المغرب: لشكر يستعد لولاية ثالثة على رأس «الاتحاد الاشتراكي»

إدريس لشكر (ماب)
إدريس لشكر (ماب)
TT

المغرب: لشكر يستعد لولاية ثالثة على رأس «الاتحاد الاشتراكي»

إدريس لشكر (ماب)
إدريس لشكر (ماب)

صادقت اللجنة التنظيمية، المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي (معارضة برلمانية)، أمس، على تعديلات في القانون الداخلي للحزب، تسمح بعقد مؤتمر «عن بعد» من خلال «منصات إلكترونية جهوية»، ومنصة واحدة مركزية في الرباط لرئاسة المؤتمر.
وقال مصدر من الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن سبب اعتماد هذا الإجراء هو تداعيات جائحة (كوفيد - 19) لكن بعض قيادات الحزب يتحفظون على عقد مؤتمر عن بعد.
ويأتي عقد المؤتمر في ظل جدل يعرفه الحزب حول إمكانية ترشيح الكاتب الأول (الأمين العام) الحالي للحزب إدريس لشكر لولاية ثالثة، خصوصاً أنه قاد الحزب لولايتين (من 2012 إلى 2021).
وسبق للشكر أن صرح أنه غير معني بالترشح من جديد لقيادة الحزب، لكنه عاد وصرح في برنامج إذاعي بأن «المؤتمر سيد نفسه»، ما يعني إمكانية ترشحه لولاية ثالثة.
وحسب مصدر من الحزب فإن عدة تعديلات صادقت عليها اللجنة التنظيمية، صباح أمس، منها مراجعة طريقة انتخاب الأمين العام، حيث كان في السابق ينتخب مباشرة من المؤتمر، لكن التعديلات الجديدة تنص على انتخابه في المجلس الوطني(أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر)، بحيث سيكون على المؤتمرين، الذين سيشاركون من خلال منصات عبر الإنترنت، أن ينتخبوا أعضاء المجلس الوطني، وهؤلاء الذين سيكون عددهم أقل من المؤتمرين هم من سيتم استدعاؤهم لكي ينتخبوا الأمين العام من ضمن المرشحين لهذا المنصب.
وحسب مصدر في الحزب، فإن مسألة تعديل القانون للسماح بترشيح لشكر لولاية ثالثة ستتم في المؤتمر المقرر عقده نهاية الشهر المقبل.
وقال المصدر ذاته إن هذه التعديلات كانت محط جدل لأنها تشكل تراجعاً عن انتخاب الأمين العام من المؤتمر، وبرر المصدر هذا التعديل بكون الأمين العام الحالي لا يثق في إمكانية انتخابه في المؤتمر، ويريد تقليص عدد أعضاء الهيئة التي ستنتخبه.
وأعلنت ثلاثة أسماء حتى الآن عن ترشيحها رسمياً لقيادة الحزب، هي عبد الكريم بنعتيق الوزير السابق، وحسناء أبوزيد البرلمانية السابقة، ومحمد بوبكري، عضو المكتب السياسي سابقاً.
أما إدريس لشكر فإنه لم يعلن بعد عن ترشيحه، لكن مصادر تشير إلى أنه يعتزم الترشح مباشرة بعد المصادقة النهائية على تعديل القانون الأساسي للحزب، بما يسمح له بالترشح من جديد، وسيكون هو المرشح الأوفر حظاً للبقاء على رأس الحزب، بعد تعديل القانون الأساسي للحزب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.