بغداد وأربيل تبحثان سبل مواجهة «داعش»

مع قرب سحب القوات القتالية الأميركية نهاية الشهر

TT

بغداد وأربيل تبحثان سبل مواجهة «داعش»

واصلت أربيل وبغداد على مدى الأيام الماضية عمليات التنسيق بين القوات الأمنية العراقية والبيشمركة الكردية، لا سيما في مناطق التماس في سبيل مواجهة خطر «داعش» بعد الانسحاب الأميركي المقرر نهاية الشهر الحالي. ورغم أن تصريحات الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، بشأن بقاء 2500 جندي أميركي في العراق بعد الانسحاب لا تزال تلقي بظلالها على الجو السياسي في العراق. فإن الانتظار لا يزال سيد الموقف، لا سيما مع صمت الفصائل المسلحة الموالية لإيران، ما عدا حركة النجباء، من مسألة انسحاب القوات القتالية مع بقاء المستشارين وما إذا كان الجنود الذين أشار إلى بقائهم ماكنزي هم المستشارون أنفسهم أم قوات قتالية بهدف حمايتهم.
ومع استمرار الصمت بانتظار نهاية المهلة في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي، تم أمس الأحد استهداف أحد أرتال الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولي بعبوة ناسفة، على الطريق الدولي السريع في الديوانية، جنوبي البلاد، دون وقوع إصابات بشرية وذلك طبقاً لمصدر أمني عراقي. وغالباً ما تستخدم الفصائل المسلحة العبوات الناسفة لاستهداف أرتال الدعم اللوجيستي للتحالف الدولي فيما تستمر الهدنة على صعيد إطلاق الصواريخ أو الطائرات المسيرّة على المواقع والأماكن التي يوجد فيها الأميركيون بدءاً من السفارة في المنطقة الخضراء إلى مواقع قرب مطار بغداد أو قاعدتي عين الأسد بالأنبار أو بلد شمال غربي بغداد أو حرير بالقرب من مطار أربيل في إقليم كردستان.
إلى ذلك، وفي إطار استمرار التنسيق بين القوات العراقية المشتركة وقوات البيشمركة الكردية، فإنه وطبقاً لما أعلنته وزارة البيشمركة في إقليم كردستان فإن اجتماعاً رفيع المستوى عقد أمس في قضاء مخمور مع قيادة العمليات المشتركة بهدف القضاء على تنظيم «داعش». وقال البيان إن «الاجتماع عُقد لمناقشة التنسيق الأمني في المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك، كما تمت مناقشة التعاون والتنسيق في العمليات المشتركة بين البيشمركة والجيش العراقي». من جهته، فقد بحث وزير الدفاع جمعة عناد مع وفد من البيشمركة الكردية منطقة الفراغ الأمني بين الطرفين والتي كثيرا ما يستغلها التنظيم الإرهابي للقيام بعملياته.
ويأتي هذا التنسيق على إثر الاتفاق بين الجانبين العراقي والأميركي على انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق في وقت نشط فيه تنظيم «داعش» خلال الفترة الأخيرة، لا سيما في المناطق الرخوة بين بغداد وأربيل وبخاصة المناطق المتنازع عليها والتي تقع ضمن المادة 140 من الدستور.
وعلى صعيد المواقف من الوجود الأميركي في العراق بعد انسحاب القوات القتالية فإنه في الوقت الذي ينتظر الجميع نهاية المهلة وما إذا كانت تستأنف الفصائل المسلحة عملياتها مع مطلع العام المقبل، تنتظر القوى السياسية العراقية، هي الأخرى، توضح طبيعة هذا الانسحاب والآلية التي سيتم التعامل بها مع من يبقى من الأميركيين بصفة مستشارين ومدربين طبقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعت عام 2008 على عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
وفي هذا السياق، أكد قيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي عن دعمه لوجود مستشارين أجانب في العراق بعد انسحاب القوات القتالية. وقال كاطع الركابي في تصريح له أمس إنه «لا توجد نية لدى القوات الأميركية للانسحاب من العراق بدليل تصريحات المسؤولين فيما يخص سحب القوات». وأضاف أن «هناك ضبابية في ملف وجود القوات الأجنبية في البلاد، حيث أننا لم نعرف لغاية الآن العدد الحقيقي لتلك القوات». وأشار الركابي إلى أن «ائتلافه لا يمانع بقاء القوات الاستشارية بطلب من الحكومة ولكن بشرط ألا يكون في ظلالها قوات أخرى عسكرية»، لافتاً إلى أنه «يتوجب على البرلمان القادم وتحديداً لجنة الأمن والدفاع متابعة سير انسحاب تلك القوات بشكل كامل ودقيق لأننا تعودنا على عدم مصداقية الأميركيين في الوعود».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.