الإصلاحات الاقتصادية السعودية تبرز ملامح الاستدامة المالية في موازنة 2022

وزراء يكشفون نتائج الجهات الحكومية وآثار التحول وآفاق مستقبل القطاعات بملتقى الميزانية

جانب من ملتقى الميزانية الذي حضره الوزراء السعوديون في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من ملتقى الميزانية الذي حضره الوزراء السعوديون في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

الإصلاحات الاقتصادية السعودية تبرز ملامح الاستدامة المالية في موازنة 2022

جانب من ملتقى الميزانية الذي حضره الوزراء السعوديون في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من ملتقى الميزانية الذي حضره الوزراء السعوديون في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

كشف الفائض المالي المقدر الذي أعلنت عنه الحكومة السعودية، أول من أمس، أن الإصلاحات الاقتصادية المعمول بها أظهرت ملامح الاستدامة المالية على ميزانية 2022، التي تستهدفها المملكة، ولا سيما أن تقديرات الموازنة العام سبقت توقيت التوازن المالي المخطط له.
وفي وقت أعلنت المملكة، أول من أمس، عن فائض مالي قوامه 90 مليار ريال (24 مليار دولار) بتقدير إيرادات قوامها 1045 مليون ريال (278.6 مليار دولار)، ومصروفات بقيمة 955 مليار ريال (254.6 مليار دولار) لموازنة 2022، تمكنت الحكومة السعودية من وضع تخطيط مالي متوسط المدى، ساهم في تأسيس أدوات قادرة على التأثير والتفاعل مع المتغيرات المالية والاقتصادية، وتعزيز الضبط المالي، بالإضافة إلى إنجازات تطوير الأنظمة الوطنية الخاصة بالقطاع والمساعدة في السيطرة على نسب العجز من الناتج المحلي الإجمالي. وبحسب ما أفصح عنه وزير المالية السعودي محمد الجدعان، فإنه منذ تبني الآلية الجديدة لوحظ بشكل كبير تقلص التذبذبات في النفقات، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه تمكين القطاع الخاص من التخطيط طويل المدى وتعزيز الثقة في الاقتصاد الكلي، وبالتالي خلق وظائف مستدامة.
وكشف وزراء ومسؤولون في الأجهزة العامة السعودية، أمس، خلال ملتقى ميزانية 2022 عن آخر تطورات القطاعات الاقتصادية وأبرز نتائج الاستدامة المالية والتحول والتطوير في الخدمات، وكذلك ممكنات نمو القطاع الخاص وآفاق المستقبل.

الإنفاق الحكومي
وأوضح وزير المالية أن عملية الإنفاق الحكومي على مدى الـ25 عاماً الماضية شهدت تذبذباً كبيراً، كون الإنفاق يساير أسعار النفط، وهو ما يجلب تحديات كبيرة في مسألة التخطيط للمشروعات وقدرة القطاع الخاص على التنبؤ بالتوجه الاقتصادي بشكل عام، وكذلك تعثر المشروعات نتيجة تقلبات الإنفاق عليها، واضطرار الحكومة أحياناً لاتخاذ بعض القرارات نتيجة الانخفاضات في الإيرادات، واستخدام فوائض الميزانية لتحقيق مكتسبات قصيرة المدى، لها فائدة على المدى القصير، لكنها ليست مفيدة على المتوسط والطويل.
وأضاف أنه في بدايات رؤية 2030 كان عجز الميزانية نحو 12.9 في المائة؛ حيث استطاعت الحكومة من خلال برنامج التوازن المالي وضبط الميزانية العامة السيطرة على الإنفاق ورفع الكفاءة وخفض العجز إلى 2.7 في المائة خلال العام الحالي.

الاستدامة المالية
وأشار الجدعان إلى أنه رغم تحقيق الفوائض التزمت الحكومة بمستويات الإنفاق المعلن سابقاً، وفصلت بين مستويات الإيرادات السنوية وبين خططها على المدى المتوسط فيما يتعلق بالإنفاق، وبالتالي استقرار المالية العامة واستدامتها وخلق مستوى جيد من النضج في المالية العامة والتخطيط.
وأفاد أن برنامج الاستدامة المالية يقوم على مجموعة من القواعد المالية التي تعتمد على تغيير منهجية تحديد أسقف الإنفاق، بحيث يعتمد على إيرادات هيكلية لها نظرة تاريخية طويلة على الإيرادات النفطية.
وواصل: «تستخدم الفوائض في الميزانية العامة لتعزيز الاحتياطات إلى أن تصل لسقوفها مع إقرار آلية لتوزيعها، إضافة إلى تعزيز الاحتياطيات ودعم صندوق التنمية الوطني الذي يُمكن ويمول القطاع الخاص في مشروعاته ودعم الاستثمارات من خلال الصندوق السيادي السعودي... بحسب أوضاع السوق جزء منها يذهب إلى سداد الدين إذا كانت هناك حاجة، علاوة على التمكن من تمويل احتياجات مبادرات ومشروعات (رؤية المملكة 2030) على المدى الطويل».

تحول الاقتصاد
من جانبه، قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان إن المملكة استطاعت رغم التحديات الاقتصادية العالمية أن تستمر في تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030 ودفع عجلة التنمية الوطنية والإسهام في تحقيق التوازن المالي، مبيناً أن الصندوق له دور بارز في دعم مسيرة تحول الاقتصاد الوطني وتنويعه، مفيداً أن الصندوق بوصفه الذراع الاستثمارية للمملكة يعد أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وأسرعها نمواً وتطوراً؛ حيث يشكل ركيزة أساسية في تحقيق الرؤية.
وأفاد الرميان أن الصندوق رغم التحديات الناتجة من تداعيات جائحة كورونا، حافظ على أدائه واقتنص كثيراً من الفرص الاستثمارية، ويستثمر في تحقيق مستهدفاته على الصعيدين المحلي والدولي تماشياً مع استراتيجيته.
وكشف عن ارتفاع أصول الصندوق التي تجاوزت مستهدفاتها بنهاية الربع الثالث من العام الحالي لتصل إلى 1.8 تريليون ريال (480 مليار دولار)، مبيناً أن الصندوق أسس 47 شركة منذ 2016 في عدد من القطاعات الاستراتيجية، مثل التطوير العقاري والبنية التحتية وإعادة التدوير والطاقة النظيفة وغيرها. كما استحدث منذ 2017 أكثر من 400 ألف فرصة عمل مباشرة وغير المباشرة حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي.

عقود تطويرية
وأبان أن مجموعة من الشركات التابعة للصندوق وقّعت عقوداً تطويرية بما يزيد عن 13 مليار ريال (3.4 مليار دولار) تمثل أكثر من 70 في المائة من قيمة عقود شركة البحر الأحمر للتطوير، كما وقّعت شركة روشن شراكات استراتيجية مع مجموعة من الشركات السعودية لتطوير المرحلة الأولى في موقع حيّها الأول في مدينة الرياض، بالإضافة إلى مركز الملك عبد الله المالي الذي أبرم عقوداً بقيمة 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) لاستكمال الأعمال، فيما قامت شركة القدية بتوقيع عقود تطويرية، بما يزيد عن 5.5 مليار ريال (1.4 مليار دولار) تشمل الأعمال الأولية للبنية التحتية وتطوير أولى الواجهات الترفيهية، وأسس الصندوق إدارة متخصصة لدعم التنمية الوطنية وتعزيز أثر استثماراته على الاقتصاد المحلي.
وزاد الرميان أن برنامج تنمية المحتوى المحلي يهدف إلى زيادة مساهمة الصندوق والشركات التابعة له في المحتوى المحلي، لتصل إلى 60 في المائة خلال عام 2025، وذلك عبر توسيع الفرص أمام الشركات المحلية وتحفيز الموردين المحليين وزيادة توطين السلع والخدمات المستوردة، وفتح آفاق فرص الاستثمار لتحسين سلاسل الإمداد المحلية، متناولاً إطلاق «برنامج شريك» برئاسة ولي العهد بهدف دعم وتحفيز الشراكات الكبرى في القطاع الخاص وتعزيز قدراتها الاستثمارية وتسريع تنفيذ مشروعاتها، ما سينعكس على النمو الاقتصادي وتعزيز المحتوى المحلي وتوفير وظائف بالمملكة.

تحفيز القطاع الخاص
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني محمد التويجري أن الصندوق يحفز القطاع الخاص، ويعمل على تطويره، مع التعامل مع البنوك التجارية ومؤسسات التمويل للتأكد من فاعليته، بما يخدم التنمية الاقتصادية، متناولاً إنشاء صندوق البنية التحتية الذي يخدم القطاع الخاص المحلي والدولي. وأكد التويجري أن صندوق البنية التحتية يتعامل مع أفضل الشركاء العالميين، ما يعطي شفافية عالية في المشروعات التي ستقوم بها الدولة في المستقبل في هذا القطاع، مستطرداً: «صرف الصندوق ما يقارب من 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار) لدعم القطاعات الأكثر تضرراً من جائحة فيروس (كوفيد19)، مثل قطاع النقل والطيران».

البنية التحتية

من جانب آخر، أكد وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل أن أهداف «رؤية الملكة 2030» ترتبط مع أكثر من 30 في المائة من أعمال الوزارة، موضحاً أن الخطط قائمة على تعزيز البنية التحتية وتطوير كثير من الخدمات البلدية.
من ناحيته، أفصح وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح عن إطلاق نسخة مطورة «استثمر في السعودية» تهدف إلى أن تكون منصة شاملة لجميع الفرص المتاحة في المملكة، مبيناً أن وزارته أصدرت رخصاً لأكثر من 44 شركة عالمية لنقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض في العام الحالي.

ازدهار السياحة
إلى ذلك، أفصح وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن المملكة حققت 54 مليون زيارة سياحية داخلية خلال 2021. لافتاً إلى تخطي كثير من تحديات الجائحة، بوصفها بين أعلى دول العالم في معدل توزيع اللقاحات. وأفاد الخطيب أن القطاع السياحي في المملكة نجح في تدريب آلاف المواطنين من الجنسين بجانب نمو عدد الوظائف من 680 ألفاً إلى 700 ألف في العام 2021. مشيراً إلى تخصيص نصف مليار ريال لتدريب المواطنين والمواطنات، وبالتالي جرى تدريب 41 ألف مواطن ومواطنة في قطاع السياحة في 2021.
وزاد الخطيب أن هناك تطوراً ملموساً في الإجراءات والتنظيمات لتنمية القطاع، لافتاً إلى أن الترخيص للفنادق الجديدة يحتاج 10 أيام حالياً فقط في الوقت الراهن مقابل 4 أشهر في السابق، ما يعزز الدفع بتشجيع القطاع الخاص للدخول في الاستثمارات.

الخدمات اللوجستية
من جانبه، أوضح وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر أن المملكة تحصد ثمار الإصلاحات الجارية في منظومة النقل والخدمات اللوجستية حيث قامت بهيكلة وحوكمة شاملة لضمان تحقيق مستهدفات استراتيجيتنا الوطنية، وذلك من خلال فصل الجانب التشغيلي عن التشريعي.
واستعرض الجاسر أبرز إنجازات العام الحالي التي تتركز في حصول المملكة على المرتبة الخامسة عالمياً في سرعة مناولة الحاويات، وإطلاق 16 مركزاً لخدمة الأعمال التابعة للهيئة العامة للنقل، بالإضافة إلى إنجاز ما يزيد عن 1374 كيلومتراً من الطرق المعبدة وفتح طرق جديدة من خلال 47 مشروعاً، كاشفاً عن تسليم 34 شركة محلية وعالمية رخص مزاولة النشاط اللوجستي.

الصناعة والتعدين
من جهة أخرى، لفت وزير الصناعة والثروة العدنية بندر الخريف إلى أن بنك التصدير والاستيراد السعودي اعتمد تسهيلات ائتمانية تقدر بـ1.2 مليار ريال (320 مليون دولار)، مبيناً أن 51 في المائة منها استهدفت المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مفصحاً عن إصدار 502 رخصة جديدة لقطاع التعدين تزامناً مع دخول نظام الاستثمار التعديني الجديد حيز التنفيذ.

عائدات الرياضة
من ناحية أخرى، أوضح وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أن القطاع الرياضي ساهم في نمو الناتج المحلي ليصل إلى 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار) خلال العامين الماضيين بزيادة تصل إلى 170 في المائة، مبيناً أن إجمالي الإيرادات تخطى 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار) خلال العام الحالي.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.