«القسّام» تطلق مناورات كبيرة في غزة «لرفع جهوزية القتال»

توصيات إسرائيلية بحسم سريع لصفقة مع «حماس»

عناصر تابعة لـ«حماس» خلال حفل تخرج في مدينة غزة الأحد الماضي (رويترز)
عناصر تابعة لـ«حماس» خلال حفل تخرج في مدينة غزة الأحد الماضي (رويترز)
TT

«القسّام» تطلق مناورات كبيرة في غزة «لرفع جهوزية القتال»

عناصر تابعة لـ«حماس» خلال حفل تخرج في مدينة غزة الأحد الماضي (رويترز)
عناصر تابعة لـ«حماس» خلال حفل تخرج في مدينة غزة الأحد الماضي (رويترز)

أطلقت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس» مناورة كبيرة في قطاع غزة أمس قالت، إنها تحاكي سيناريوهات مختلفة.
وأصدرت «القسام» بياناً مقتضباً جاء فيه، أن مناورات «درع القدس»، تهدف «لرفع الجهوزية القتالية وتحاكي سيناريوهات مختلفة». مضيفة، أن «هذه المناورات تأتي ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المتواصلة لمحاكاة مختلف أشكال العمليات القتالية».
وأوضحت الكتائب، بأنه قد تسمع في بعض المناطق والمواقع العسكرية أصوات انفجارات وإطلاق نار. وفعلاً دوّت أمس أصوات انفجارات في القطاع سمعت من قبل مستوطنين في غلاف قطاع غزة بلّغوا عنها السلطات. وقالت وسائل إعلام اسرائيلية، إن مستوطنين من غلاف غزة أبلغوا عن سماعهم انفجارات بفعل المناورات التي تجريها كتائب القسام في مواقع حدودية.
التدريبات في غزة جاءت على وقع توتر متصاعد بسبب تباطؤ عملية إعادة الإعمار في القطاع وإقامة مشاريع. والأسبوع الماضي هددت «حماس» وفصائل فلسطينية، بتصعيد جديد مع إسرائيل بسبب عدم التقدم في ملف إعمار غزة، في وقت تستعد فيه إسرائيل لمثل هذا التصعيد، وترفض دفع جهود التهدئة إلى الأمام، من دون استعادة جنودها في قطاع غزة.
وعرضت إسرائيل تسهيلات سياسية والسماح بإعادة إعمار القطاع وإقامة مشاريع، مقابل استعادة جنودها من القطاع، لكن «حماس» رفضت وشددت على أنها «لن تفرج عن أسرى إلا مقابل أسرى فلسطينيين».
من جهته، قال موقع «واللا» الإسرائيلي، أمس، إن ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي ومسؤولين في الجهاز الأمني، قالوا خلال محادثات مغلقة، إنه يجب استغلال الفترة «الهادئة نسبياً» في قطاع غزة، للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» حول قضية الأسرى.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن المفاوضات ما زالت عالقة، رغم الرغبة المصرية بالمساعدة بالوساطة. وسبب هذا الجمود، أن كلا الجانبين غير مستعد للتنازل ودفع الثمن، مقابل إعادة جثامين الجنود الإسرائيليين وعودة المواطنين إبراهام مانغستو وهشام السيد.
وقال المسؤولون الذين يشاركون في عملية المفاوضات، إن الأسرى الأمنيين الفلسطينيين وعائلاتهم، يمارسون ضغوطاً كبيرة على قيادة «حماس» لدفع المفاوضات. و«حماس» تعيش هذه الأيام في ضائقة كبيرة، بسبب التدهور الاقتصادي ومشاكل أساسية غير محلولة في مجال المياه، الكهرباء وارتفاع معدلات البطالة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون، أنه لهذه الأسباب يجب استغلال الوضع قبل تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب؛ لأن إحراز تقدم في المفاوضات أثناء فترة أمنية حساسة، سيعتبر استسلاماً لإملاءات «حماس» ومن جهة ثانية، فإنه في حال حدوث سيناريو أسوأ - مثل رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والصراع على ميراثه -، سيقل بشكل كبير احتمال إجراء المفاوضات مع إسرائيل.
التقديرات الإسرائيلية بحسب التقرير، أن «حماس» من الممكن أن توافق على عرض «بثمن معقول»، طالما تزايدت الضغوط عليها. و«الثمن المعقول» في نظر هؤلاء المسؤولين، هو قائمة طلبات أقل كثيراً من الطلبات الأصلية التي عرضتها «حماس»، بينها إطلاق سراح سجناء أمنيين نفذوا عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين، لكن ليس بالضرورة أكثر السجناء «ثقلاً» من ناحية الأحكام.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.