منصور عباس: إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك

القائمة المشتركة قالت إنه يعاني من رضوخ لـ«فوقية اليهودي»

منصور عباس يتحدث إلى إعلاميين في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
منصور عباس يتحدث إلى إعلاميين في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

منصور عباس: إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك

منصور عباس يتحدث إلى إعلاميين في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
منصور عباس يتحدث إلى إعلاميين في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، إن إسرائيل «دولة يهودية وستبقى كذلك»، مضيفاً أن «الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية. هكذا وُلدت وهكذا ستبقى».
وأضاف عباس في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، في تعقيب على «قانون القومية» المثير للجدل، أن «دولة إسرائيل وُلدت دولة يهودية وهكذا ستبقى، نحن واقعيون ولا أريد أن أوهم أي أحد. والسؤال ليس ما هي هوية الدولة وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها».
وكان عباس قد انضم في الصيف الماضي إلى «ائتلاف التغيير»، الذي أطاح بنيامين نتنياهو بعد 12 عاماً من توليه منصب رئيس الوزراء في إسرائيل. وبذلك أصبح أول زعيم عربي ينضم إلى حكومة ائتلافية.
وقال عباس: «لا شك في أننا أمام بداية عهد جديد، وأقول هذا بحذر وآمل أن تنجح هذه الخطوة وأن تكون الشراكة على مستوى الائتلاف اتجاهاً لشراكات أخرى في الاقتصاد والصناعة وغيرها».
وأضاف «نحن في بداية الشراكة، لكنني أؤمن بذلك، لا يمكن انتظار التغيير بدون خلق واقع جديد، دائماً طالبنا بالقيام بالتغيير بدون المضي قدماً. بدلاً من انتظاره وعندها تأتي الشراكة، (الموحدة) أتت وقالت: تعالوا نقوم بالشراكة التي تؤدي إلى التغيير».
النائب عن القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، شجب التصريحات، وادعى أن «عباس يعاني من اضطراب الهوية التفارقي». وقال إن تصريحاته باللغة العبرية تتناقض وتلك باللغة العربية، وأصدرت القائمة المشتركة، بياناً قالت فيه، إن تصريح عباس يدل على الانحراف الفكري والسياسي. وقالت القائمة المشتركة، إن القبول بقانون «القومية العنصري»، هو رضوخ «لفوقية اليهودي على الفلسطيني»، وهو «تعاطٍ مع الرواية الصهيونية ضد الرواية الفلسطينية حول النكبة». ووصفت «جملة منصور حول إسرائيل بأنها «يهودية ولن تتغير»، بأنها تحدٍ سافر ومستفز لشعب بأكمله، ومن يقبل أن يكون في حكومة نفتالي بنيت التي تقتحم الأقصى يومياً لا بد أن يتدهور.
وأقرت إسرائيل القانون المثير للجدل عام 2018، وجاء فيه أن لليهود حقاً فريداً بتقرير مصيرهم، كما يجعل من العبرية اللغة الأساسية للدولة، مهمشاً استخدام العربية التي كانت تعد لغة ثانية في الدولة. ويعد القانون الذي سمي بـ«القانون الأساسي»، إسرائيل، بوصفها دولة قومية للشعب اليهودي»، تشريعاً يُعرف إسرائيل بشكل أساسي بأنها دولة يهودية أولاً وأخيراً. ويصف إسرائيل بمحافظاتها (مناطقها الإدارية) الـ11، بأنها «الوطن القومي للشعب اليهودي»، وينص على أن حق تقرير المصير هو حق خاص للشعب اليهودي.
كما يؤكد القانون، على وضع القدس في القانون الإسرائيلي، الذي يعرف المدينة بأنها «كاملة وموحدة... عاصمة لإسرائيل»، رغم أن الفلسطينيين يرون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة. وأشار القانون إلى أن العبرية «لغة الدولة» الأساسية، الأمر الذي يهمش مكانة العربية التي ظلت لعقود طويلة تعد لغة رسمية ثانية إلى جانب العبرية.
كما شدد القانون على أهمية «تنمية المستوطنات اليهودية بوصفها قيمة وطنية»، رغم أنه لم يوضح هل إن ذلك يشمل أيضاً المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة؟ ورفض الفلسطينيون القانون بشدة، وقالوا إنه يهدف إلى القضاء على حل الدولتين، عن طريق فرض مشروع «إسرائيل الكبرى» ويهودية الدولة على أرض فلسطين التاريخية، ويعتبر إلغاءً إسرائيلياً أحادي الجانب لوثيقة الاعتراف المتبادل لعام 1993، كما يشكل استباحة للأماكن الدينية والمقدسة للأديان الأخرى، باعتبار أن اليهودية هي الإطار التعريفي لهوية هذه الدولة.
وقالوا أيضاً، إن قانون يهودية الدولة قرار سياسي عنصري لاستكمال سلب الأرض والحقوق الفلسطينية، ويتعارض مع القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، ويشكل انتهاكاً فاضحاً لمعايير المنظومة الحقوقية والإنسانية العالمية ومبادئ الديمقراطية والمساواة في الحقوق، وتشريعاً للعنصرية والتمييز في مختلف مناحي الحياة، واستكمالاً لمخطط رام إلى تحويل إسرائيل لدولة قائمة على العنصرية بموجب القانون، واستغلاله لتكريس وتبرير العنصرية وإقصاء الآخر.
واعتبر الفلسطينيون أن التسمية هي عنصرية آيديولوجية إقصائية، ومحاولة لتشويه وتزوير الرواية الفلسطينية التاريخية، وإلغاء الوجود الفلسطيني وإخراجه من سياق التاريخ والحقوق المشروعة، والاستمرارية على أرض فلسطين التاريخية.



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.