البرهان: التعيينات بعد «الاتفاق» تمت بالتشاور مع حمدوك

TT

البرهان: التعيينات بعد «الاتفاق» تمت بالتشاور مع حمدوك

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان، إن ما تم من إجراءات وتعيينات بعد 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، تم بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، ليضلع بدوره في إنجاز مسؤولياته الوطنية. وأعفى حمدوك عقب عودته لرئاسة الوزراء، بموجب الاتفاق، عدداً من المسؤولين في الحكومة وقادة للشرطة تم تعيينهم من قبل البرهان عقب تولي الجيش السلطة في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأكد البرهان لدى لقائه بضباط القوات المسلحة والدعم للسريع، برتبة عميد فما فوق، في القيادة العامة للجيش بالخرطوم، أمس، التزام القوات المسلحة بأن تكون حكومة الفترة الانتقالية حكومة كفاءات غير حزبية. ودعا البرهان الذي يشغل منصب القائد العام للجيش، لعدم الالتفات للشائعات التي تستهدف وحدة المنظومة الأمنية. وذكر بيان صحافي صادر عن الإعلام العسكري أن اللقاء حضره عضو مجلس السيادة الانتقالي، إبراهيم جابر، ورئيس هيئة الأركان ونوابه والمفتش العام وقادة القوات الرئيسية وعدد من قادة الوحدات.
وأصدر حمدوك، منتصف الشهر الحالي، قرارات بإعفاء جميع حكام الولايات وتكليف أمناء الحكومات بتسيير مهام الولايات لحين إشعار آخر. وتأتي هذه القرارات بموجب الوثيقة الدستورية باعتبارها المرجعية السياسية للاتفاق السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك. كما أصدر رئيس الوزراء قرارات بإعفاء قائد قوات الشرطة ونائبه، بسبب مقتل العشرات خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد عقب الانقلاب العسكري.
وأقال قائد الجيش الكثير من المسؤولين في الحكومة السابقة والخدمة المدنية والمؤسسات العامة، في مراكز ومؤسسات حيوية، من بينها مناصب في وزارات الخارجية، والإعلام، والعدل، وبنك السودان المركزي، وعدد من البنوك الأخرى، والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ومجلس الصحافة والمطبوعات، وجميعهم من المحسوبين على النظام المعزول الذي كان يرأسه عمر البشير.
كان رئيس الوزراء قد أصدر توجيهات بالإيقاف الفوري للإعفاءات والتعيينات بالخدمة المدنية بكافة الوحدات الحكومية على المستويين القومي والولائي إلى حين إشعار آخر، كما وجه بإخضاع حالات التعيين والإعفاءات التي تمت خلال الفترة الماضية للدراسة والتقييم والمراجعة. ولا يجد الاتفاق السياسي الذي وقعه قائد الجيش الفريق البرهان مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 من نوفمبر الماضي، سنداً من الشارع ولا من القوى السياسية المؤثرة في المشهد السياسي بالبلاد.
ويرى حمدوك أن الاتفاق أكثر الطُرق فعالية وأقلها تكلفة للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي وقطع الطريق أمام قوى الثورة المُضادة، ومواصلة الحوار بين مختلف المكونات لتقويم مسار الثورة وتحقيق مهام الانتقال. ويعزو حمدوك تأخر تشكيل الحكومة الجديدة المقرر أن تكون من شخصيات مستقلة «تكنوقراط» إلى عدم انخراط القوى السياسية في حوار للتوصل إلى ميثاق سياسي وطني. وتعد «قوى إعلان الحرية والتغيير»، الاتفاق السياسي، امتداداً للإجراءات الانقلابية التي أعلنها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ودعت إلى مواصلة الاحتجاجات ومقاومته حتى إسقاطه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.