صندوق النقد: احتياطيات السعودية البالغة 750 مليار دولار تمكنها من تجاوز التحديات

مختصون لـ («الشرق الأوسط»): الرياض مهيأة لإحداث تغييرات استمرارًا للإصلاحات المالية

صندوق النقد: احتياطيات السعودية البالغة 750 مليار دولار تمكنها من تجاوز التحديات
TT

صندوق النقد: احتياطيات السعودية البالغة 750 مليار دولار تمكنها من تجاوز التحديات

صندوق النقد: احتياطيات السعودية البالغة 750 مليار دولار تمكنها من تجاوز التحديات

أكد لـ«الشرق الأوسط» مختصون أن السعودية مهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى لإحداث مزيد من التغييرات في ظل التخطيط لإجراء عدد من الإصلاحات تطال النظام المالي في البلاد.
ولفت المختصون إلى أن احتياطي السعودية من النقد الأجنبي، الذي قدّره صندوق النقد الدولي بما يعادل 750 مليار دولار، سيحمي اقتصادها لأطول فترة ممكنة، ويمكنها من تجاوز التحديات.
من جهته، توقع ريتشارد بانكس، المدير الإقليمي لـ«يوروموني»، أن يشكّل العام الحالي 2015 محطة رئيسية على طريق التحول الاقتصادي في السعودية، في ظل عدد من المبادرات المهمة التي يُرتقب حدوثها خلال هذا العام. ووفق بانكس فإنه من أبرز المبادرات التي أطلقتها السعودية أخيرا، فتح أبواب سوق الأسهم السعودية أمام المستثمرين الأجانب للمرة الأولى، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على الاقتصاد السعودي، متوقعا زيادة نموه خلال العام المقبل. وقال بانكس «أعتقد أن النمو سيستمر بنفس الاتجاه التي سار به في 2014، ربما لن تكون هنالك زيادة لكن لن يكون هنالك بطء واضح، حيث كفلت الإدارة الحكيمة للمالية العامة أن تكون للسعودية موارد مالية كافية لتحمل انخفاض أسعار النفط، والحفاظ على الالتزامات الاستثمارية».
ومع ذلك - والحديث لبانكس - فإن «الاقتصاد بحاجة إلى أن يكون أكثر تنوعا على المدى المتوسط، وكذلك تنويع المصادر المالية للحكومة»، مشيرًا إلى أن الدولة بحاجة إلى النظر في سياساتها المالية من حيث الضرائب والإنفاق، وذلك بعناية من أجل إعادة التوازن لتوقعات الإيرادات والمصروفات. وقال بانكس «إن مؤتمر يوروموني السعودية رصد تغييرا كبيرا على مدى الأعوام العشرة التي استضافت الرياض خلالها المؤتمر، حيث بدا واضحًا أن عام 2015 يتهيّأ ليكون عاما مهما آخر للمستثمرين»، مشيرا إلى فتح أبواب سوق الأسهم أمام الاستثمار الأجنبي، مرجحًا أن يشهد هذا الأمر تغييرا لقواعد اللعب.
وتوقع أن يستكشف «مؤتمر يوروموني السعودية»، في نسخته التي تنطلق بين يومي 5 و6 مايو (أيار) المقبل، التحديات والفرص التي ترسم ملامح التنمية في البلاد، مشيرًا إلى اتباعها سياسة التنويع الاقتصادي التي تعد إحدى أهم المعالجات المهمة للتحديات الماثلة. ومع ذلك يعتقد أنه لا تزال هناك تحديات تواجه السعودية، بسبب اعتمادها على النفط، الذي يشكل 90 في المائة من الإيرادات المالية للدولة، مبينًا أن انخفاض أسعار النفط العام الماضي أثر على الإيرادات، غير أن صندوق النقد الدولي قدّر أن احتياطيات السعودية من النقد الأجنبي تبلغ 750 مليار دولار، مما سيقدّم لها الحماية.
من جهته، أوضح المحلل الاقتصادي الدكتور عبد الحليم محيسن أن السعودية تنتهج سياسة اقتصادية مرنة تمكنها من مواجهة مستجدات الأحداث الاقتصادية، مشيرًا إلى أن السعودية في عِقد أحدثت تغييرات كثيرة، حيث انضمت لمنظمة التجارة العالمية في عام 2005، مما ساعد في انطلاقها نحو حقبة من النمو الاقتصادي السريع.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.