«الدستوري الحر» يقرر الاعتصام أمام مقر «العلماء المسلمين» في تونس

طالب بغلقه وحظر أنشطته وتصنيفه تنظيماً إرهابياً

مظاهرة نسائية في تونس أمس (رويترز)
مظاهرة نسائية في تونس أمس (رويترز)
TT

«الدستوري الحر» يقرر الاعتصام أمام مقر «العلماء المسلمين» في تونس

مظاهرة نسائية في تونس أمس (رويترز)
مظاهرة نسائية في تونس أمس (رويترز)

دعت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، إلى اعتصام ينطلق في تنفيذه أنصار الحزب، ابتداء من اليوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أمام مقر اتحاد العلماء المسلمين فرع تونس بالعاصمة التونسية. وقالت خلال مؤتمر عقده الحزب يوم أمس، تحت عنوان «العنف السياسي ضد الدستوريين خلال العشرية السوداء... إلى أين؟»، إنها تحذر السلطة القائمة من التعرض لأنصار الحزب وغلق المنافذ أمامهم أو الاعتداء عليهم، على حد تعبيرها.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام قليلة من احتفال التونسيين بموعد جديد لعيد الثورة، بعد أن قرر الرئيس التونسي حذف يوم 14 يناير (كانون الثاني) من رزنامة العطل الرسمية وتعويضه بيوم 17 ديسمبر (كانون الأول) تاريخ حرق محمد البوعزيزي لنفسه احتجاجاً على ظروفه الاجتماعية القاسية.
وأشارت موسي أمام مؤيديها إلى أن الاعتصام سيكون مفتوحاً إلى حين استجابة السلطة القائمة لمطالبهم المطروحة، وهي أساساً غلق المقر وحظر أنشطته وتصنيفه تنظيماً إرهابياً بما ينعكس بصفة آلية على تصنيف حركة النهضة تنظيماً إرهابياً بدورها، باعتبارها من مؤسسي هذا التنظيم، على حد قولها. واتهمت موسي الدولة التونسية برعاية الإرهاب والعنف والتنظيمات الأجنبية المشبوهة، على حد تعبيرها.
على صعيد متصل، قرر الحزب الدستوري الحر التقدم بشكوى قضائية ضد سيف الدين مخلوف رئيس كتلة «ائتلاف الكرامة» على خلفية حادثة الاعتداء بالعنف التي استهدفتها ونواب كتلتها بالبرلمان خلال الصائفة الماضية. كما أعلنت عن تقديم شكوى قضائية ضد الدولة التونسية ومن سيكشف عنه البحث لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتشمل هذه الشكوى كلاً من رئيس الدولة قيس سعيد ورئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي.
على صعيد آخر، دعا حراك «مواطنون ضد الانقلاب» إلى وقفة احتجاجية يوم 17 ديسمبر الحالي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية في ذكرى اندلاع الثورة التونسية. وأكدوا أن هذه الوقفة تنظّم من أجل المطالبة بعودة البرلمان المنتخب لاستكمال بناء المؤسسات، وللدفاع عن «دستور الثورة» ومواجهة كل «أشكال التآمر عليه»، وأيضاً لمواجهة «كل أشكال استهداف القضاء والتعدي على الحقوق والحريات وترسيخ الحكم الفردي»، على حد تعبيرهم.
من ناحية أخرى، كشف سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) عن فحوى الاجتماع الذي جمع السبت، كلاً من الطرف الحكومي والاتحاد، وحضره عدد من الخبراء من الجانبين، مؤكداً أنه تمحور حول حجم كتلة الأجور في تونس ومنظومة الدعم المخصص للمواد الأساسية، كما تطرق إلى برنامج إصلاح المؤسسات العمومية والطاقة والاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة. وأشار إلى تقدم الطرف الحكومي بمقترحات سيتولى الاتحاد دراستها في إطار هيئاته وهياكله النقابية. وأكد الطاهري أن الاجتماع لم يتطرق مطلقاً إلى المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة في أجور القطاع العام.
ويتمسك الاتحاد بفتح جولة جديدة من مفاوضات الزيادة في الأجور تطبيقاً للاتفاقيات الموقعة سابقاً، ويرى أن تدهور المقدرة الشرائية للأجراء بالقطاعين العام والخاص، وكذلك باعتبار أن الاستهلاك أضحى يمثل عامل النمو الوحيد الداعم للاقتصاد في ظل تعطل الاستثمار العمومي والأجنبي الخاص، معتبراً أنها عوامل تفرض تحسين مستوى التأجير.
في غضون ذلك، قرر أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل بمدينة سوسة (وسط شرقي تونس) تنفيذ إضراب عام جهوي بولاية (محافظة) سوسة يوم 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد تأجيله في مناسبتين. وقال قاسم الزمني رئيس الاتحاد الجهوي، إن الإضراب يأتي على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالجهة بعد تواصل سياسات التهميش والإقصاء والتمييز السلبي، التي أصبحت تعاني منها ولاية سوسة والتي انعكست على مختلف القطاعات والمتمثلة بالخصوص في غلق المؤسسات الاقتصادية المنتجة وطرد العمال بتعلات واهية، مثلما الشأن بالنسبة لعمال السياحة وعمال شركة المعامل الآلية بالساحل وعمال شركة حليب تونس.
يذكر أن أشغال الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة قد خصصت كذلك لدراسة مشاريع لوائح مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل المقرر يومي 16 و17 فبراير (شباط) بمدينة صفاقس.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.