الصدر يتمسك بـ«حكومة لا شرقية ولا غربية»

فشل جديد في توحيد «البيت الشيعي» ومسعى لعزل المالكي

مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري تمسك بموقفه بتكوين حكومة أغلبية وطنية (أ.ف.ب)
مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري تمسك بموقفه بتكوين حكومة أغلبية وطنية (أ.ف.ب)
TT

الصدر يتمسك بـ«حكومة لا شرقية ولا غربية»

مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري تمسك بموقفه بتكوين حكومة أغلبية وطنية (أ.ف.ب)
مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري تمسك بموقفه بتكوين حكومة أغلبية وطنية (أ.ف.ب)

جدّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الفائز الأول في الانتخابات البرلمانية، تمسكه بـ«حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية»، وذلك بعد ثلاثة أيام من مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية. فيما بدرت إشارات واضحة لعزل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
والتقى الصدر، أمس، وفداً من «الإطار التنسيقي الشيعي» ضم زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض.
بُعيد اللقاء، نشر الصدر على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قصاصة ورقية كتب عليها: «حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية».
وهذه المرة الثانية التي ينشر فيها الصدر عبارة «لا شرقية ولا غربية» بخط يده بعد لقائه الأول بقادة «الإطار التنسيقي» في منزل العامري، أوائل الشهر الحالي.
وجرت خلال الأسابيع الماضية محاولات عدة لإجراء لقاء ثانٍ بين الصدر وقادة «الإطار»، غير أن شرط الصدر بعدم مشاركة زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي حال دون حصول هذا اللقاء. لكن بعد المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية، قام العامري والخزعلي والفياض بزيارة زعيم «الصدر» في منزله في الحنانة في مدينة النجف.
وأراد الصدر من تغريدته هذه إعلان فشل لقاء الحنانة، مثلما فعل بعد اللقاء الأول في بغداد، في دلالة على تمسكه بحكومة الأغلبية ورفضه ما سمّاه «خلطة العطار»، ما يثبت حقيقة فشل مساعي توحيد «البيت الشيعي».
ورغم تأكيد مصادر مقربة من جو اللقاء أن الصدر رفض التنازل عن حكومة أغلبية وطنية، فإن العامري، وربما لترك الباب مفتوحاً أمام لقاءات لاحقة، اعتبر أن لقاء الحنانة كان «إيجابياً».
وقال العامري في بيان صحافي: «اللقاء كان إيجابياً ومسؤولاً ومنطلقاً من تغليب مصلحة الدولة القوية، والنجاح في المرحلة المقبلة». وأضاف: «سيتم استكمال بحث ضمانات النجاح في بناء الدولة وفي الأيام القريبة المقبلة ستكون لنا عودة مرة أخرى للنجف».
كذلك اعتبر المتحدث الرسمي باسم «عصائب أهل الحق» محمود الربيعي أن اللقاء كان مثمراً. وقال، في تغريدة له عقب اللقاء: «لقاء قادة الإطار التنسيقي مع الصدر كان إيجابياً ومثمراً ومسؤولاً... ستكون هناك جلسات وحوارات قريبة لتحقيق ما يخدم العراق والعراقيين، حيث إن قوة وتوحد المكون الأكبر هما السبيل الأمثل لقوة العراق». لكنه طبقاً لما نقلته وسائل الإعلام، فإن الصدر رفض الاستجابة لمطالب قادة «الإطار» بشأن كيفية تشكيل الحكومة. وطبقاً لمصدر مطلع، فإن «وفد الإطار التنسيقي طلب من الصدر تشكيل الحكومة المقبلة بناء على اتفاق سياسي بمشاركة جميع الجهات السياسية دون إقصاء أي جهة». وأضاف أن «الصدر أبلغ الوفد بأن نجاح الحكومة المقبلة مرتبط بوجود معارضة حقيقية تحت قبة البرلمان».
وطبقاً للمراقبين السياسيين، فإن الصدر يبدو مستعداً للمضي باتجاه حكومة أغلبية، بمشاركة أطراف كردية وسنية وجزء من قوى «الإطار التنسيقي»، لكن القوى الرئيسية في «الإطار» ترفض مقاربته هذه لكونها ترمي إلى إجبار طرف شيعي أو أكثر على الذهاب إلى المعارضة، وهذا خيار بغيض للقوى السياسية التقليدية لأنه يحرم المعارضين من المواقع والمناصب والنفوذ.
قوى «الإطار التنسيقي» واستناداً إلى ما تعبّر عنه في تصريحات ومواقف، لا تستطيع تخطي التيار الصدري وجمهوره العريض بتشكيل حكومة من دون أن يكون طرفاً فيها. ومثلما يرى العديد من المتابعين للشأن العراقي، فإن الصدر يلعب على نقطة الضعف هذه لدى قوى «الإطار».
وحول ما يبدو محاولة واضحة من الصدر لعزل المالكي، يقول السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروع الذي يجري تداوله حالياً والذي يقوم على جمع الكرد (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) مع السنة (حزب تقدم وتحالف العزم) مع الشيعة عدا المالكي، لا يمكن عده أغلبية وطنية أو سياسية... هذا المشروع، في حال حصل، هو تشكيل حكومة توافقية بامتياز لكنه يستهدف عزل كتلة بعينها».
يذكر أن الكتلة الصدرية كانت تصدرت الانتخابات بـ73 مقعداً من أصل 329 مقعداً، تلاها «تحالف تقدم» بـ37 مقعداً و«ائتلاف دولة القانون» بـ33 مقعداً و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» بـ31 مقعداً.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.