مما حوّل الأنظار إليه من جديد، بعد أربعة أجزاء نالت شهرة واسعة. فكان فأل خير على الشركة المنتجة (الصباح أخوان)، حيث أصبح أول عمل درامي عربي يحقق هذه المكانة. فقد تم شراء حقوق فورمات أجزائه الخمسة، من قبل شركة «آي يابيم» التركية. هذه الشركة سبق وقدمت أكثر الأعمال التركية نجاحاً، وبينها «فاطمة» و«العشق الممنوع»، وسيُصوّر هذا المسلسل مع أبطال أتراك.

- بريق بيروت يعود مع «موركس دور» و«تكريم»
تراجعت الحياة الفنية والثقافية في بيروت بشكل ملحوظ بعد أزمات عدة شهدتها في عام 2021، فهي عانت الأمرّين من انفجار هز كيانها قبل عام، وترك أثره السلبي عليها. كما عانت من تعداد إصابات «كوفيد - 19» إلى حد جعل الدولة اللبنانية تتخذ قرارات متلاحقة بالإقفال العام. إضافة إلى ذلك شهدت بيروت بسبب الحالة الاقتصادية المتردية، إقفالات لمسارحها وصالاتها السينمائية ومراكز معارض مختلفة. لكن على الرغم من ذلك تمسك بعض منظمي الأنشطة الفنية بإعادة الحياة إلى مدينة الأحلام.

- جائزة الـ«موركس دور»
في عيدها العشرين أبى الأخوان زاهي وفادي حلو، وهما منظما جائزة «موركس دور» إلا أن يحتفلا بها من قلب العاصمة اللبنانية بيروت. وتحت عنوان «الأمل رغم الألم» شهد الاحتفال بعد غياب دام نحو سنتين، تقليد جوائز عديدة لفنانين لمعوا، في حين كُرّم عدد من الراحلين، في لفتة تقديرية من منظمي الحفل.

- جائزة «تكريم»
استعادت بيروت تألقها في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2021، عندما أقيم في «كازينو لبنان» حفل توزيع جوائز «تكريم» لمبدعين عرب. ففي النسخة الـ11 للجائزة قرر مؤسسها الإعلامي ريكاردو كرم أن يطلقها من قلب بيروت كي تستعيد وهجهها. وزحف المدعوون كما المكرمون بالمئات إلى مكان الحفل، الذي جمع شخصيات عربية تميزت بإبداعاتها في مجالات العلم والتكنولوجيا والتعليم والخدمات الإنسانية والتنمية البيئية المستدامة.

- فوز لبنان بجائزة الإنجاز بين الثقافات
في هذا العام حقق لبنان فوزاً ساطعاً في عالم الثقافة والفن، عندما تسلم مؤسس «المسرح الوطني اللبناني» الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي جائزة الإنجاز بين الثقافات التي تمنحها وزارة الفيدرالية النمساوية للشؤون الأوروبية والدولية. والإنجاز جاء من خلال مشروع شبكة الثقافة والفنون العربية (آكان) الذي حصل على الجائزة من بين 1300 مشروع من 87 دولة.

- رونالدينو بقعة ضوء في سماء بيروت
شكّلت زيارة البطل الرياضي البرازيلي رونالدينو إلى بيروت حدثاً مهماً، كسر أجواء قاتمة كانت تخيم على العاصمة اللبنانية في يوليو (تموز) الفائت. وجاءت زيارته يومها تعبيراً عن تضامنه مع أهالي ضحايا المرفأ في الذكرى الأولى لانفجاره.

- وائل كفوري وريتا حرب ينجوان من حادث مروع
من الحوادث التي شغلت الناس، في عام 2021، نجاة المطرب وائل كفوري والممثلة والمذيعة التلفزيونية ريتا حرب. فالأول خرج بأعجوبة من حادث سير على أوتوستراد جبيل بعدما تهشمت سيارته. واقتصرت إصابته على الكدمات والرضوض بعدما قذفته قوة الحادث خارج مركبته.
أما الممثلة والإعلامية ريتا حرب فقد نجت هي أيضاً من حادث مروع، عندما كانت تتوجه مع مدرب التمثيل بوب مكرزل إلى موقع التصوير في أحد الاستوديوهات في تركيا. فارتطمت سيارة التاكسي التي كانا يستقلانها بحواجز معدنية على الطريق السريع. واقتصرت إصابتهما على أضرار جسدية وتعرضت حرب إلى كسور في عظام الوجه والفخذ. وهي حالياً تتعافى من إصابتها بعد خضوعها لعمليات جراحية عدة.

- «كوفيد - 19» يحصد فنانين مبدعين
إذا ما أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء، فإن 4 يناير (كانون الثاني) 2021، شهد رحيل الموسيقي اللبناني إلياس الرحباني بعد إصابته بعدوى «كوفيد - 19». توقف قلب الأخ الأصغر لعاصي ومنصور الرحباني وغادر الحياة بهدوء. وشاء القدر أن يرحل بصمت فلم يُودّعه محبوه على المستوى المطلوب. فـ«كورونا» منعت تكريم آخر عنقود العائلة الرحبانية، وفارق الحياة من دون إثارة أي ضجة إعلامية.

- وداعاً ناريمان
بعد الرحباني انشغل اللبنانيون بخبر وفاة الراقصة اللبنانية ناريمان. هي أيضاً جاءت وفاتها إثر إصابتها بـ«كورونا». ناريمان زوجة الفنان وسام الأمير، ودّعها أهل الفن افتراضياً أيضاً، فذهبت تاركة وراءها تاريخاً حافلاً بفن الرقص، يتذكره كثيرون.

- فنانون غابوا
وفي 21 أبريل (نيسان) من العام نفسه، ودّع لبنان الممثلة المخضرمة رينيه الديك، بعد صراع مع المرض. كما خسر الممثلين حسام الصباح، وبيار جماجيان، وأسدلت معهما الستارة على مبدعَين تركا وراءهما بصمة في عالم الدراما والكوميديا. وفي 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، حزن اللبنانيون كغيرهم في العالم العربي على رحيل الفنان السوري صباح فخري، الذي ودّع الحياة عن عمر ناهز 88 عاماً، وكان قد استقر في لبنان منذ عام 2014 لغاية أشهر قليلة قبل موته في أحد مستشفيات الشام.

- رحيل مصمم الأزياء حنا توما
من الشخصيات اللبنانية المعروفة التي سطر عام 2021 نهاية لحياتها المصمم اللبناني حنا توما. الذي يُعدّ أحد المبدعين المعروفين في لبنان والعالم العربي وقد توفي عن عمر ناهز 72 عاماً في الأول من نوفمبر الفائت.

- فنانات تألقن وحققن العالمية
لم تخل سنة 2021، من أحداث إيجابية لوّنت الساحة الفنية على أصعدة مختلفة. فعدد من الفنانين اللبنانيين تركوا بصمتهم في العالم العربي، في مواسم فنية جرت في العلا والرياض ودولة الإمارات العربية. وبين هؤلاء هبة طوجي، وأسامة الرحباني، وإليسا، ونانسي عجرم، ووائل كفوري، وماجدة الرومي، وغيرهم.

- «تويتر» يتوج إليسا
اختيرت إليسا ضمن قائمة 50 شخصية الأكثر تأثيراً حول العالم على «تويتر» للعام 2021 الحالي، وفق منصة «براند وتش». وجاء اختيارها استناداً إلى إحصاءات تُعتَمد فيها أرقام الحسابات النشطة ذات التأثير العالي، ومستوى المشاركة الحقيقية، إضافة إلى أعداد المتابعين وإعادة التغريد والردود وعلامات الإعجاب. وحلَّت إليسا في المرتبة الـ47، وبيونسيه في المرتبة الـ48، ودواين جونسون في المرتبة الـ49، ونيك جوناس في المرتبة الـ50.

- نانسي عجرم الأكثر متابعة
أما نانسي عجرم، فقد حققت لقب الفنانة العربية الأكثر متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجميع المنصات الإلكترونية. حصدت 100 مليون متابع وتفوقت على العديد من النجوم. وحصد كليب أغنيتها «مية وخمسين» وحده، بعد 10 أيام على إطلاقه مليوني وخمسمائة ألف مشاهدة عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب».

- عام الإنجازات في عالم الدراما
شهدت سنة 2021 نجاحات وإنجازات واسعة على صعيد الإنتاجات الدرامية العربية. وتألقت كل من الشركتين اللبنانيتين في عالم الإنتاج الدرامي «الصباح إخوان» و«إيغل فيلمز» من خلال أعمال درامية مميزة عُرضت في موسم رمضان وعلى منصة «شاهد» الإلكترونية.

- «2020»
حقق المسلسل وهو من إنتاج شركة «الصباح أخوان»، نجاحاً باهراً بحيث تصدر التراندات منذ عرض حلقاته الأولى. وهو من بطولة نادين نسيب نجيم وقصي الخولي وكتابة بلال شحادات ونادين جابر.

- «للموتر»
كسر المسلسل الإيقاع الكلاسيكي في الدراما العربية. وحقق أبطاله ماغي بو غصن ودانييلا رحمة وباسم مغنية شهرة واسعة من خلاله، دفعت بشركة إنتاجه «ايغل فيلمز» إلى تصوير جزء ثانٍ منه يعرض في موسم رمضان 2022. وتجدر الإشارة إلى أنّ «للموت» اختارته «نتفليكس» ليعرض على شاشتها.

- «صالون زهرة»
يعتبر المسلسل من الأعمال الدرامية التي لاقت نجاحاً واسعاً. فهو على الرغم من عرضه فقط عبر منصة «شاهد» وقناة «إم بي سي»، بعيداً عن الشاشات المحلية، شكّل حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو من بطولة نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار، ومن إنتاج «الصباح إخوان».

- «الهيبة 5»
اعتبر المسلسل أحد أجمل مواسم هذا العمل وقد نُفّذ بأعلى المستويات التقنية والفنية. وتألف من أحداث مشوقة على مدى 30 حلقة شغلت الناس بأبطالها. وجمع المسلسل إلى جانب تيم حسن وسعيد سرحان ومنى واصف وعبدو شاهين الممثلة ايميه صياح التي تأتي إطلالتها هذه لتكون خاتمة الوجوه النسائية التي سبقتها في أجزاء سابقة.

- «شتي يا بيروت»
لا يزال المسلسل يحصد متابعة مرتفعة عبر منصة «شاهد»، حيث تصدر نسب المشاهدة. العمل من كتابة بلال شحادات وإنتاج «الصباح إخوان”. أخرجه إيلي السمعان وهو من بطولة عابد فهد وجيري غزال وزينة مكي وغيرهم.

- «عنبر 6»
رُصدت لهذا العمل ميزانية مرتفعة لتجهيز أضخم سجن بني للدراما العربية. يحقق المسلسل حتى اليوم نجاحاً باهراً، وهو من إخراج علي العلي وبطولة نخبة من النجوم العرب أمثال سلاف فواخرجي، وصبا مبارك، وفاطمة الصفي، وأيتن عامر، وتاتيانا مرعب، ورانيا عيسى، وإيلي متري. العمل من إنتاج «إيغل فيلمز»، ويحكي قصة نساء يعانين في السجن وخارجه. وهو من كتابة هاني سرحان ودعاء عبد الوهاب.

- «دور العمر»
حقق المسلسل لسيرين عبد النور وعادل كرم نجاحاً كبيراً في يوليو الفائت، وهو من كتابة ناصر الفقيه وإنتاج «روف توب برودكشن». نال مخرجه سعيد الماروق جائزة أفضل مخرج درامي عن العمل في «مهرجان وشوشة» في دبي. اتسم العمل بحرفية في التمثيل والأداء، وكان مشبعاً بالإثارة والتشويق، ويعد أول دراما ينفذها الماروق في مشواره المهني.