مصر وليبيا لتسهيل حركة انتقال العمالة

عبر منظومة ربط إلكتروني

لقاء وزير القوى العاملة المصري ووزير العمل والتأهيل الليبي (الحكومة المصرية)
لقاء وزير القوى العاملة المصري ووزير العمل والتأهيل الليبي (الحكومة المصرية)
TT

مصر وليبيا لتسهيل حركة انتقال العمالة

لقاء وزير القوى العاملة المصري ووزير العمل والتأهيل الليبي (الحكومة المصرية)
لقاء وزير القوى العاملة المصري ووزير العمل والتأهيل الليبي (الحكومة المصرية)

في إطار «تسهيل حركة انتقال العمالة المصرية والليبية»، أطلقت مصر وليبيا «منظومة الربط الإلكتروني بين البلدين». وأكد وزير القوى العاملة المصري محمد سعفان، أنه «لن يتم تسفير أي عامل مصري إلى ليبيا؛ إلا من خلال منظومة الربط الإلكتروني»، موضحاً أن «الوزارة بدأت في العمل على إعداد هذا النظام بالتعاون مع الجانب الليبي منذ توقيع مذكرة التفاهم بين الوزارتين، في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك لإخراج نتيجة جيدة ومنظومة متكاملة، تنظم عودة العمالة المصرية إلى الدولة الليبية». والتقى الوزير المصري أمس، ووزير العمل والتأهيل الليبي علي العابد الرضا. وأشار الوزيران إلى أن «الهدف من عملية الربط الإلكتروني تسهيل حركة تنقل العمالة، حيث يوفر هذا النظام المتكامل المصري - الليبي جميع البيانات المطلوبة للحصول على تسهيل دخول العمالة التي تحتاجها سوق العمل الليبية».
ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فإن «هذا النظام سوف يعمل على منع التلاعب، والاستغلال (غير الشرعي) لعمليات استجلاب العمالة المصرية، والاتجار بالبشر والدخول بطريقة (غير شرعية) إلى ليبيا». ونوه الوزيران بـ«استمرار أعمال اللجنة الفنية المشتركة لمتابعة سير عمل المنظومة، وتذليل أي معوقات قد تواجه المستخدمين في عملية التسجيل وبإشراف شخصي منهما».
من جانبه، قال الوزير سعفان إنه «لم يتم سفر أي عامل مصري؛ إلا على الوظيفة أو المهنة التي يقوم بالعمل عليها، والمتناسبة مع قدراته وإمكاناته، وذلك ضماناً لعدم التلاعب بالعمالة»، مشيراً إلى أن «اللجنة الفنية المصرية - الليبية المشتركة المسؤولة عن تنسيق عودة العمالة المصرية إلى ليبيا عقدت عدة جلسات في القاهرة وطرابلس، وناقشت خلالها آليات وسبل الربط الإلكتروني وكيفية تأمينه، وتم إجراء تجارب محاكاة واقعية لتفعيل ذلك الربط بين الطرفين للتأكد من جاهزيته لاستقبال طلبات استقدام العمالة من الجانب الليبي، وسيتم تطبيق هذا النموذج بعد إطلاقه ونجاحه على باقي الدول الراغبة في استقدام عمالة مصرية».
من جهته، ذكر وزير العمل والتأهيل الليبي أن «فكرة الربط الإلكتروني تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، وكانت مطلباً للدولتين المصرية والليبية لتنظيم سوق العمل داخل الدولة الليبية لتجهيزها لاستقبال العمالة التي سيتم استقدامها، بما يزيد من متانة وعمق العلاقات بين البلدين»، مؤكداً أن «العمالة المصرية سوف تشارك في إعمار الدولة الليبية لعودة الحياة إلي طبيعتها»، مشيراً إلى أنه في إطار ذلك «قامت الحكومة الليبية بإطلاق منصة (وافد) المختصة باستجلاب العمالة، لضبط سوق العمل الليبية والحفاظ على حقوق العمالة التي يتم استخدامها وتحديد أماكن عملها وأصحاب الأعمال التي يعملون لديهم، وكذلك تحديد المهن المتوافرة والمتاحة داخل السوق الليبية، وإصدار بطاقات عمل لكل العمالة المصرية على الأراضي الليبية، حتى يتمتعوا بكل الحقوق والالتزامات التي يتمتع بها غيرهم من العمالة الليبية من ضمان اجتماعي وخدمات صحية بما يتوافق مع توصيات منظمة العمل الدولية في هذا الشأن».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.