قادة الائتلاف الحكومي يتهمون نتنياهو بالتصرف {كعدو لإسرائيل}

نتنياهو وسط مؤيديه ويتهمه الائتلاف الحكومي أنه مهتم بمصلحته الشخصية (إ.ب.أ)
نتنياهو وسط مؤيديه ويتهمه الائتلاف الحكومي أنه مهتم بمصلحته الشخصية (إ.ب.أ)
TT
20

قادة الائتلاف الحكومي يتهمون نتنياهو بالتصرف {كعدو لإسرائيل}

نتنياهو وسط مؤيديه ويتهمه الائتلاف الحكومي أنه مهتم بمصلحته الشخصية (إ.ب.أ)
نتنياهو وسط مؤيديه ويتهمه الائتلاف الحكومي أنه مهتم بمصلحته الشخصية (إ.ب.أ)

طالب قادة أحزاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، في خطوة غير اعتيادية، رئيس الكنيست الإسرائيلي، ميكي ليفي، بعقد جلسة مناقشة خاصة بشأن زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بعد نشره مقطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قالوا إنه تحريضي ومؤذٍ لإسرائيل.
وتم نقل الطلب عبر رسالة رسمية موقعة من قبل قادة جميع رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي الذين يسعون لإجراء مناقشة أمام الهيئة العامة للكنيست.
وجاء في الرسالة: «إن نتنياهو من خلال الفيديو الذي نشره الشهر الماضي، يضرّ بشكل مباشر بالأخلاق والديمقراطية الإسرائيلية التي يجب تقويتها وعدم تدميرها من الداخل». وأضافوا: «نشره الفيديوهات، مضافة إليها الترجمة باللغة الإنجليزية، هو محاولة للإضرار بصورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي بأكمله، في وقت يوجد فيه جهد حقيقي لتحسين صورتها».
كما اعتبرت الرسالة أن أفعال نتنياهو «ليست نتاج قلق صادق على إسرائيل»، ولكنها نابعة من مصلحته الشخصية السياسية الضيقة. واتهمت الرسالة نتنياهو بأنه يسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة والكنيست وإلحاق ضرر مدمر بأمن إسرائيل وقيمها. ووصف الموقعون نتنياهو بأنه يتصرف كعدو لإسرائيل، وأصبح جزءاً من المنظمات التي تسعى لإلحاق الأذى بإسرائيل.
وكان نتنياهو قد هاجم الحكومة الحالية، وقال إن الديمقراطية في إسرائيل والكنيست مهددة، لأن الحكومة الحالية تريد تجاوز 3 قوانين تلغي الحريات الأساسية الثلاث وتقر قوانين غير دستورية وتريد محو الحريات الأساسية. كما قال إن خطوات حكومية ستقضي على الديمقراطية، وهذا من شأنه أن يؤثر على دول ديمقراطية أخرى.
واعتبر مسؤول في الائتلاف الحكومي أن ما يقوم به نتنياهو يمس بأخلاقيات إسرائيل التي يجب تقويتها، وليس هدمها، كما يفعل رئيس المعارضة. وردّ حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على الرسالة، بالقول: «الذي يشوه سمعة إسرائيل هو تحالف بنيت وجدعون ساعر، الذي يشرع القوانين الإيرانية والمناهضة للديمقراطية، ويفرض الرقابة على الشبكات الاجتماعية وتفتيش المنازل دون أمر من المحكمة وقوانين استبعاد المرشحين لرئاسة الوزراء».
ويشير بيان الليكود بوضوح إلى اقتراح وزير العدل جدعون ساعر الذي يعمل على نص مشروع قانون يمنع نائباً متهماً بجريمة خطيرة من أن يصبح رئيساً للوزراء، والذي إذا تمت الموافقة عليه سيمنع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من العودة إلى السلطة.
التعديل المقترح لقوانين الأساس شبه الدستورية في إسرائيل، ينص على أنه سيمنع أي عضو كنيست، متهم بارتكاب جريمة تتضمن حكماً بالسجن لمدة لا تقل عن 3 سنوات، وفساد أخلاقي، من الحصول على تكليف رئيس الدولة لتشكيل حكومة.
لا يمكن أيضاً إدراج عضو الكنيست مثل هذا في تصويت على الثقة في حكومة جديدة، أو أن يصبح رئيس وزراء بديلاً، وهو منصب تم إنشاؤه لحكومة تقاسم السلطة السابقة بين نتنياهو وبيني غانتس، وتم نقله إلى الحكومة الحالية بين نفتالي بنيت ويائير لابيد.
وإذا تمت الموافقة على القانون المقترح، فسيصبح ساري المفعول بعد الانتخابات المقبلة عندما يؤدي كنيست جديد اليمين. ولم يبدأ ساعر بدفع المشروع بعد، لكنه قد يفعل في أي لحظة. ويوجد تصعيد في إسرائيل ضد نتنياهو الذي يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، وفق لائحة اتهام قدمها المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت، مطلع 2020. وأظهر استطلاع للرأي، نشر الأحد في إسرائيل، أنه إذ بقي رئيس المعارضة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو، رئيساً لليكود، فإن الحزب لن ينجو، لكن حظوظه في العودة إلى الحكم ستصبح قوية للغاية إذا تنحى. وبحسب الاستطلاع، فإنه في حال انتخاب عضو الكنيست نير بركات، لرئاسة الحزب، فسيتمكن من قيادة الحزب إلى الحكم مجدداً بدعم اليمين الإسرائيلي. كذلك، فإن الليكود برئاسة عضو الكنيست ميري ريغف بإمكانه أيضاً تشكيل حكومة أيضاً، مدعومة من أحزاب اليمين.



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.