تونس تفرض «جواز التطعيم»... وحديث عن «اختراقات»

قالت إن الاتحاد الأوروبي اعترف به

محتجون على فرض اللقاح وجواز التطعيم في تونس الثلاثاء (إ.ب.أ)
محتجون على فرض اللقاح وجواز التطعيم في تونس الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

تونس تفرض «جواز التطعيم»... وحديث عن «اختراقات»

محتجون على فرض اللقاح وجواز التطعيم في تونس الثلاثاء (إ.ب.أ)
محتجون على فرض اللقاح وجواز التطعيم في تونس الثلاثاء (إ.ب.أ)

بدأت تونس العمل بإجبارية الاستظهار بجواز التطعيم قبل النفاذ إلى الفضاءات العامة والمؤسسات الحكومية، كالمطاعم والمقاهي والفضاءات التجارية والإدارات ووسائل النقل العمومي، وكل الفضاءات العامة المغلقة، في ظل جدل متواصل حول صعوبات استخراج هذا الجواز نتيجة تعطل المنظومة المخصصة لهذا الغرض، وإدراج من لم يحصل من الموظفين على الجواز في لائحة «العطلة غير خالصة الأجر» إلى حين استكمال اللقاحات الطبية.
ووفق عدد من التصريحات في وسائل إعلام محلية، فإن معظم التونسيين لم يحصلوا على هذا الجواز، نتيجة الازدحام الإلكتروني الكبير الذي سبق يوم أمس؛ تاريخ الانطلاق في تنفيذ هذا الإجراء.
في شأن متصل، قالت منظمة «أنا يقظ» الناشطة في مجال مكافحة الفساد في تونس، إنها حصلت على معلومات تفيد بعمليات اختراق واسعة النطاق لمنصة مخصصة لإصدار الجوازات الصحية للتطعيم ضد «كوفيد19»، بحسب تصريح لوكالة الأنباء الألمانية مساء الثلاثاء.
وقالت المنظمة، إنها تسلمت تبليغات تفيد بوجود اختراقات لمنصة «إيفاكس» الإلكترونية التي وضعتها الحكومة، والتلاعب بنظام التطعيم لغير مستحقيه. وأوضحت المنظمة أنها قامت بالتثبت من صحة التبليغات وتوثيقها في محضر بشكل قانوني.
وأشارت المنظمة إلى استخدام كلمة عبور سرية سهلة الاختراق ومتداولة بين العاملين في القطاع الصحي والمتطوعين في حملات التطعيم، للدخول على المنصة والاطلاع على البيانات الشخصية للمواطنين.
ومن بين الانتهاكات التي أشارت إليها المنظمة منح جوازات صحية وهمية. كما أشارت إلى أخطاء إجرائية؛ مثل مغادرة العديد من المواطنين مراكز التطعيم بمجرد تسلمهم رسائل نصية تفيد بتلقيهم جرعات اللقاح قبل خضوعهم فعلياً للتطعيم. وقالت المنظمة إن هذا «الخطأ الجسيم فتح باباً للتلاعب والمتاجرة بجوازات وشهائد التطعيم». ولم تعلق السلطات الصحية على الفور بشأن ما ورد في بيان المنظمة.
هذا؛ ويأتي البيان في وقت بدأت فيه السلطات، الأربعاء، إلزام المواطنين بحمل الجواز الصحي قبل دخول الفضاءات العامة والخاصة؛ بما في ذلك مقار العمل. وطالبت المنظمة بتأجيل هذا الإجراء إلى حين الانتهاء من التحقيق والتدقيق في كل المعطيات المضمنة في المنصة الرقمية.
على صعيد متصل، أكد لطفي العلاني، مدير «مركز الإعلامية» بوزارة الصحة التونسية، على اعتراف بلدان الاتحاد الأوروبي بجوازات التطعيم الصّادرة عن السّلطات التونسية بالنّسبة للأشخاص الذين استكملوا تلقيحهم في تونس. كما أكّدت وزارة الصحّة ضمن البلاغ ذاته اعتماد جواز التطعيم الأوروبي في تونس، دون الحاجة للتّحويل، وذلك بالنّسبة لحاملي شهادة صادرة عن الاتّحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 5 حالات وفاة جديدة جراء فيروس «كورونا» بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، علاوة على 347 تحليلاً إيجابياً من مجموع 9347 تحليلاً مخبرياً؛ أي بنسبة تحاليل إيجابية يومية قدرت بـ3.71 في المائة.
ونتيجة للوفيات الجديدة، بلغ العدد الإجمالي للوفيات في تونس منذ ظهور الوباء 25485 حالة وفاة، وتتكفل المؤسسات الصحية في القطاعين العام والخاص بـ222 مصاباً بفيروس «كورونا»؛ من بينهم 30 حالة جديدة، وأكدت السلطات الصحية أن عدد المقيمين بأقسام العناية المركزة بلغ 78 شخصاً، في حين أن 11 مصاباً يخضعون للتنفس الصناعي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.