تصعيد الحوثيين للقتال يشرد 130 ألف شخص خلال عام

TT

تصعيد الحوثيين للقتال يشرد 130 ألف شخص خلال عام

تسبب تصعيد ميليشيات الحوثي للقتال في ثلاث محافظات يمنية في ارتفاع أعداد النازحين المشردين داخلياً إلى 130 ألف شخص معظمهم في محافظة مأرب ثم محافظة الحديدة وتليها محافظة تعز، وفق أحدث تقرير صادر عن أداة التتبع السريع للنزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن.
جاء ذلك في وقت أكد فيه مسؤول أممي رفيع، أن أكثر العقبات أمام وصول المساعدات الإغاثية للمحتاجين تتركز في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، وأبرزها التدخل لفرض المنظمات المحلية الشريكة وتحديد قوائم المستفيدين من المساعدات واعتقال العاملين في المنظمات الأممية، حيث لا تزال تعتقل اثنين من الموظفين منذ أسابيع.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في اليمن (الأربعاء)، أن مصفوفة تتبع النزوح رصدت 21802 أسرة (130812 فرداً) تعرضت للنزوح مرة واحدة على الأقل منذ بداية العام الحالي وحتى 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، كما حددت المصفوفة تتبع مغادرة 3814 أسرة مواقع النزوح والعودة إلى مكانها الأصلي أو إلى مكان آخر.
هذه التطورات ترافقت وتأكيد راميش رجاسينغهام، القائم بأعمال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن أكبر التحديات التي تواجه وصول المساعدات الإغاثية تتركز في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون «بما في ذلك القيود المفروضة على حركة عمال الإغاثة والمحاولات غير المقبولة للتدخل في اختيار الشركاء أو المستفيدين. علاوة على ذلك، تواصل سلطات الحوثيين اعتقال اثنين من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء، على الرغم من تأكيدات قيادتهم بإطلاق سراحهم».
وفي الإفادة التي وزعها مكتب الأمم المتحدة في اليمن وقُدمت أمام مجلس الأمن، شدد رجاسينغهام على أن التحدي الأكبر أمام إيصال المساعدات هو التصعيد مع تدهور الاقتصاد اليمني، حيث يضطر ملايين الأشخاص الآخرين إلى الاعتماد على المساعدات. وشدد على أن «المساعدات الإنسانية ليست هي السبيل لحل هذه المشاكل»، داعياً إلى تنفيذ إطار اقتصادي وضعته الأمم المتحدة، والذي يمكن أن يساعد في استقرار الريال اليمني ومساعدة الناس على تحمل تكاليف الغذاء والسلع الأساسية. وحث شركاء اليمن على العمل عن كثب مع القيادة الجديدة للبنك المركزي لتحسين الظروف الاقتصادية في البلاد.
وأكد المسؤول الأممي، أن الصراع تصاعد على جبهات عدة على الرغم من الدعوات الدولية والمحلية المتكررة لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني. ومن بين الحوادث الأخرى، قال إنه في 9 ديسمبر (كانون الأول)، أصابت الصواريخ مخيماً للنازحين؛ مما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين. وفي الوقت نفسه، اشتد القتال في جنوب الحديدة وتعز بعد إعادة انتشار القوات المتحالفة مع الحكومة؛ مما أدى إلى نزوح أكثر من 25 ألف شخص وأدى إلى زيادة عدد الضحايا المدنيين، كما استمرت الأعمال العدائية فيما يقرب من 50 خطاً أمامياً في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية.
ودعا المسؤول الأممي جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وتسهيل الإغاثة الإنسانية المحايدة، وجدد دعوته لميليشيات الحوثي لوقف هجوم مأرب ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
وقال، إن المساعدات الطارئة وصلت إلى نحو 80 في المائة من النازحين حديثاً في مأرب والحديدة وتعز، و11 مليون شخص - يمثلون ثلث السكان - في جميع أنحاء البلاد كل شهر.
وتحدث عن فجوات «خطيرة في تقديم المساعدة للأشخاص الأكثر ضعفاً في مأرب وأماكن أخرى»، حيث تصل المساعدة إلى 5 ملايين شخص أقل مما هو مقصود في خطة الاستجابة لهذا العام. موضحاً أن الفجوة تعود في المقام الأول إلى قيود التمويل التي على وشك أن تزداد سوءاً، حيث سيؤدي النقص الذي يلوح في الأفق إلى تقليص الحصص الغذائية لملايين الجياع من قبل برنامج الأغذية العالمي.
ووفق ما ذكره المسؤول الأممي، فإن هناك نقصاً حاداً في تمويل القطاعات الحيوية مثل المياه والصرف الصحي والصحة والمأوى، والتي لم تتلق سوى 20 في المائة من الاحتياجات هذا العام، وكذلك في تنسيق المخيمات، وهو أمر حيوي لاستجابة النازحين داخلياً.
ودعا رجاسينغهام المانحين إلى زيادة الدعم لليمن، مشيراً إلى أن متطلبات المساعدات للعام المقبل من المرجح أن تكون مساوية لتلك التي تطلبها هذا العام، والتي تصل إلى 3.85 مليار دولار لمساعدة 16 مليون شخص.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.