منذ بدء ظهور فيروس «كورونا» وتفشيه في مختلف بقاع العالم، تطلع الجميع إلى اللحظة التي سيتخلص فيها منه، والتي ستعود بعدها الحياة إلى طبيعتها. وقد زادت هذه الآمال بشكل ملحوظ بعد تطور اللقاحات المضادة للفيروس. إلا إن خبراء الصحة حذروا بأن نهاية «كورونا»؛ إن حدثت، لا تعني أن العالم أصبح آمناً تماماً، مشيرين إلى أنهم يتوقعون ظهور فيروسات وأوبئة أخرى في المستقبل، قد تكون أكثر فتكاً من «كورونا».
وفي هذا السياق، تحدثت ريبيكا كاتز، أستاذة ومديرة مركز علوم الصحة العالمية والأمن في جامعة جورج تاون، إلى شبكة «سي إن إن» الأميركية عن أهم الخطوات اللازمة للاستعداد للوباء المقبل. وهذه الخطوات هي:
1- تسخير الإرادة السياسية:
دعت كاتز إلى استغلال الإرادة السياسية الموجودة في الوقت الحالي لمحاربة «كورونا» وتسخيرها للتأهب للتهديدات المستقبلية المحتملة. وأضافت: «بعد ظهور (أوميكرون) وجدنا أن استعداد أنظمتنا العالمية لمواجهته كان أفضل بكثير من استعدادها عند ظهور فيروس (كورونا). كان هناك عدد كبير من اختبارات الكشف عن الفيروس، وفحص شامل على حدود البلدان، ولقاحات مطورة بالفعل. هذا ما نحتاج لتوافره عند ظهور الأوبئة المستقبلية».
وتابعت: «سيحتاج المجتمع العالمي بعد ذلك إلى القدرة على تصنيع كميات كافية من الأدوية أو اللقاحات لتلبية احتياجات أعداد كبيرة من السكان وضمان وجود أنظمة لتوزيع هذه المنتجات في كل ركن من أركان العالم».
2- القواعد والمعايير العالمية التي تحكم الاستجابة للأمراض:
تقول كاتز: «ينبغي تعزيز المعايير الدولية للاستجابة للأمراض وضمان امتثال دول العالم أجمع للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالصحة وتبادل المعلومات والبيانات الصحية. سيسمح لنا ذلك بالتنبؤ بشكل أفضل بتفشي الأمراض».
كما أشارت إلى ضرورة تعديل اللوائح التي تحكم إعلان منظمة الصحة العالمية عن الأوبئة أو تحذيرها منها بحيث يكون الإعلان بشكل مبكر.
3- الاستعداد بالموارد المالية:
أكدت كاتز أن الاستعداد بالموارد المالية أمر ضروري للاستعداد للوباء التالي. وأضافت أن هذا الاستعداد يشمل تمويل الجهود العالمية المتعلقة بالبحث والتطوير. وقالت كاتز إن أحد مصادر التمويل المبتكرة للتصدي للوباء المقبل هو فرض رسوم إضافية على الأحداث الرياضية العالمية.
4- القوى العاملة:
تقول كاتز: «يجب على الدول الاستثمار في البشر وتوسيع القوى العاملة في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية، والتي تواجه نقصاً في خضم الأزمة الصحية الحالية. إن القوة العاملة المجهزة جيداً أهم جزء في استجابتنا للوباء، ولكنها من أكثر الأشياء التي لا يُلتزم بها؛ توفيراً للمال على الأرجح».