ميقاتي: عازمون على تذليل العقبات لإعادة جمع الشمل الحكومي

وزير الدفاع الإيطالي أكد دعم بلاده للحكومة والجيش اللبناني

رئيس الحكومة اللبناني مع وزير الدفاع الإيطالي أمس (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبناني مع وزير الدفاع الإيطالي أمس (دالاتي ونهرا)
TT
20

ميقاتي: عازمون على تذليل العقبات لإعادة جمع الشمل الحكومي

رئيس الحكومة اللبناني مع وزير الدفاع الإيطالي أمس (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبناني مع وزير الدفاع الإيطالي أمس (دالاتي ونهرا)

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «أننا عازمون على تذليل كل العقبات لإعادة جمع الشمل الحكومي واستكمال الخطوات التي بدأنا القيام بها لوضع لبنان على سكة التعافي والإنقاذ»، وذلك في ظل خلافات بين مكونات الحكومة تمنع التئام مجلس الوزراء، بموازاة دخول لبنان في عطلة الأعياد التي أرجأت كل المبادرات والاتصالات حتى الأسبوع المقبل.
ويحاذر ميقاتي دعوة مجلس الوزراء للاجتماع في ظل الخلافات بين مكونات سياسية تتمثل فيه، وأبرزها «التيار الوطني الحر» من جهة، و«حزب الله» و«حركة أمل» من جهة ثانية، منعاً لـ«تصدع الحكومة» ونقل الخلافات السياسية إلى داخل مجلس الوزراء. وتختلف القوى السياسية على إجراءات المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، حيث يدعمه فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، في مقابل اتهامات موجهة له من قبل «أمل» و«حزب الله» بتسييس التحقيقات والاستنسابية بالاستدعاءات.
وفي مناسبة الميلاد، تمنى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي «أن تتضافر كل الإرادات لإنقاذ لبنان واللبنانيين جميعا مما يعيشونه من أزمات مؤلمة». وقال: «إننا عازمون على تذليل كل العقبات لإعادة جمع الشمل الحكومي واستكمال الخطوات التي بدأنا القيام بها لوضع لبنان على سكة التعافي والإنقاذ».
واستقبل ميقاتي أمس وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، الذي يقوم بزيارة إلى لبنان. وأعلن الوزير الإيطالي «أن إيطاليا تدعم عمل رئيس الحكومة اللبنانية والجهود المبذولة لإجراء الإصلاحات المطلوبة لمعالجة الأوضاع في لبنان». وقال «إن لبنان يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لإيطاليا، كما أن وجود إيطاليا ضمن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) يعزز هذا التوجه»، لافتاً إلى تولّي أربعة قادة إيطاليين قيادة هذه القوات. وأكد دعم إيطاليا للجيش اللبناني قائلاً إنه «دعم كامل ونتعهد بتسريع الإجراءات المطلوبة لإيصال هذا الدعم».
وإذ تمنى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن يبدأ لبنان «التعافي من أزماته الكثيرة والكبيرة»، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان تهنئة للبنانيين بالميلاد «إن أفضل (عيدية) لعام 2022 هي الانتخابات النيابية وما ستحمله من تغيير محتّم يؤدي إلى بدء عملية إنقاذ حقيقية تنهض بلبنان من جديد وتضعه حيث يجب أن يكون». وقال جعجع: «نحن على هذا الصعيد بانتظار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية لتوقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في أسرع وقت ممكن».
ودخلت البلاد في عطلة سياسية تأجلت معها كل المبادرات إلى العام الجديد، ولم يطرأ أي خرق على المبادرات السابقة لإعادة تفعيل مجلس الوزراء. وقال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل إن «على الرئيس ميقاتي تحمّل المسؤولية لأنه ارتضى تشكيل حكومة محاصصة وأن يكون شريكاً للمنظومة، واستقالته أفضل بجميع الأحوال لتشكيل حكومة مستقلة على أبواب الانتخابات»، لكنه رأى أن «لا فرق عملياً بين استقالة الحكومة وبقائها طالما أنها لا تجتمع». ورأى الجميل أن عام 2022 «سيكون أصعب في بدايته من عام 2021 بسبب تراكم الأخطاء وعدم اتخاذ الحكومة أي إجراءات لإنقاذ الوضع الاقتصادي».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.