مناورة أميركية ـ إسرائيلية مشتركة للدفاع السيبراني

واشنطن ترفض تسريع تسليم طائرتين للتزود بالوقود في الجو

جانب من لقاء غانتس وبلينكن في واشنطن الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من لقاء غانتس وبلينكن في واشنطن الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

مناورة أميركية ـ إسرائيلية مشتركة للدفاع السيبراني

جانب من لقاء غانتس وبلينكن في واشنطن الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من لقاء غانتس وبلينكن في واشنطن الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، أن من بين الاتفاقيات التي توصل إليها وزير الدفاع، بيني غانتس، في واشنطن، كان إجراء مناورة دفاع سيبراني ستجريها إسرائيل والولايات المتحدة خلال أيام في العاصمة الأميركية.
وقالت هذه المصادر، وفقاً لصحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، أمس (الاثنين)، إن مسؤولين من لواء الدفاع السيبراني في شعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجيش الإسرائيلي، وصلت إلى الولايات المتحدة وباشرت الإعداد لهذه المناورات مع قيادة السايبر الأميركية. وأكدت أن التدريبات ستتم على وسائل دفاعية بالأساس.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لم يرغب في الكشف عن مزيد من المعلومات حول المناورة، ولكن يمكن الافتراض أن قرار القيام بالتدريب المشترك، قد تم اتخاذه في ضوء التهديدات السيبرانية المتزايدة على دول الغرب عموماً وعلى الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل خاص.
وكشفت المصادر أن واشنطن وتل أبيب توصلتا إلى القرار بضرورة توحيد الجهود لمواجهة الحروب الإلكترونية، في أعقاب الهجمات التي شنت عليهما في الأشهر الأخيرة، من عناصر إيرانية وصينية. وقالت إن الهجمات ومحاولات الاختراقات الإلكترونية باتت مقلقة للطرفين، خصوصاً بعد نجاح الهاكرز في اختراق حواسيب حساسة تتعلق بشؤون حيوية، بينها مُستشفى «هيليل يافي» في الخضيرة وشركة التأمين شيربيت، وحتى على البنية التحتية للمياه في المدن الكبرى في إسرائيل، وكذلك على أهداف في الولايات المتحدة.
لكن مصادر أخرى في تل أبيب، أعربت عن خيبة أملها من قرار البنتاغون رفض طلب عسكري آخر قدمه غانتس ويعد حيوياً في المعركة ضد إيران. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس (الاثنين)، أن الولايات المتحدة الأميركية رفضت طلب غانتس بتقديم موعد تسليمها اثنتين من الطائرات الحديثة للتزود بالوقود.
وقالت إن الإدارة الأميركية كانت قد وافقت على بيع إسرائيل 4 طائرات بوينغ «KC – 46» للتزود بالوقود، التي تعد آخر صرعة في هذا المضمار، فهي طائرة تستطيع المكوث في الجو 11 – 12 ساعة وتزويد نحو 100 طائرة بالوقود في اليوم الواحد. وحسب الاتفاق، سيتم تسليم هذه الطائرات بعد أربع سنوات. وقد طلب غانتس أن يتم تقديم موعد تسليم اثنتين من هذه الطائرات، سنتين، مؤكداً أن جيشه بحاجة إليها في إطار استعداداته لطرح الخيار العسكري ضد المشروع النووي الإيراني. لكن الأميركيين اعتذروا، وأكدوا أنه سيكون من الصعب عليهم تغيير الجدول الزمني لتسليم الطائرات.
وحرصت أوساط عسكرية على تسريب النبأ إلى الإعلام، في سبيل ممارسة الضغوط على واشنطن لتغيير رأيها، لكن أوساطاً عسكرية طلبت الإشارة إلى أن زيارة غانتس أسفرت عن «تعميق التعاون والشراكة على مواجهة النووي الإيراني، بمختلف القرارات التي يمكن الإفصاح عنها أو تلك التي لا يمكن الإفصاح عنها».


مقالات ذات صلة

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

تحليل إخباري الرئيس الفرنسي ونظيره النيجيري في باريس قبل أيام (رويترز)

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

طُرد الجنود الفرنسيون في السنوات الأخيرة من مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر، وأخيراً من تشاد.

الشيخ محمد (نواكشوط )
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات 1.9 % من إيراداتها في المتوسط (رويترز)

الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات البريطانية 55 مليار دولار في 5 سنوات

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين، إن الهجمات الإلكترونية كلفت الشركات البريطانية نحو 44 مليار إسترليني (55.08 مليار دولار) في السنوات الخمس الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.