أميركا تؤجل فتح القنصلية وتعوّض الفلسطينيين بمكتب للسلطة في واشنطن

مسيرة وسط مدينة نابلس تضامناً مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي (وفا)
مسيرة وسط مدينة نابلس تضامناً مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي (وفا)
TT

أميركا تؤجل فتح القنصلية وتعوّض الفلسطينيين بمكتب للسلطة في واشنطن

مسيرة وسط مدينة نابلس تضامناً مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي (وفا)
مسيرة وسط مدينة نابلس تضامناً مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي (وفا)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن الإدارة الأميركية رضخت للضغوط الإسرائيلية وقررت تأجيل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الخاصة بالفلسطينيين، لمدة سنتين، وتعويض الفلسطينيين عن ذلك بزيادة الدعم المالي للسلطة وتسريع فتح مقرها الرسمي في واشنطن.
وقالت هذه المصادر، إن رئيس الوزراء نفتالي بنيت، اقنع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بان إعادة فتح القنصلية في القدس، سيتسبب في أزمة حكم قد تقود الى سقوط حكومته وعودة بنيامين نتنياهو. ومثل هذا السيناريو يبدو كأنه كابوس لدى بايدن، لذلك وافق على تأجيل القرار حتى يتولى يائير لبيد رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد حوالي السنة ونصف السنة. فإذا نجحت حكومة بنيت في هذه المدة، سيكون هناك أمل في ان ينتهي عهد نتنياهو في السياسة، حيث يمكن ان تنتهي محاكمته بإدانته في تهم الفساد. وهكذا تستقر حكومة لبيد.
ولكن مقابل ذلك، تنوي الإدارة الأميركية تعويض الفلسطينيين بعدة خطوات يطلبونها، ولا تحتاج الى موافقة إسرائيلية، أو إلى موافقة الكونغرس، مثل، إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وربما التفكير في رفع تدريجها الى ممثلية دبلوماسية ذات مكانة ممثلية دولة، ومنح حصانة دبلوماسية لمن يعمل فيها من الفلسطينيين، بحيث لا تقوم جهات يهودية متطرفة برفع دعاوى ضدهم بحجة ممارسة الارهاب.
كما تفكر الإدارة الأميركية بتعويض الفلسطينيين، عن طريق إطلاق تصريحات جديدة تدعم تأييدهم العلني لحل الدولتين، وتدعم قرارات دولية في هذا الإطار. وقالت المصادر، إن الإدارة الأمريكية تدرس أيضا إمكانية زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. وهي تنتظر الآن أن تتوصل الى تفاهمات مع السلطة ومع إسرائيل، لايجاد تسوية مقبولة في موضوع دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين في السجون. فإذا وجدت حلا، ستزيد الدعم المالي بنسبة كبيرة تفوق 50%.
المعروف ان إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، أغلقت القنصلية الخاصة بالفلسطينيين في القدس، على أثر قرارها نقل السفارة من تل ابيب الى القدس الغربية عام 2018 ، وأغلقت مكاتب فلسطين في واشنطن، في أعقاب قرار السلطة الفلسطينية التوجه بدعاوى ضد إسرائيل الى محكمة لاهاي الدولية لجرائم الحرب.
وقد أعلن الرئيس جو بايدن عن رفضه لهذين القرارين ونيته الغاءهما، ولكنه حتى الآن يصطدم بموقف إسرائيلي رافض. فرئيس الوزراء، نفتالي بنيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، طلبا التريث إلى حين تستقر حكومتهما. وحتى عندما قال لبيد إنه مستعد لعدم الاعتراض على قرارات أميركية تجاه الفلسطينيين، فإن بنيت يعتبرها خطا أحمر يطلب عدم تجاوزه.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.