تحول اللاجئين السوريين إلى «ملف مساومات انتخابية» في تركيا

كليتشدار أوغلو وعد بتهيئة الظروف لعودتهم إلى بلدهم خلال أشهر... وإردوغان يهاجمه

TT

تحول اللاجئين السوريين إلى «ملف مساومات انتخابية» في تركيا

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستواصل فتح أبوابها للسوريين «اليوم وغداً» كما سبق وفعلت من قبل.
وقال رداً على تصريحات لقادة في المعارضة التركية، كرروا فيها تعهداتهم بإعادة السوريين إلى بلادهم حال فوزهم بالانتخابات المقبلة في تركيا: «إننا لا نبحث عن أماكن لإرسال إخواننا السوريين إليها». وهاجم إردوغان، في مقابلة تلفزيونية ليل السبت – الأحد، زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، الذي أكد أكثر من مرة أن حزبه سيُنهي مشكلة اللاجئين السوريين خلال أشهر بعد تولي الحكم في تركيا، وسيهيئ الظروف اللازمة لعودتهم إلى بلادهم، قائلاً: «السيد كمال ينظر إلى إخوته السوريين بعين العدو، أما نحن فبعين الحب... والمؤمنون بالتأكيد إخوة، ولا نبحث عن أماكن لإرسال إخواننا إليها».
وتابع أن «السوريين غادروا بيوتهم هرباً من المدافع والموت، وسنفتح أبوابنا لهم، اليوم وغداً، كما فتحناها لهم سابقاً، لدينا ما يقارب 5 ملايين من الإخوة والأخوات السوريين في بلدنا، السيد كمال غير مرتاح لهذا، فهو ليس لديه فهم للأخوة، وهذه هي الطريقة التي يعامل بها المواطنين في هذا البلد».
وتحول ملف اللاجئين السوريين، مبكراً، إلى ملف مساومات بين حزب «العدالة والتنمية» برئاسة إردوغان وأحزاب المعارضة، وذلك قبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023، وتعهد كليتشدار أوغلو، الخميس الماضي، مجدداً، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بـ«الطبل والزمر» في حال وصول المعارضة إلى السلطة.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تحييد 3 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قالت إنهم كانوا يستعدون لشن هجوم على منطقة عملية «نبع السلام»، الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل ما يُعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا في شمال شرقي سوريا.
في سياق متصل، قال المرصد إن 400 مقاتل من عناصر فصائل الجيش الوطني، العاملة في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، خضعوا لدورة تدريبية على سلاح المدرعات والمجنزرات ذات الصناعة التركية، في معسكر المسطومة بإدلب، بينها تدريب طواقم للدبابات التي أدخلتها القوات التركية للمرة الأولى ضمن نطاق التدريبات للمقاتلين السوريين.
وتجهز القوات التركية كوادر قادرة على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمجنزرات، تحضيراً للدفع في المعارك دون الحاجة إلى الجنود الأتراك في الخطوط الأمامية. وجاء ذلك، بعد تدريبها لـ200 مقاتل سوري من الفصائل الرديفة، على استعمال مضادات الدروع بمختلف أنواعها.
وكانت مصادر تركية قد حددت 4 شروط لانسحاب قواتها من سوريا، وأبلغت الأطراف الفاعلة بها في هذا الشأن، بأن وجود الجنود الأتراك في مناطق الخط الحدودي في سوريا يتمثل بالدرجة الأولى في مواجهة «التنظيمات الإرهابية التي تستهدف وحدة أراضي تركيا». ونفت المصادر لصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة، ما ذكره الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا ألكسندر لافرنتييف، في بيانه عقب اجتماع آستانة الأخير، الذي زعم فيه أن «المسؤولين الأتراك قالوا خلال الاجتماع، إن جنودهم سيغادرون سوريا في أول فرصة».
وأكدت المصادر أن تركيا حددت 4 شروط للانسحاب من سوريا: توافق كل الأطراف على الدستور الجديد بما يحمي حقوق جميع الشرائح السورية، وإقامة نظام انتخابي يمكن لجميع الفئات المشاركة فيه بحرية، وتشكيل حكومة شرعية بعد الانتخابات، والقضاء على حكومات التنظيمات الإرهابية التي تستهدف وحدة أراضي تركيا على خط الحدود السورية، في إشارة إلى «قسد».
وأشارت المصادر إلى أنه «يتم إيصال هذه الشروط بشكل واضح إلى المحاورين في كل لقاء سوري»، مضيفة أنه «رغم ذلك عمدت بعض الجماعات إلى نقل رسائل واضحة بطريقة يمكن تفسيرها بشكل مختلف».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.