السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل باستخدام سياسة «الإعدامات الميدانية»

محال مغلقة بعد ساعات على مقتل شاب وإصابة آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيلية مدينة نابلس (وفا)
محال مغلقة بعد ساعات على مقتل شاب وإصابة آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيلية مدينة نابلس (وفا)
TT

السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل باستخدام سياسة «الإعدامات الميدانية»

محال مغلقة بعد ساعات على مقتل شاب وإصابة آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيلية مدينة نابلس (وفا)
محال مغلقة بعد ساعات على مقتل شاب وإصابة آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيلية مدينة نابلس (وفا)

اتهمت السلطة الفلسطينية، إسرائيل، باستخدام سياسة «التصفية الجسدية» و«الإعدامات الميدانية» ضد المدنيين في الضفة الغربية، ودعت المحكمة الدولية إلى تحقيق فوري في الملفات ذات الصلة المطروحة أمامها.
وقال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، إن قوات الاحتلال تمارس عمليات التصفية الجسدية والإعدامات بحق الفلسطينيين خارج إطار القضاء. ودعا الشلالدة في حديث للإذاعة الرسمية، إلى رفع دعاوى قضائية فردية وجماعية لمواجهة جرائم الاحتلال، وإدانتها عبر المسار القانوني، مطالباً بتحقيق فوري بالملفات المطروحة أمام المحكمة الجنائية الدولية، لضمان مثول المجرمين أمام المحكمة وإدانتهم.
وقال الوزير بعد ساعات من قتل إسرائيل شاباً في مدينة نابلس في الضفة الغربية، إن السلطة شكلت لجنة لبحث الآليات القانونية من أجل تحميل القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن كل الجرائم، بما يستند لقواعد القانون الدولي.
وكانت إسرائيل قد قتلت شاباً فلسطينياً فجر الأمس، خلال عملية اقتحام في مخيم رأس العين والبلدة القديمة في نابلس شمال الضفة. وأعلنت وزارة الصحة «استشهاد الشاب جميل الكيال (31 عاماً)»، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الرأس. وشيع الفلسطينيون الكيال بجنازة عسكرية إلى مثواه الأخير وهتفوا من أجل الانتقام.
وفي حين أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أمس «أن دماء شهداء ثورة الشعب الفلسطيني المتواصلة ستشكل وقوداً لتصاعد الفعل المقاوم وضماناً لاستمرار الانتفاضة في الضفة الغربية»، أدانت وزارة الخارجية «جريمة إعدام الشهيد الشاب جميل محمد الكيال (31 عاماً)، وإصابة عدد آخر من المواطنين بالرصاص الحي وترويع وترهيب المواطنين الآمنين في منازلهم». واعتبرت الوزارة، في بيان، «هذه الجريمة حلقة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال، وفقاً لتعليمات وتوجيهات المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، التي تسمح لجنود وعناصر الاحتلال وتسهل إطلاق النار على الفلسطيني، وتتعامل معه كهدف للرماية والتدريب. كما تعكس هذه الجرائم الثقافة الاحتلالية العنصرية التي تسيطر على مراكز صنع القرار في دولة الاحتلال.
وحملت الخارجية الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، وهي الثانية في محافظة نابلس خلال الأيام القليلة الماضية، وحذرت من التعامل الدولي مع جرائم الإعدامات الميدانية كأرقام في الإحصائيات أو أحداث عابرة، تخفي حجم المعاناة الكبيرة والألم الذي تتكبده أسر الشهداء، الذين هم «ضحايا عقلية الاحتلال» الاستعمارية. وطالبت المحكمة الجنائية الدولية، بسرعة اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الرادعة لدولة الاحتلال لإجبارها على وقف جرائمها فوراً، وفي مقدمة ذلك سرعة البدء بتحقيقاتها في انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وقضى كيال أثناء حملة اعتقالات طالت أمس 27 فلسطينياً بينهم قياديون في حماس ونساء، كما طالت المسؤول البارز في حماس في الضفة، حسن يوسف، وأسرى محررين من مختلف الفصائل.
وأدانت حماس في تصريح للناطق باسمها عبد اللطيف القانوع، الاعتقال الذي طال الشيخ حسن يوسف، عقب اقتحام منزله في بلدة بيتونيا غرب رام الله، محذراً «قادة الاحتلال من مواصلة سياسة الاعتقالات ضد الشعب الفلسطيني»، ومحملاً إياهم المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.