عون ينفي سعيه لإعادة النظام الرئاسي ويدعو إلى تعديل الدستور

شكا من أن السلطة في لبنان بـ«ثلاثة رؤوس»

الرئيس ميشال عون مع وفد نقابة المحررين أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع وفد نقابة المحررين أمس (دالاتي ونهرا)
TT

عون ينفي سعيه لإعادة النظام الرئاسي ويدعو إلى تعديل الدستور

الرئيس ميشال عون مع وفد نقابة المحررين أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع وفد نقابة المحررين أمس (دالاتي ونهرا)

أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أنه يؤيد الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء حتى ولو تمت مقاطعتها في موقف لافت ضد حليفه «حزب الله» الذي هدد بمقاطعة جلسة الحكومة. ورفض اتهامه بأنه يسعى إلى إعادة النظام الرئاسي، لكنه تحدث عن ضرورة تعديل الدستور لأن «السلطة الحالية توافقية بثلاثة رؤوس، وبالتالي من الصعب أن تحكم»، متحدثا عن نهاية حقبة عمرها 30 عاما باتت تحتاج إلى تعديل، في إشارة إلى اتفاق الطائف.
وقال الرئيس عون أمس أمام وفد نقابة المحررين «بتنا أمام وجوب الاختيار بين السياسة والقضاء، فلمن الغلبة؟ للصفة التمثيلية أم القضائية؟»، مشدداً على أنه لا يمكن إبقاء الحكومة معطلة، فهناك أمور تحتاج إلى البت بها، ومنها مثلاً إقرار الموازنة لتسهيل مسائل الكهرباء وغيرها من المواضيع.
وعن علاقته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و«الثنائي الشيعي» («حزب الله» وحركة أمل) أكد عون أن التفاهم قائم بشكل كبير مع ميقاتي، أما عن العلاقة مع «حزب الله»، «فهناك أمور يجب أن تقال بين الأصدقاء، ونحن ننادي بما يقوله الدستور، لأن عدم احترامه يعني أن تسود الفوضى»، رافضاً التعليق حول علاقته بحركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.
وقال عون «تراكم الأزمات علينا كان كبيرا جدا»، متحدثا عن العقد والعراقيل أمام التدقيق الجنائي وأزمة النازحين والانتفاضة الشعبية عام 2019 قائلا «لا ننسى التحركات والإضرابات التي عرفت بـ«الثورة» أهلكت الاقتصاد، وأنشئت منظمات غير حكومية، بدأت تصل إليها أموال ونحن نسمع تصريحات أجنبية عن رفض إيصال المساعدات عبر الحكومة، إنما إلى الشعب مباشرة، عبر تلك المنظمات». مضيفا «نخشى أن يتم استغلال هذه الأموال لتمويل الانتخابات النيابية وإيصال من ليس لديه تجربة إلى الندوة البرلمانية».
وفي رد على سؤال عما يحكى عن خلاف بين العهد ورئيس الحكومة و«حزب الله» وحركة «امل»، أكد عون أن التفاهم قائم بشكل كبير مع الرئيس ميقاتي، وأن وجود اختلاف في الرأي أحياناً لا يعني الخلاف ولا يجب أن يسمى بذلك، لأنه بعدها يحصل نقاش وتنتهي الأمور بتوافق معين، وهذا أمر صحي، أما عن العلاقة مع «حزب الله»، «فهناك أمور يجب أن تقال بين الأصدقاء، ونحن ننادي بما يقوله الدستور، لأن عدم احترامه يعني أن تسود الفوضى».
وفيما خص قوله بأنه سيقبل إذا قرر مجلس النواب التمديد له في رئاسة الجمهورية، بحيث بدا الأمر كإيحاء لعدم إجراء الانتخابات، قال إن جوابه أتى «في سياق قولي إن هناك استحالة لحصول فراغ»، مجددا التأكيد أنه سيغادر عند انتهاء ولايته.
وفي حين رفض اتهامه بإعادة النظام الرئاسي قال ردا على سؤال حول عدم وجود هوية للسلطة اللبنانية بل ترتيبات طائفية مختلفة، «السلطة الحالية توافقية بثلاثة رؤوس، وبالتالي من الصعب أن تحكم. حتى الحكومة معرضة لهذا الأمر، وهو ما لا يجب أن يحصل لأن لها رأسا واحدا، والنظام الطائفي قائم على التوافق». وقال «نأمل بعد هذه الأحداث تغيير الوضع، فأنا أعتبره نهاية حقبة معينة تخطى عمرها الـ30 سنة، وباتت تحتاج إلى تغيير. لن أتمكن من تحقيق ذلك في السنة الباقية من ولايتي، إلا أنني أعلن عنه».
وحول مدى اطمئنانه إلى حصول الانتخابات في ظل الأجواء الموجودة في البلد، أكد «الانتخابات ستحصل، والأمر الذي غيرته هو تاريخ إجرائها من 27 مارس (آذار) إلى 8 أو 15 مايو (أيار)، ونحن سنتفق على ذلك».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.