«العلاج بالأحجار» تضليل يشكّل تجارة مربحة

TT

«العلاج بالأحجار» تضليل يشكّل تجارة مربحة

تتداول الشبكات الاجتماعية وبعض الصحف على نطاق واسع ادعاءات عن منافع مزعومة لـ«العلاج بالأحجار»، منها مثلاً أن الكوارتز الوردي «معالج قوي للصدمات العاطفية»، وأن أنواعاً أخرى «مفيدة للسرطان»، لكنّ هذه الأقاويل لا تستند إلى أي أسس علمية، ويمكن تالياً أن تكون محظورة بموجب القوانين الطبية والتجارية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وثمة عدد لا يُحصى من مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية على «تيك توك»، تحت الكلمة المفتاح crystaltok#، تروج لأحجار وبلورات على أساس أنها شافية، سجلت أكثر من ملياري مشاهدة. وعلى الجانب الفرنسي، استقطبت الفيديوهات تحت وسم lithotherapie# أكثر من 20 مليون مشاهدة.
وتحفل شبكة الإنترنت، سواء عبر «فيسبوك» أو «تويتر» أو «إنستغرام» أو المدونات، بكمٍّ كبير من الإعلانات والصور ومقاطع الفيديو والتوصيفات التفصيلية للفضائل المنسوبة إلى الملكيت أو العقيق. ويزعم دعاة استخدام الأحجار والبلورات، وبينهم مشاهير كفيكتوريا بيكهام وكيم كارداشيان، أن «طاقات» تشفي أمراض العقل والجسم تنبعث منها.
إذا كانت المعتقدات في قوة الأحجار تعود إلى العصور القديمة وتوجد في معظم الثقافات، فإن مصطلح lithotherapy أي «العلاج بالحجارة» (المركّبة من الكلمة اليونانية lithos أي حجر وTherapeia أي علاج)، يعود تاريخه إلى ظهور حركة «العصر الجديد» (New Age) الروحانية في سبعينات القرن العشرين. لكنّ هذا المصطلح لا يمتّ إلى الطبّ بِصِلة رغم تَضَمُّنِه كلمة «علاج».
فموقف العلم من المسألة واضح وقاطع، ومفاده أن «لا فضائل علاجية للأحجار في ذاتها (...) وهي لا تعطي أي نتيجة»، على ما يوضح لوكالة الصحافة الفرنسية الباحث جان كلود بويار، من معهد علم المعادن (جامعة السوربون - المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي - المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية).
مع ذلك، لا تقتصر المنشورات عن العلاج بالأحجار على الشبكات الاجتماعية أو مواقع الحركات الروحانية، بل يمكن مثلاً قراءة العنوان الآتي على الموقع الإلكتروني لمجلة «فوغ» (Vogue.fr) في 20 سبتمبر (أيلول) «دليل (فوغ) للتعرف على قدرات البلورات». وعلى الشبكات كما في المجلات، تورِد المنشورات عن هذا الموضوع بصورة شبه منهجية عناوين مواقع إلكترونية لبيع الأحجار والكتب والمجوهرات ومستحضرات التجميل...
لكن بين الاحتيال والادعاءات المضللة، ماذا يقول القانون؟
تشرح أستاذة القانون والاقتصاد الصحي في جامعة باريس، ساكلاي ديبورا إسكينازي، لوكالة الصحافة الفرنسية أن بعض الادعاءات المتعلقة بالعلاج الحجري تنطبق عليها المحظورات التي ينص عليها قانونا الصحة العامة والاستهلاك.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.