تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا بأكثر من 20 في المائة خلال تعاملات الخميس، مع تدفق إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن 10 ناقلات غاز طبيعي مسال على الأقل تبحر حالياً من الولايات المتحدة إلى أوروبا، في حين توجد 20 ناقلة أخرى تعبر المحيط الأطلسي؛ لكن لم يتم إعلان وجهتها النهائية حتى الآن.
ومن المنتظر أن تساعد إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأميركي في تقليل تأثيرات تراجع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. يذكر أن أسعار الغاز في أوروبا ارتفعت خلال العام الحالي بأكثر من 600 في المائة نتيجة تقليص صادرات الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية، بالتزامن مع زيادة الطلب على الطاقة نتيجة إعادة فتح الاقتصادات التي كانت قد تضررت من جائحة فيروس كورونا المستجد خلال العام الماضي.
كما أسهمت أعمال الصيانة المؤجلة لمنشآت إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا وتوقف محطات الطاقة في ارتفاع الأسعار. وتزيد أسعار الغاز في أوروبا بمقدار 13 مرة عن أسعاره في الولايات المتحدة. كما أن الأسعار في آسيا أقل كثيراً منها في أوروبا التي أصبحت وجهة رئيسية لشحنات الغاز الطبيعي المسال، وذلك في وقت تشهد فيه أوروبا ارتفاعاً في الطلب على الوقود الأزرق، مع تراجع مخزونات الغاز الأرضية، الأمر الذي أدى إلى صعود أسعار الغاز إلى مستويات تاريخية.
وتراجع سعر الغاز الهولندي القياسي للسوق الأوروبية، الخميس، بنسبة 22 في المائة إلى 135.03 يورو لكل ميغاوات/ساعة كهرباء في بورصة أمستردام ليفقد مكاسب الأسبوع الحالي.
وأدى انخفاض سعر الغاز إلى تراجع سعر الكهرباء، حيث انخفض سعر عقود الكهرباء في ألمانيا تسليم العام المقبل بنسبة 15 في المائة إلى 277 يورو لكل ميغاوات/ساعة وهو أكبر تراجع للسعر منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
كما تراجعت أسعار هذه العقود في فرنسا بنسبة 24 في المائة إلى 775 يورو لكل ميغاوات/ساعة، بعد وصولها الأربعاء إلى مستوى قياسي قدره 1000 يورو لكل ميغاوات/ساعة.
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله، الجمعة، إنه يتوقع أسعار غاز مرتفعة نسبياً في العام المقبل. وتعتمد أوروبا على روسيا لتوفير نحو 35 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، الذي ارتفع سعره إلى أعلى مستوى على الإطلاق في السوق الفورية هذا الشتاء.
من جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس، إنه من غير المنصف اتهام روسيا بالمسؤولية عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية في أوروبا في ظل تلبية شركة غازبروم الروسية جميع التزاماتها في الإمداد، مشدداً على أنه لا توجد حجوزات على خط «يامال–أوروبا» لنقل الغاز الروسي لأوروبا، بسبب عدم تلقي طلبات من العملاء، خاصة من الشركات الألمانية والفرنسية، مؤكداً أن الشركة ملتزمة بتوريد كميات الغاز المتعاقد عليها، وأن «غازبروم» زادت من صادراتها، باستثناء تلك الموجهة لدول الاتحاد السوفياتي السابق، هذا العام بنسبة 20 في المائة في بعض الأحيان.
الغاز الأميركي يدفئ السوق الأوروبية في الشتاء
تراجع الأسعار 20%... وموسكو تتوقع زيادتها في 2022
الغاز الأميركي يدفئ السوق الأوروبية في الشتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة