الدبيبة يلمح إلى عدم تسليمه السلطة بعد انتهاء ولاية حكومته غداً

محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (المكتب الإعلامي لرئيس المجلس)
محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (المكتب الإعلامي لرئيس المجلس)
TT

الدبيبة يلمح إلى عدم تسليمه السلطة بعد انتهاء ولاية حكومته غداً

محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (المكتب الإعلامي لرئيس المجلس)
محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (المكتب الإعلامي لرئيس المجلس)

بينما ثمن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية، ما وصفه بـ«جهود الخيرين من طرابلس لإنهاء فتيل الأزمة والاحتقان بالعاصمة، وعودة الحياة إلى طبيعتها»، ملمحا إلى أنه لن يسلم السلطة بعد انتهاء فترة ولاية حكومته بحلول غد الجمعة، أعلن المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، تأجيل قراره بتعيين اللواء عبد القادر منصور آمراً لمنطقة طرابلس العسكرية إلى حين إشعار آخر، في استجابة رسمية لمطالب مجموعات مسلحة، وبلديات طرابلس بسحب إقالة القائد الحالي عبد الباسط مروان.
وقال الدبيبة في تغريدة له عبر «تويتر»: «لا للحرب، نعم للحياة والأمن والاستقرار، وحرمة الدماء خط أحمر»، بينما لفتت نجلاء المنقوش، وزير الداخلية بالحكومة، إلى «نعمة الأمن والأمان بطرابلس».
وشدد الدبيبة لدى حضوره، مساء أول من أمس، ندوة حول دور المرأة في العملية السياسية، على أنه «لن يترك ليبيا للعبث بها مرة أخرى»، وتعهد بمواصلة «تحمل مسؤولياته من أجل الوطن». ملمحا للمرة الأولى إلى أنه لن يسلم السلطة بعد انتهاء فترة ولاية حكومته. وبعدما حرض الليبيين على النزول للشوارع والميادين للتمسك بالحكومة ضد مساعي تشكيل حكومة بديلة، تحدث الدبيبة عن وجود مؤامرات تحاك ضده شخصيا يديرها أعداؤه، الذين قال: «إنهم لا يريدون الانتخابات».
وقلل الدبيبة من أهمية الحراك العسكري في طرابلس، وقال في غزل واضح للميليشيات المسلحة خلال تعليقه على المظاهر المسلحة والسواتر، التي انتشرت جنوب العاصمة: «لا داعي للخوف، هذا حراك لصالحكم ولحمايتكم، وهؤلاء أبناء طرابلس من دافعوا في السابق عنها وهم من يحموها الآن، وستكون لهم مناصب أعلى حتى يمكن أن نوجههم في الجيش».
وناقش الدبيبة مع عمداء بلديات طرابلس الكبرى، مساء أول من أمس، بحضور موسى الكوني، نائب المنفي، التطورات السياسية والأمنية، وسبل التهدئة في العاصمة.
وكان الكوني قد ناقش في اجتماع طارئ عقده مساء أول من أمس، بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس مع قادة، وأمراء التشكيلات والكتائب العسكرية والأمنية، إزالة أسباب الاحتقان الأمني، وسبل المحافظة على الأمن والتهدئة، ووقف كافة التحركات العسكرية غير الطبيعية، وسحب كل الآليات والمركبات العسكرية من شوارع العاصمة، وعودتها إلى مقراتها وثكناتها. وخلال اللقاء دعا الكوني الجميع إلى تحكيم العقل، ومعالجة الوضع بالحوار والحكمة، والحرص على مصلحة العاصمة وكل ليبيا في هذا الوقت الحساس، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين والساعين للفتنة، وإشعال الحروب من جديد.
ومع ذلك، استمر التوتر الأمني والعسكري في العاصمة، بعدما طالبت بعض التشكيلات المسلحة، وتسع بلديات في بيان مشترك بحل «جهاز دعم الاستقرار»، وتسليم أسلحته ومقراته، وذلك لتدخله في مؤسسات الدولة ومحاصرتها، وضلوعه في الاشتباكات بطرابلس. بالإضافة إلى إخلاء مقار الدولة من المجموعات المسلحة، كما حملوا الجهاز مسؤولية العديد من الأحداث التي زعزعت الأمن بالمنطقة الغربية.
لكن حسن أبو زريبة، نائب رئيس الجهاز، اعتبر البيان مجرد «حقد وغل لا يساوي ثمن الورق والحبر المكتوب به»، وقال في المقابل إن «الجهاز ليست لديه توجهات آيديولوجية».
بدورها، حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان من جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة، وتصعيد جديد لأعمال العنف والاشتباكات المسلحة، التي تشكل تهديداً وخطراً على أمن وسلامة وحياة المدنيين في طرابلس.
في سياق ذلك أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي تلقى تهنئة خطية من الرئيس الأميركي جو بايدن بمناسبة عيد استقلال ليبيا، الذي يحل غداً، لدى اجتماعه أمس مع ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، على حيادية المجلس الرئاسي، ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية، والعمل على إنجاح العملية السياسية للوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية، التي يتطلع إليها كل الشعب الليبي. كما أشاد بجهود الأمم المتحدة في دعم المسار السياسي الليبي.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام محلية، إن عناصر من الميليشيات المسلحة منعت مساء أول من أمس طائرة كانت تقل المرشحين للانتخابات الرئاسية، أحمد معيتيق نائب رئيس حكومة «الوفاق» السابقة، وفتحي باشاغا وزير داخليتها، من الهبوط في مطاري مصراتة أو طرابلس، عقب لقائهما المشير خليفة حفتر بمدينة بنغازي (شرق). واستنكرت «قوة العمليات المشتركة» في مصراتة جلوس بعض المتصدرين للمشهد السياسي ممن يتبجحون بأنهم ضد العدوان على ليبيا وعاصمتها مع المجرمين ومهادنتهم، واتضح زيف ادعاءاتهم، وأن السلطة مأربهم، واعتبرت أن «طريق المصالحة يبدأ بالمحاسبة».
كما رفض عدد من ثوار مدينة مصراتة في بيان لهم، مساء أول من أمس، إجراء انتخابات رئاسية دون دستور، وطالبوا المجتمع الدولي بعدم دعم مجرمي الحرب، وأكدوا أن ملف «المرتزقة» والعملاء بات من ضمن أولويات تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).