دخول أول مركبة فضائية إلى الغلاف الجوي الشمسي

مسبار باركر الشمسي التابع للوكالة ناسا (أ.ب)
مسبار باركر الشمسي التابع للوكالة ناسا (أ.ب)
TT
20

دخول أول مركبة فضائية إلى الغلاف الجوي الشمسي

مسبار باركر الشمسي التابع للوكالة ناسا (أ.ب)
مسبار باركر الشمسي التابع للوكالة ناسا (أ.ب)

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أمس الثلاثاء، أن مسبار باركر الشمسي التابع للوكالة أصبح أول مركبة فضائية تدخل إلى الغلاف الجوي الشمسي.
وقالت ناسا إن المسبار اخترق الغلاف الخارجي للشمس، الذي يعرف باسم الكورونا أو الهالة الملونة للنجم وجمع عينات من الجسيمات والمجالات المغناطيسية هناك، واصفة هذا الحدث بأنه بمثابة «قفزة عملاقة لعلوم الطاقة الشمسية».

وقال توماس زوربوتشن، المسؤول في إدارة المهمات العلمية في وكالة ناسا، إن قيام مسبار باركر الشمسي «بلمس الشمس» هو لحظة هائلة لعلوم الطاقة الشمسية ومدعاة رائعة وحقيقية للفخر.
وأضاف: «لا تزودنا هذه الخطوة الرائدة فقط برؤى أعمق حول تطور شمسنا وأثر ذلك على نظامنا الشمسي، ولكن كل ما نتعلمه عن نجمنا يعلمنا المزيد عن النجوم في بقية أرجاء الكون».
وقالت ناسا إن باركر وجد الظروف المغناطيسية والجسيمات المناسبة لدخول الغلاف الجوي الشمسي عند 8.‏18 شعاع شمسي (نحو 3.‏1 مليون كيلومترا) فوق السطح الشمسي خلال رحلته الثامنة حول الشمس يوم 28 أبريل (نيسان)، واستمر المرور بضع ساعات.
وقال جاستن كاسبر، المؤلف الرئيسي لبحث جديد حول هذا الإنجاز نشر في مجلة «فيزيكال ريفيو ليترز» العلمية: «كنا نتوقع تماماً أن نواجه الهالة، عاجلا أم آجلا، لفترة قصيرة على الأقل من الزمن».

وأضاف: «ولكن من المثير للغاية أننا وصلنا إليها بالفعل».
وأشارت ناسا إلى أنه مع استمرار دنو المسبار من الشمس، سيصل في النهاية إلى قرب 86.‏8 شعاع شمسي من السطح. وقالت الوكالة إنه من المرجح خلال الرحلة المقبلة لمسبار «باركر»، المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل أن يدلف عبر الهالة مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

مركبة فضائية أميركية ترسل صورة مذهلة لشروق الشمس من القمر

الولايات المتحدة​ صورة أرسلتها مركبة «بلو غوست ميشن 1» لشروق الشمس كما شوهد من القمر (ناسا)

مركبة فضائية أميركية ترسل صورة مذهلة لشروق الشمس من القمر

أرسلت مركبة الهبوط «بلو غوست ميشن 1» Blue Ghost Mission 1، التابعة لشركة «فايرفلاي إيروسبايس» Firefly Aerospace، صورة مذهلة لشروق الشمس كما شوهد من القمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المغنية كاتي بيري (رويترز)

بينهن كاتي بيري... طاقم نسائي بالكامل سيسافر إلى الفضاء للمرة الأولى منذ 62 عاماً

أعلن المليادرير الأميركي جيف بيزوس، أمس (الخميس)، أن طاقماً نسائياً بالكامل سيقود الرحلة التالية إلى الفضاء لصاروخ «بلو أوريجين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الصاروخ الذي يحمل مهمة «أرتيميس 1» في منصة الإطلاق ويظهر بجواره شعارا وكالة «ناسا» وبرنامج «أرتيميس» الفضائي (ناسا) play-circle

الوصول إلى المريخ قد يحجب القمر في برامج الفضاء الأميركية

بعد مرور شهر على تولي دونالد ترمب رسمياً منصبه كرئيس للولايات المتحدة، تسود حالة من الغموض بشأن مستقبل برنامج «أرتيميس» الفضائي الشهير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق شراكة لتعزيز القدرات (بلو أبيس)

«ناسا» تتأهَّب لبناء أعمق حوض سباحة في العالم

قدَّمت مؤسّسة «بلو أبيس» البحثية طلباً للحصول على إذن تخطيط لبناء حوض سباحة على مساحة 10 أفدنة (4 هكتارات) في منطقة إيروهاب إنتربرايز بمطار كورنوال، نيوكواي.

«الشرق الأوسط» (كورنوال (إنجلترا))
يوميات الشرق كويكب اكتُشف حديثا بحجم يناهز ملعب كرة قدم بات لديه احتمال للاصطدام بالأرض (رويترز)

بحجم ملعب كرة قدم... كويكب «قاتل» قد يضرب الأرض

انفجار هائل في السماء يطلق طاقة أكبر بمئات المرات من قنبلة هيروشيما... قد يبدو الأمر أشبه بقصص نهاية العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.