سكان إب يردون على بطش قادة الميليشيات بإحراق سياراتهم

TT

سكان إب يردون على بطش قادة الميليشيات بإحراق سياراتهم

أفادت مصادر مطلعة في محافظة إب اليمنية بتصاعد حوادث إحراق سيارات تتبع قيادات بارزة في الميليشيات الحوثية خلال الآونة الأخيرة، مرجحة أن هذه الحوادث مورست بدافع الانتقام من الجرائم والانتهاكات الحوثية المتكررة بحق السكان في المحافظة ونحو 22 مديرية تابعة لها.
وفي الوقت الذي تكهنت فيه المصادر بأن العمليات المنفذة ضد الجماعة ناتجة عن حالة من الغضب الشعبي العارم حيال ما ترتكبه الميليشيات من إذلال وبطش بحق المدنيين في المحافظة، كشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن تعرض سيارات متنوعة تتبع قيادات حوثية لعمليات إحراق على أيدي مجهولين خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة أمن الميليشيات في إب تتعمد دائماً إخفاء كل المعلومات المتعلقة بوقوع حوادث وعمليات من هذا النوع، خشية من تصاعدها وتوسعها في أكثر من منطقة ومكان.
وذكرت المصادر أن مجهولين قاموا قبل أيام بإضرام النار مساء في سيارة دفع رباعي تتبع أحد المشرفين الحوثيين بمديرية فرع العدين بمحافظة إب يكنى (أبو مالك)، في حين تعرضت قبلها سيارتان تابعتان لقياديان بارزان في الميليشيات لعملية إحراق، الأول يشغل منصباً في أحد الأقسام الأمنية الحوثية بمديرية الظهار والآخر يعمل مشرفاً أمنياً بمركز المحافظة.
وفي رد فعل من الجماعة على تصاعد العمليات الانتقامية بحق قياداتها وميليشياتها، تحدثت تقارير محلية في إب عن إعلان الميليشيات عن حالة الاستنفار والطوارئ القصوى حيث باشرت بنشر أعداد كبيرة من المخبرين التابعين لها في حارات وأزقة المدينة وبعض المديريات لغرض التتبع ورصد جميع تحركات المواطنين ورفع كافة التقارير لأجهزتها الأمنية بغية معرفة الأشخاص والجهات التي تقف وراء إحراق سيارات قادتها.
ومنذ اقتحام الميليشيات محافظة إب ذات الكثافة السكانية وفرض كامل السيطرة على جميع مؤسساتها ومرافقها، شرعت بتعيين العديد من قياداتها أغلبهم ينتمون إلى صعدة (معقل الجماعة الرئيسي) وأوكلت إليهم مهام تولي أغلب المناصب الإشرافية والقيادية في المحافظة ومديرياتها.
وكان مواطنون وسكان محليون في إب شكوا مراراً وعلى مدى سنوات الانقلاب من ارتفاع منسوب الجريمة الحوثية وانتشار الفوضى بسبب أنشطة العصابات المدعومة من قبل قادة الميليشيات الانقلابية في المحافظة.
مصادر محلية بذات المحافظة أكدت أيضاً بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن منسوب الانتهاكات والجرائم الأمنية والجنائية بما فيها القتل والسرقات والاختطاف والاقتحامات وغيرها ارتفع في المحافظة ومديرياتها خلال الفترة الأخيرة إلى أضعاف ما كانت عليه في السابق.
وأشارت إلى أنه ومنذ سيطرة الجماعة على إب، زادت معدلات الجريمة بشكل يومي بالتزامن مع انتهاكات واسعة للحقوق والحريات مع عمليات سطو ونهب لممتلكات المواطنين بعموم مديريات المحافظة. واتهمت المصادر الجماعة الموالية لإيران بضلوعها منذ انقلابها في إحداث فوضى أمنية واجتماعية عارمة بمناطق سيطرتها، وأشارت إلى أن تلك الخطوات الحوثية انعكست سلباً على حياة ومعيشة اليمنيين وعملت على ارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات إلى أرقام قياسية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.