محكمة مغربية تقضي بتسليم الصين مواطناً من الأويغور

بمقتضى معاهدة بين البلدين منذ 2017

TT

محكمة مغربية تقضي بتسليم الصين مواطناً من الأويغور

وافقت محكمة النقض المغربية على تسليم مواطن صيني ينتمي لأقلية الأويغور المسلمة اعتُقل في يوليو (تموز) الماضي لدى وصوله إلى المغرب، ومطلوب لدى بكين بتهمة ارتكاب «أعمال إرهابية»، بحسب ما أفاد محاميه أمس لـ«وكالة فرانس برس».
وأوضح المحامي ميلود قنديل أنّ «القضاء أكد أول من أمس الأربعاء تسليم موكلي... لم نتسلم بعد الحكم لمعرفة حيثيات هذا القرار ولكن الأمر صعب نفسيًا عليه». وأوضح المحامي أنه لا يعرف موعد تسليمه للصين، علماً أن المغرب أغلق حدوده الجوية بسبب انتشار «أوميكرون» ولا يستقبل سوى رحلات محددة لإعادة المغاربة العالقين في الخارج إلى بلادهم.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب ( الأمن العام) أعلنت في نهاية يوليو (تموز) أن مواطناً صينياً اعتقل بعد وصوله إلى مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء في 20 يوليو (تموز)، آتياً من إسطنبول. وقالت في بيان يومها، إن هذا الشخص كان محور مذكرة حمراء أصدرتها «الإنتربول» للاشتباه في انتمائه إلى منظمة مدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية.
وصدرت المذكرة الحمراء بناء على طلب بكين، حسب المديرية التي قالت إن السلطات المغربية أبلغت «الإنتربول» والسلطات الصينية باعتقاله، وأحيل إلى المحكمة للبت في ترحيله. يذكر أن الرباط وقعت في 2017 على معاهدة «تسليم المجرمين» مع بكين.
ومباشرة بعد توقيف المواطن الصيني يديريسي إيشان (34 عاماً)، وهو أب لثلاثة أبناء، طلبت بكين تسليمه إليها بتهمة ارتكاب «أعمال إرهابية في عام 2017» والانتماء إلى «منظمة إرهابية». ويرفض يديريسي، وهو اختصاصي في المعلوميات يحمل الجنسية الصينية، ويعيش في تركيا منذ عام 2012 مع عائلته، هذه الاتهامات، ويؤكد، وفق محاميه، أنه لم يعد إلى الصين منذ 2012.
ولدى وصوله إلى المغرب، كان اسم يديريسي على إخطار أحمر صادر من الإنتربول بناء على طلب بكين. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن «الإنتربول» ألغى منذ ذلك الحين الإخطار الأحمر الصادر بحقه بناءً على معلومات جديدة تلقتها الأمانة العامة للشرطة الدولية. ويقول خبراء أجانب إن أكثر من مليون من الأويغور محتجزون، أو كانوا محتجزين، في معسكرات لإعادة التثقيف السياسي في مقاطعة شينغيانغ الصينية.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إن الدافع وراء طلب التسليم هو «العمل الذي قام به في الماضي لصالح منظمات للأويغور».
والأويغور أقلية مسلمة تشكل أقل من نصف سكان شينغيانغ البالغ عددهم 25 مليوناً. ويدين المدافعون عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ما تتعرض له هذه الأقلية، وهو في صلب المواجهة التي تزداد حدة بين الغرب وبكين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.