هادي: لن نسمح بأن يكون اليمن نسخة مكررة من النظام الإيراني

خالد بحاح يؤدي القسم نائبًا للرئيس مع احتفاظه برئاسة الوزراء > الرئيس اليمني يلتقي سعود الفيصل

خالد بحاح خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نائبا له بمبنى السفارة اليمنية في الرياض أمس (واس)
خالد بحاح خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نائبا له بمبنى السفارة اليمنية في الرياض أمس (واس)
TT

هادي: لن نسمح بأن يكون اليمن نسخة مكررة من النظام الإيراني

خالد بحاح خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نائبا له بمبنى السفارة اليمنية في الرياض أمس (واس)
خالد بحاح خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نائبا له بمبنى السفارة اليمنية في الرياض أمس (واس)

أدى خالد محفوظ بحاح اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، نائبًا للرئيس إضافة إلى مهامه رئيسا للوزراء، وذلك في مبنى السفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، أمس.
حضر أداء اليمين عدد من الوزراء والنواب والقيادات السياسية اليمنية.
والتقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في الرياض أمس، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وتناول اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتطور الأوضاع في الجمهورية اليمنية. حضر اللقاء نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، ووزير الخارجية اليمني رياض ياسين، وعزام بن عبد الكريم القين وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم، والسفير محمد بن سعيد آل جابر سفير السعودية لدى اليمن.
من جانبها، رحبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقرار الرئيس اليمني، بتعيين خالد بحاح نائبًا له مع احتفاظه بمنصبه رئيسا للوزراء، واعتبرت ذلك «خطوة مهمة لتعزيز الجهود التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق».
وأكد الدكتور عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون، أن دول المجلس ستواصل دعمها ومساندتها لكل الجهود التي يبذلها هادي، ونائبه خالد بحاح، والقوى السياسية اليمنية المتمسكة بالشرعية الدستورية، لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
من جانبه، أوضح الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، في كلمة له عقب أداء نائبه اليمين الدستورية، أن حكومته عملت خلال الفترة الماضية، وكل القوى الوطنية المحبة لوطنها وأبناء الشعب اليمني، من أجل إنجاح الحوار الوطني، وإخراجها إلى أرض الواقع، وكان علي عبد الله صالح والحوثي يعملان بكل قوة لإفشال مؤتمر الحوار الوطني، والانقلاب على الشرعية الدستورية، والتخطيط لشن الحرب على أبناء الوطن، والسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة من خلال التآمر مع الإيرانيين. وقال الرئيس هادي، إنه عندما فجر الحوثيون أحداث دماج، «عملنا مع كل القوى الوطنية والخيرة لاحتواء تلك الأحداث لتفويت الفرصة عليهم من أجل السير في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شارك فيه الحوثيون وجناح صالح والخروج بنتائج الحوار إلى أرض الواقع».
وأضاف: «اتصلت حينها بعبد الملك الحوثي، وقلت له إن ما تعمله أنت وصالح يضر بمصلحة الوطن ويخالف إرادة الشعب اليمني، ولن نسمح به أبدا ولن تكون اليمن نسخة مكررة من النظام الإيراني».
ووجه الرئيس اليمني، حكومته بسرعة اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وتوفير وتقديم المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية، وكذا سرعة نقل الجرحى والمصابين الذين تتطلب حالتهم العلاج في الخارج، كما وجه بمتابعة أوضاع اليمنيين العالقين في بعض الدول العربية والدولية، وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأشار الرئيس هادي إلى أن العمل جميعا من أجل شعبنا والتخفيف من معاناته الناتجة عن الانقلاب على الشرعية والحرب الهمجية التي شنتها ميليشيات الحوثي وجماعة صالح على أبناء الشعب الرافض لهم ولمؤامراتهم الساعية إلى فرض الهيمنة بقوة السلاح والانقلاب على الإجماع الوطني والتنصل من نتائج الحوار الوطني.
وحيا الرئيس اليمني صمود أبناء الشعب اليمني في وجه الانقلابيين من ميليشيات الحوثي وصالح في مختلف المحافظات اليمنية، خصوصا ما يسطره أبناء محافظة عدن من أعمال بطولية، وأعرب عن شكره لكل الذين وقفوا إلى جانب الشعب اليمني، وحقهم في استعادة الشرعية الدستورية، خصوصا دول الخليج، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
ولفت الرئيس هادي إلى أن الجميع يأمل في تحقيق الانفراج من الأزمة، وإنهائها تمامًا ويبدأ الناس صفحة جديدة، ومن ثم التقدم نحو المستقبل بروح الشراكة الوطنية، وقال: «إننا واثقون أن اليمن سيخرج منتصرا وسيكون أقوى وسيشكل دعما لمحيطه الجغرافي ولأمته العربية والإسلامية، فاليمن جزاء لا يتجزأ من منطقة الجزيرة العربية».
واستعراض الرئيس اليمني، التطورات الحالية على الساحة الوطنية، خصوصا الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، على أبناء الشعب اليمن الذي رفضهم، ورفض انقلابهم على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.