اعتقال آلاف من مروجي المخدرات في العراق خلال عام

بين المتعاطين عناصر في الأجهزة الأمنية

TT

اعتقال آلاف من مروجي المخدرات في العراق خلال عام

رغم الجهود المتواصلة التي تقوم بها الأجهزة العراقية المختصة بقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية، فإن الأرقام والإحصاءات المتعلقة بأعداد المتعاطين والمروجين والمتاجرين بتلك المواد، ما زالت تشير إلى أن البلاد تقع في دائرة الخطر بالنسبة لهذه الآفة المدمرة التي تجتاح البلاد منذ نحو عقد ونصف نتيجة تراخي قبضة القانون وانعدامه في بعض المناطق الحدودية جنوب البلاد التي تمثل أكثر الطرق تهريباً لأنواع المخدرات القادمة من إيران. وصارت تتردد منذ سنوات عبارة أن «العراق أصبح من بلدان التجارة والتعاطي» بعد أن كان قبل عام 2003، من البلدان التي تمر خلال المخدرات بطريقة محدودة إلى دول الجوار.
وفيما كشفت مديرية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لوزارة الداخلية، عن أن عدد من ألقي القبض عليهم بتهمتي التعاطي والترويج للمخدرات منذ بداية العام الحالي اقترب من سقف الـ12 ألف حالة، تمكنت الاستخبارات العسكرية، أمس، من القبض على 4 من تجار ومروجي المخدرات في محافظة الأنبار غرب البلاد، طبقاً لبيان صادر عنها.
وعن أعداد من ألقي القبض عليهم من المتهمين بالترويج للمخدرات، كشف مدير عام مديرية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية اللواء مازن كامل منصور، عن «إلقاء القبض على 11907 أشخاص من المتهمين بالترويج منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، منهم 156 امرأة». وأضاف منصور في تصريحات أن «من بين هؤلاء 328 حدثاً تحت 18 سنة، و6327 أعمارهم من 18 - 30 سنة، ومن 31 - 40 سنة 3874 شخصاً و1035 من 41 - 50 عاماً».
ورداً على ما يتردد عن انتشار ظاهرة التعاطي داخل الأجهزة الأمنية، أشار إلى أن «ما يقال من وجود تعاطٍ بأعداد كبيرة للمخدرات في الأجهزة الأمنية مبالغ به والأعداد لا تتجاوز العشرات».
وطبقاً لمنصور فإن انتشار ظاهرة الترويج للمخدرات والمتاجرة بها يتوزع على معظم المحافظات العراقية (عدا إقليم كردستان الذي لا يدخل ضمن مسؤولية جهاز المكافحة الاتحادي)، وبواقع «بغداد/ الكرخ 575 متهماً، وفي الرصافة 1358، المثنى 507، كربلاء 540، بابل 1617، النجف 913، ذي قار 682، ديالى 426، البصرة 1871، صلاح الدين 159، ميسان 790، واسط 538، الأنبار 465، الديوانية 710، كركوك 403، نينوى 235».
وبحسب الإحصائية، فإن جانب الرصافة ببغداد يتصدر قائمة المدن التي شهدت عمليات إلقاء قبض لمتهمين ومتاجرين بالمخدرات، ثم تلته محافظتا البصرة وبابل.
ورغم حديث كثيرين عن تحول بعض مناطق العراق إلى مناطق لزراعة بعض أنواع المخدرات، نفى منصور ذلك وقال إن البلاد «لم تسجل أي حالة زراعة أو صناعة للمخدرات داخل العراق حتى الآن وما أشير له عن زراعة نبتة مخدرة تدعى الداتو غير دقيق، لأنها تتطاير بالهواء وتتواجد بمناطق متروكة وخربة».
وتتحدث مصادر حقوقية وقضائية عن خلل تشريعي بالنسبة لقانون محاربة المخدرات رغم أن بعض بنوده تصلها عقوبتها إلى الإعدام بحق المتاجرين بها. ويقول القاضي أحمد عبد الستار بمحكمة تحقيق الكرخ الأولى في بغداد: إن «نسبة المتعاطين من الملقى القبض عليهم من مجموع المتهمين بقضايا مخدرات لا تتجاوز 10 في المائة والـ90 في المائة المتبقون هم المتاجرون بها». وأضاف، أن «أغلب المتعاطين يتحولون في غضون سنة إلى متاجرين، وللأسف القانون الحالي الخاص بالتعامل مع جرائم الحيازة والتعاطي والمتاجرة بالمخدرات رقم 50 لسنة 2017 يحتوي على عقوبات خفيفة قياساً بحجم الجريمة ويجب تشديد العقوبات».
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق، أعلن مطلع مايو (أيار) الماضي، عن أن نسبة إدمان الشباب للمخدرات قد تصل إلى 50 في المائة، وعزا الأمر إلى «سوء الأوضاع الاقتصادية» في البلاد. وذكر أن «نحو 70 في المائة من المتعاطين والمروجين للمخدرات ينحدرون من الأحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.