إردوغان يرفض الانتخابات المبكرة

قال في اجتماع حكومي: يجب أن نستمر حتى عام 2053

TT

إردوغان يرفض الانتخابات المبكرة

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لا وجود لانتخابات مبكرة في البلاد، في رد على دعوات المعارضة المتكررة لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية عن موعدها المقرر في يونيو (حزيران) 2023، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعجز الحكومة عن السيطرة على الأسعار والتضخم، وضعف الليرة التركية.
وهاجم إردوغان زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بسبب انتقاداته لسياسات الحكومة في إدارة الاقتصاد، التي قال إنها ستقود إلى الفوضى حال عدم إجراء انتخابات مبكرة.
وقال إردوغان: «دعونا نرى... سيد كمال، ما هي ديوننا لصندوق النقد الدولي عندما وصلنا للسلطة وما هي الآن؟ من أين حصلنا على عبء الديون هذا؟ لقد حصلنا عليه منكم... كم كان احتياطي النقد الأجنبي للبنك المركزي؟ لقد كان 27.5 مليار دولار. ولحسن الحظ نحن وصلنا الآن إلى 120 مليار دولار. وفي فترة رئاستي للوزراء (2002 - 2014) وصلنا إلى 135 مليار دولار».
وأضاف إردوغان: «نقوم بعمل تعاوني استثماري خليجي، ولا سيما مع رأس المال الخليجي... تركيا هنا، تركيا لم تنهر. يا جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك (توسياد)، هل تناقشون بلا خجل مع السيد كمال الانتخابات المبكرة؟ هذه أحلام، ستنتظرون حتى يونيو 2023».
وتابع إردوغان، في كلمة عقب ترؤسه اجتماع الحكومة في أنقرة ليل الاثنين - الثلاثاء، أن الانتخابات لن تكون مبكرة بل ستكون في موعدها، مضيفاً: «للمرة الأولى في تاريخ تركيا تكون هناك حركة تنموية لمدة 20 عاماً... إما أنه (كليتشدار أوغلو) لا يعرف أو لا يريد أن يعرف أنه إذا لم يتخذ خطوة اليوم، فإن تركيا ستعاني من خسارة نصف قرن أو ربع قرن... تظهر مصالح بلادنا وأمتنا أننا يجب أن نستمر حتى عام 2053 وليس الانتخابات المبكرة».
ويتهم قادة أحزاب المعارضة إردوغان بتدمير الاقتصاد بسبب عدم الكفاءة ودعوا إلى إجراء انتخابات مبكرة على خلفية انخفاض قياسي في سعر صرف الليرة، التي فقدت نحو 60 في المائة من قيمتها خلال العام الحالي. ويرفض إردوغان وحليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي التوجه إلى الانتخابات المبكرة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال إردوغان ردا على دعوة المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا ستجرى كما هو مخطط لها في يونيو 2023.
وجدد كليتشدار أوغلو، السبت الماضي، مطالبته بالتوجه إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في أسرع وقت، وعدم الانتظار حتى موعد الانتخابات، وحذر من وقوع فوضى في البلاد، إذا استمر الصمت على انهيار الاقتصاد.
بدوره، حذر رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» المعارض نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، الذي نجح في إحداث قفزة في الاقتصاد التركي في الفترة من 2002 عندما تولى حزب العدالة والتنمية الحكم وحتى تركه الحكومة عام 2013، من انتشار الفقر بشكل أكبر بسبب الأزمة الناجمة عن انخفاض قيمة الليرة وزيادة التضخم. وحمل الحكومة المسؤولية عن الوضع الاقتصادي الحالي في تركيا، مضيفاً أن الناس سيتفهمون عواقب الأزمة على حياتهم في الأشهر القليلة المقبلة. «سيتفشى الفقر وتتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء». وشدد على أنه يتعين إجراء انتخابات مبكرة على الفور للخروج من الأزمة الاقتصادية، لكنه قال إن إردوغان لن يوافق عليها، لأنه من غير المرجح أن يفوز في ظل الظروف الراهنة.



وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.