صدام بين مقاتلي المعارضة السورية و«القاعدة»

صدام بين مقاتلي المعارضة السورية و«القاعدة»
TT

صدام بين مقاتلي المعارضة السورية و«القاعدة»

صدام بين مقاتلي المعارضة السورية و«القاعدة»

أطلق مقاتلو المعارضة الذين يحظون بدعم من الغرب في جنوب غربي سوريا هذا الاسبوع، تصريحات معادية لتنظيم القاعدة، فيما يمثل مؤشرا على احتكاك بين الجانبين قد يؤدي إلى تجدد الاشتباكات بين خصوم نظام الرئيس بشار الاسد.
ويعد جنوب غربي البلاد المكان الوحيد في سوريا، الذي تتمتع فيه المعارضة بوجود قوي.
وتعارض الدول الغربية ودول عربية الأسد والمتطرفين على حد سواء.
وتقول واشنطن التي تقود حملة دولية لشن ضربات جوية على مسلحي "داعش"، إن استراتيجيتها تقوم على دعم ما تصفهم بالمقاتلين "المعتدلين".
وعلى الرغم من أن هذه المعارضة "المعتدلة" المدعومة من الغرب تسيطر على مساحات قليلة من الارض مقارنة بالجماعات المتطرفة، فإن تحالفا يعرف باسم الجبهة الجنوبية يسيطر على منطقة مهمة قرب الحدود مع الأردن واسرائيل.
وقد استولى هذا التحالف على معبر حدودي ومدينة كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة بعد صد هجوم حكومي.
وفي الجنوب تنشط أيضا "جبهة النصرة"، وقد انضمت في بعض الاحيان لجماعات تنضوي تحت لواء الجبهة الجنوبية في مقاتلة القوات الحكومية. وفي كثير من الاحيان اكتنف الغموض هذه العلاقة فيما يبدو.
غير أن جماعات الجبهة الجنوبية أصدرت هذا الاسبوع بيانا يدين فكر "جبهة النصرة" ويرفض أي تعاون معها.
وقال بشار الزعبي رئيس جماعة جيش اليرموك، التي أرسلت نسخة من البيان لـوكالة أنباء "رويترز" "علينا أن نعلن موقفنا واضحا؛ فلا جبهة النصرة ولا أي شي آخر بهذا الفكر يمثلنا". وفي إشارة إلى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قال "لا يمكننا الانتقال من حكم الاسد إلى الظواهري والنصرة".
وقال أبو المجد الزعبي رئيس الهيئة السورية للإعلام المرتبطة بالجبهة الجنوبية، إن الهدف هو عزل جبهة النصرة. مضيفا أن "الباب مفتوح لهروب مسلحي جبهة النصرة للانضمام إلى فصائل الجبهة الجنوبية. نحن لا ندعو للمواجهة؛ لكن الجبهة الجنوبية أقوى".
ويبدو أن الدافع وراء البيان هو حوادث من بينها محاولة من جانب "جبهة النصرة" للقبض على قائد بالجبهة الجنوبية والتوتر بين الجانبين عند معبر نصيب مع الاردن.
واستولت القوات الحكومية على المعبر في أول أبريل (نيسان)، وأعلن كل من الجبهة الجنوبية و"جبهة النصرة"، أنه لعب الدور الحاسم في السيطرة عليه.
وتضم الجبهة الجنوبية جماعات أقوى من المتطرفين في المنطقة، وفق عدة تقديرات من بينها تقدير لمسؤول بالمخابرات الاميركية.
غير أن "جبهة النصرة" ما زالت تتمتع بحضور كبير وربما يتطلع أيضا تنظيم "داعش" للتوسع في المنطقة.
وفي الأيام الأخيرة شن مسلحو "داعش" هجوما على قاعدة جوية في محافظة السويداء في اطار نمط من الهجمات يتجاوز معاقلها الشرقية. وصدت قوات النظام هذا الهجوم.
وقال بشار الزعبي إن الهجوم يمثل محاولة من جانب تنظيم "داعش" لإعلان وصوله للمنطقة، وإن من الضروري تقديم المزيد من الدعم الدولي للجبهة الجنوبية لدرء خطر المتطرفين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.