إردوغان يفاجئ تل أبيب بتصريحات إيجابية حول اليهود وإسرائيل

TT

إردوغان يفاجئ تل أبيب بتصريحات إيجابية حول اليهود وإسرائيل

تلقى المسؤولون السياسيون والرؤساء الروحيون اليهود في إسرائيل، بالمفاجأة والاهتمام، التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال استقباله في قصره في أنقرة، الحاخام اليهودي الأكبر للبلاد ومعه مجموعة من الحاخامات ورؤساء الطوائف الدينية اليهودية من بلدان العالم الإسلامي، وقال فيها إن العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وأنقرة هي الأقوى بين الدولتين من أي وقت سبق.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن هذه الأقوال وما رافقها من تصريحات «تعتبر مفاجئة وغير مألوفة، وتشكل رسالة قوية لا بد من دراستها والتجاوب معها كما يليق». واعتبرها موقع «تايمز أوف إسرائيل»، «إيجابية بشكل لا يصدق».
كانت تركيا استضافت خلال الأسبوع الحالي مؤتمراً لرجال الدين اليهود في البلاد ومختلف دول العالم الإسلامي، البالغ عددهم 100 ألف يهودي، للتداول في سبل توفير حياة كريمة ومزدهرة لليهود وضمان أن يمارسوا طقوسهم الدينية بحرية. وشارك فيه ممثلون عن عدة دول عربية مثل الإمارات وتونس والمغرب وكذلك أذربيجان وطاجكستان وكازاخستان وإيران وأوغندا وتشاد ونيجيريا وألبانيا وقبرص. وقد استقبل الرئيس التركي رؤساء الوفود في قصره بأنقرة بحرارة وفي شكل غير مسبوق. وقال لهم، وفق أحد الحاخامات، «ستبقى العلاقات الاقتصادية بين تركيا واليهود وإسرائيل قوية على الدوام». وأكد أن تركيا واحدة من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدة الدولية ضد إنكار المحرقة النازية لليهود، وتؤدي دوراً كبيراً في مكافحة العداء للسامية، وتحارب ضد الغبن اللاحق باليهود، كما تحارب الإسلاموفوبيا (العداء للإسلام) في الغرب. وقال إن بلاده تقيم علاقات رتيبة مع إسرائيل، وتسعى طيلة الوقت لتحسينها. وأكد أن حكومته تسعى لتحقيق سلام عادل وثابت بين إسرائيل والفلسطينيين مبني على الاحترام المتبادل. وقال: «رغم اختلافنا في الرأي بشأن فلسطين، فإن علاقاتنا مع إسرائيل في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة تتقدم في حد ذاتها في سياق جهود السلام الإسرائيلية، فإن الموقف الصادق والبناء سيساهم بلا شك في عملية التطبيع. وأنا أعتقد أنه يمكن إيجاد حل في القدس يراعي حساسيات جميع الجماعات الدينية». وأكد أن «العلاقات بين تركيا وإسرائيل ضرورية لاستقرار وأمن منطقتنا... بالطبع أنا مهتم في شكل خاص بدعمكم في هذا الصدد... ونحن مستعدون لتطوير سبل تعاوننا والاستفادة بشكل أفضل من إمكاناتنا العالية. وأنا أولي أهمية للحفاظ على الاتصال والحوار، لأنني أعتقد أنه في مصلحتنا المشتركة».
وكان رئيس المؤتمر المذكور، والمبادر إليه، معندي هيتريك، قال إن اليهود في تركيا يعيشون بحرية ورغد وحياتهم تشكل نموذجاً أعلى للعلاقات بين المسلمين واليهود في عصرنا. وأعرب عن سروره لنتائج اللقاء مع إردوغان.
وتعتبر العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل قديمة ومميزة، إذ كانت أنقرة أول العواصم الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل في سنة 1948، وأقامت معها علاقات دبلوماسية. ولكنها شهدت فترات طويلة من التوتر والجفاء، منذ تنظيم جمعية تركية سفينة مرمرة وأسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، في سنة 2010، ففي حينه هاجمت إسرائيل الأسطول وقتلت 10 مواطنين أتراك. ورغم اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن هذا الهجوم ودفع تعويضات لذوي الضحايا، إلا أن العلاقات السياسية والأمنية بقيت متأزمة. وفي سنة 2018، طردت أنقرة السفير الإسرائيلي وردت إسرائيل بخطوة مماثلة. لكن العلاقات الاقتصادية بقيت مزدهرة بين البلدين. وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 6 مليارات دولار. وقامت تركيا بنقل مصالحها من ميناء اللاذقية إلى مينا ء حيفا لتصدير منتوجاتها إلى العالم العربي.



وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.