إحالة كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً إلى القضاء

لجنة التحقيق في اقتحام «الكابيتول» اتهمته بعرقلة عملها

مارك ميدوز خلال مشاركته في مهرجان انتخابي خلال حملة دونالد ترمب الرئاسية في فلوريدا في أكتوبر العام الماضي (أ.ف.ب)
مارك ميدوز خلال مشاركته في مهرجان انتخابي خلال حملة دونالد ترمب الرئاسية في فلوريدا في أكتوبر العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

إحالة كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً إلى القضاء

مارك ميدوز خلال مشاركته في مهرجان انتخابي خلال حملة دونالد ترمب الرئاسية في فلوريدا في أكتوبر العام الماضي (أ.ف.ب)
مارك ميدوز خلال مشاركته في مهرجان انتخابي خلال حملة دونالد ترمب الرئاسية في فلوريدا في أكتوبر العام الماضي (أ.ف.ب)

أحالت لجنة التحقيق باقتحام الكابيتول كبير موظفي البيت الأبيض السابق مارك ميدوز على القضاء بتهمة عدم التعاون مع تحقيقاتها. وصوتت اللجنة بالإجماع لإحالة ميدوز، وهو نائب جمهوري سابق، إلى المحاكم الفيدرالية للبت في قضية عرقلته لتحقيق اللجنة. وهو تصويت يحمل دلالات بارزة إذ يعد ميدوز الذي عمل في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس السباق دونالد ترمب، زميلاً مقرباً من الكثير من أعضاء مجلس النواب الذي صوت لإدانته.
وهذا ما تحدث عنه رئيس اللجنة الديمقراطي بيني تومسون الذي قال: «مهما كان الإرث الذي ظن (ميدوز) أنه خلفه في مجلس النواب. فقد صوت زملاؤه السابقون لتحويله على المحاكمة الجنائية لأنه لم يجب على أسئلة حول ما يعلم عن الاعتداء العنيف على ديمقراطيتنا. هذا هو إرثه الآن». وهاجمت نائبة رئيس اللجنة الجمهورية ليز تشيني اعتماد ميدوز على حجة الخصوصية التنفيذية لعدم التعاون مع اللجنة فقالت: «نحن نعتقد أن السيد ميدوز يعتمد على الخصوصية التنفيذية وغيرها من الحجج بشكل غير مبرر. لكن تصويتنا هذا مرتبط أساساً برفضه الإدلاء بإفادته بشأن رسائل هاتفية ووسائل اتصال أخرى اعترف أن لا علاقة لها بالخصوصية التنفيذية».
ولعل أكثر من لفت الانتباه خلال جلسة اللجنة، هو قرار تشيني بقراءة لرسائل هاتفية تلقاها ميدوز من مذيعين بارزين في شبكة فوكس نيوز الأميركية، ونجل ترمب نفسه، دونالد جونيور. وبحسب هذه الرسائل الصادمة في فحواها نظراً لاختلافها عن المواقف العلنية لهذه الشخصيات، فقد حث ابن ترمب ميدوز على دفع والده للتصرف ووقف العنف الناجم عن اقتحام المجلس التشريعي، فقال له: «يجب أن يتحدث من المكتب البيضاوي. يجب أن يكون في القيادة الآن. لقد خرجت الأمور عن السيطرة». وأضاف دونالد جونيور: «يجب أن يدين ما يحصل بسرعة». حينها أجاب ميدوز: «أنا أدفع نحو ذلك. أوافق معك».
أما مذيعة فوكس لورا انغراهام المعروفة بمواقفها العلنية الداعمة لمقتحمي الكابيتول وترمب، فقد أرسلت بدورها رسالة إلى ميدوز قالت فيها: «على الرئيس أن يطلب من الأشخاص في الكابيتول العودة إلى منازلهم. ما يجري يؤذينا كلنا. إنه يدمر إرثه».
كما تلقى ميدوز رسائل مماثلة من كل من شون هانيتي وبراين كيلمان وهما من الوجوه البارزة في فوكس نيوز.
وفي مقابلة مع المحطة نفسها بعد التصويت لإحالته إلى القضاء، وصف ميدوز الخطوة بالمخيبة للأمل لكنها «غير مفاجئة». قائلاً: «هذا لا يتعلق بإحالتي إلى القضاء أو جعل الكابيتول أكثر أماناً. هذا يتعلق بدونالد ترمب وبملاحقته مرة أخرى». وذكر ميدوز أنه تعاون مع اللجنة عبر تقديم آلاف الوثائق لها، وبالفعل فهو زودها بوثائق أبرزها رسالة إلكترونية تضمنت عرضاً للسادس من يناير، يوم اقتحام الكابيتول، وتاريخ المصادقة على نتائج الانتخابات في الكونغرس، بعنوان: «الغش في الانتخابات، والتدخل الأجنبي، والخيارات لـ6 يناير».
لكن رئيس اللجنة شرح قرار لجنته: «السيد ميدوز بدأ في المكان الصحيح، وتعاون معنا. لكن في مسار تحقيق كالذي نجريه، هذه الخطوة الأولى فحسب. وعندما تثير الوثائق المقدمة أسئلة معينة، كما حصل، يجب أن تمثل أمام لجنتنا للإجابة عنها».
وكان مجلس النواب سبق وأن صوت لصالح إحالة مستشار ترمب السابق ستيف بانون على القضاء، وهو يواجه تهماً اليوم بعرقلة عمل الكونغرس قد تضعه في السجن لفترة عام.
إشارة إلى أن المرة الوحيدة التي واجه فيها كبير موظفي البيت الأبيض تهماً جنائية كانت في عهد الرئيس السابق رونالد ريغان، حين أدين كبير الموظفين حينها إتش آر هالدمين بسبب دوره في فضيحة (ووترغيت) منذ قرابة الخمسين عاماً.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.