أشتية يطالب بفتح الأرشيف الإسرائيلي لعام 1948

أدان تغيير جيش الاحتلال سياسة إطلاق النار في الضفة

فاطمة سالم تمسك بيد سفين بورغسدورف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي خلال زيارة لمنزلها في حي الشيخ جراح بعد تبليغها بالإخلاء (أ.ف.ب)
فاطمة سالم تمسك بيد سفين بورغسدورف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي خلال زيارة لمنزلها في حي الشيخ جراح بعد تبليغها بالإخلاء (أ.ف.ب)
TT

أشتية يطالب بفتح الأرشيف الإسرائيلي لعام 1948

فاطمة سالم تمسك بيد سفين بورغسدورف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي خلال زيارة لمنزلها في حي الشيخ جراح بعد تبليغها بالإخلاء (أ.ف.ب)
فاطمة سالم تمسك بيد سفين بورغسدورف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي خلال زيارة لمنزلها في حي الشيخ جراح بعد تبليغها بالإخلاء (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن الحكومة توجهت برسائل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، للتدخل، لوقف إرهاب الدولة المنظم الذي يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين بحماية وإسناد جنود الاحتلال، وتوفير الحماية لشعبنا. وحمل رئيس الوزراء في كلمته بمستهل اجتماع الحكومة في رام الله، الاثنين، إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد.
وطالب أشتية بفتح الأرشيف الإسرائيلي أمام لجنة تحقيق دولية، «للنظر في المذابح التي ارتكبت بحق شعبنا في عام 1948 والأعوام التي تلته، وما تسبب من دمار لأكثر من 480 بلدة وقرية، وتهجير أكثر من 900 ألف فلسطيني، ما زالوا لاجئين منفيين عن بيوتهم حتى اليوم».
وأضاف «أن التحقيق الذي أجري قبل أسبوع من قبل بعض الصحافيين بمراجعة الأرشيف الإسرائيلي حول المجازر، هو غيض من فيض، وأن تاريخ فلسطين الشفهي والمكتوب، يبين حجم المجازر التي ارتكبت، وما زال الآلاف ممن نجوا من تلك المجازر أحياء وهم قادرون على أن يدلوا بشهاداتهم أمام لجنة دولية».
وكانت صحيفة هارتس، قد سلطت الضوء على محاضر من الأرشيف الإسرائيلي عام 1948، والتي أظهرت صورة أوسع لأعمال القتل التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ولم تترك المحاضر المسجلة خلال اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي في عام 1948، مجالاً للشك بأن زعماء إسرائيل على علم بالأحداث المليئة بسفك الدماء التي صاحبت احتلال القرى العربية.
وفي شأن آخر، قال أشتية إن الحكومة أنهت حواراً اقتصادياً مع الولايات المتحدة كان قد توقف منذ 5 سنوات، أكدنا خلاله أن حل الصراع سياسي ولا بد من الرجوع إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، وأنه لا بد من حماية حل الدولتين الذي تؤمن به الإدارة الأميركية الحالية لأن إسرائيل تدمره بشكل ممنهج من خلال برامجها الاستيطانية الاستعمارية.
وأضاف «أكدنا أيضاً أنه لا بد من تمكين شعبنا من سيادته على أرضه ومصادره الطبيعية ومقدراته الاقتصادية وإزالة المعيقات الإسرائيلية التي تحول دون تنمية مستدامة في فلسطين». وأدان أشتية سياسة إطلاق النار الجديدة التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي قائلاً إنها تأتي «بغرض القتل الذي تمارسه إسرائيل بحق شعبنا الأعزل».
وكان أشتية يعقب على تغيير الجيش الإسرائيلي سياسة إطلاق النار في مناطق الضفة الغربية، بصورة تتيح إطلاق النار تجاه كل من يرمي الحجارة والزجاجات الحارقة، أيضاً بعد انتهاء العملية، وخلال فرارهم. والتعليمات الجديدة وزعت خلال الأسابيع الأخيرة عن طريق مستند لكافة المقاتلين. وذكرت أن إطلاق النار يجب أن ينفذ في «منطقة القتال»، أي فوراً بعد الحادث.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، إعطاء سلطات الاحتلال المزيد من التسهيلات لجنودها لإطلاق النار على ملقي الحجارة حتى بعد انسحابهم من المكان، وفقاً لوثيقة كشف عنها الإعلام العبري، وذلك بحجة السماح لهم (بالدفاع عن أنفسهم). وقالت «الخارجية» في بيان: «إنها تنظر بخطورة بالغة لهذه التعليمات وتعتبرها ضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من الإعدامات الميدانية بحق المواطنين الفلسطينيين وفقاً لأهواء وأمزجة وتقديرات جنود جيش الاحتلال، كما تعتبرها استهتاراً فاضحاً بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وشكلاً من أشكال استباحة حياة المواطنين الفلسطينيين وبث الخوف والرعب في نفوسهم لكسر إرادتهم في مواجهة الاستيطان والمستوطنين المتطرفين أثناء الدفاع عن أرضهم وأنفسهم ومنازلهم وممتلكاتهم».
وتساءلت الخارجية: هل أوامر إطلاق النار هذه سيتم تطبيقها ضد المستوطنين وعناصر الإرهاب الذين يستهدفون الفلسطينيين ومركباتهم ومنازلهم بالحجارة ويهددون حياتهم، خصوصاً أن أكثر من شهيد فلسطيني كان ضحية هذه الاعتداءات الاستيطانية الإرهابية؟ واعتبرت الخارجية أن ترحيب الحركات اليمينية المتطرفة بهذا القرار، واعتبارها أنه (خطوة مهمة طال انتظارها لإطلاق النار على ملقي الحجارة خلال فرارهم) لهو دليل آخر على أن هذه التعليمات وسياسة الحكومة الإسرائيلية تقوم على خدمة الاستيطان والمستوطنين وتوفير الحماية السياسية والقانونية لهم.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا القرار العنصري، الذي يبيح بشكل علني ويسمح بقتل الفلسطينيين والتعامل معهم كأهداف للرماية والتدريب، ويحول جنود الاحتلال إلى آلات حقيقية للقتل والإجرام. وقالت، إنها ستتابع هذا القرار مع الهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحاكم المختصة وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية باعتباره اعترافاً إسرائيلياً رسمياً باستباحة واغتصاب حياة الفلسطيني، دون أن يشكل خطراً حقيقياً على جنود الاحتلال، ودليل أيضاً على تورط المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل في جرائم القتل والإعدامات الميدانية، الأمر الذي يحاسب عليه القانون الدولي ويعتبره بحد ذاته تحريضاً على القتل يرتقي لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.