إصابة 10 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالضفة

فلسطينيون في مواجهة جنود إسرائيليين بقرية برقة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطينيون في مواجهة جنود إسرائيليين بقرية برقة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

إصابة 10 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالضفة

فلسطينيون في مواجهة جنود إسرائيليين بقرية برقة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطينيون في مواجهة جنود إسرائيليين بقرية برقة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

قالت مصادر طبية فلسطينية، أمس (السبت)، إن عشرة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي، وأصيب العشرات بالرصاص المطاطي وحالات اختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع في مواجهات بين الشبان بعدد من القرى الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إحدى هذه الإصابات وقعت في قرية برقة شمال مدينة نابلس، وإن المصاب في حالة خطيرة نتيجة إصابته برصاصة في البطن أُدخل على أثرها إلى غرفة العمليات في مستشفى جامعة النجاح بمدينة نابلس.
https://www.youtube.com/watch?v=GUFs5vbhOyo
وتشهد قرى برقة وبزريا وسيلة الظهر وسبسطية الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين مواجهات منذ عدة أيام في أعقاب عملية إطلاق النار التي وقعت قبل نحو عشرة أيام وقتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل عدداً من سكان قرية السيلة الحارثية، شمال مدينة جنين، مسؤولين عن عملية إطلاق النار.

وقال أحمد جردات والد اثنين من المعتقلين؛ وهما غيث (17 عاماً) وعمر (20 عاماً)، إن الجيش الإسرائيلي عثر على 3 قطع سلاح مخبأة في ساحة منزله.
وأضاف في مقابلة مع «رويترز» في منزله بالسيلة الحارثية بعد اعتقال ابنيه الأسبوع الماضي، أنه لا يعلم إن كان ولداه هما من أطلقا النار على المستوطنين أم لا.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت اليوم مع 247 إصابة في قرية برقة منها 10 بالرصاص الحي و48 بالرصاص المطاطي و185 بالغاز المسيل للدموع.

ووجهت الفصائل الفلسطينية نداء دعت فيه للاحتشاد في قرية برقة للتصدي لمسيرة دعا إليها المستوطنون مساء اليوم في المكان الذي شهد عملية إطلاق النار في مستوطنة حومش المخلاة منذ عام 2005 القريبة من القرية.
ويقول سكان قرية برقة إن المستوطنين يسعون للعودة إلى هذه المستوطنة.

وأظهرت لقطات فيديو بثها التلفزيون الرسمي الفلسطيني عشرات الشبان يشعلون النار في الإطارات ويرشقون القوات الإسرائيلية بالحجارة.
https://www.youtube.com/watch?v=pQWl8kk31dM
ولم يصدر بيان من الجيش الإسرائيلي حول الأحداث التي تشهدها القرى الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن موقعاً عسكرياً إسرائيلياً تعرض إلى إطلاق نار بالقرب من مدينة نابلس.
https://twitter.com/IDF/status/1474846404988514307
وأضاف على «تويتر»: «وردت قبل قليل تقارير عن محاولة تنفيذ عملية تخريبية بإطلاق نار نحو موقع عسكري بواسطة سيارة مسرعة بالقرب من مدينة نابلس دون وقوع إصابات».
وتابع: «بعد أعمال التمشيط، تم العثور على عشرات الرصاصات».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.