400 ألف يمني استفادوا من برنامج «المال مقابل العمل»

TT

400 ألف يمني استفادوا من برنامج «المال مقابل العمل»

أفاد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بأن أكثر من 400 ألف يمني ويمنية استفادوا من برنامج «المال مقابل العمل» الذي ينفذه البرنامج بتمويل من المؤسسة الدولية للتنمية، مشيراً إلى أن ربع هذا العدد من النساء حيث عمل البرنامج على بناء مهارات الناس وتوفير الدخل للأشخاص الذين يبحثون عن فرص عمل، بناءً على دراسة احتياجات المجتمع المحلي وجعل الفرد والمجتمع قادرين على المساهمة في تحقيق التنمية والقدرة على الصمود مع انهيار نظام الرعاية الاجتماعية عقب انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية.
ويقول أوكي لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن: «يتمثل هدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بناء مهارات الناس وتوفير الدخل للأشخاص الذين يبحثون عن فرص عمل، كما أننا ندرس احتياجات المجتمع المحلي الذي يعيش فيه الشخص المعني وكيف يمكن أن يكون هذا الشخص وذاك المجتمع قادرين على المساهمة في تحقيق التنمية والقدرة على الصمود».
ووفق بيانات البنك الدولي فإن البرنامج يهدف إلى توفير الفرص الاقتصادية للناس والمجتمعات المحلية من خلال الفرص الاقتصادية التي تمس حاجة الناس لها، حيث يتم من خلاله إكساب المستفيدين مهارات الصناعات الحرفية ومهارات البناء أو طلاء جدران المباني وغيرها من المهام التي تخدم المجتمع وبما يؤدي إلى توفير مصادر للدخل تغطي احتياجاتهم حيث شارك في البرنامج حتى الآن ما يقرب من 423 ألف شخص، 25 في المائة منهم تقريباً من النساء.
وحسب تلك البيانات فإن اليمن يعد من أكثر بلدان العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يعاني ثلثا اليمنيين (أكثر من 24 مليون شخص) من انعدام الأمن الغذائي، و10 ملايين مُعرَضون لخطر المجاعة، ويحتاج مليونا طفل إلى العلاج من حالات سوء التغذية الحاد.
ومن شأن مشروع الاستجابة في مجال الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في اليمن الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً، أن يقدم دعماً فورياً للأسر في الجانب المعيشي، من خلال برامج المال مقابل العمل. ويهدف هذا المشروع إلى بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل من خلال مساندة الإنتاج الزراعي وتوفير الأغذية للأسر الأكثر حرماناً والأولى بالرعاية.
ويقول سعيد عبده أحمد، مدير مشروع الأشغال العامة في اليمن إن المساندة المقدمة من المؤسسة الدولية للتنمية لمشروع الأشغال العامة بالغة الأهمية لأنها تمكن البرنامج من تلبية الاحتياجات الملحة وتمكين المجتمعات المحلية في اليمن من أسباب القوة، وعمل هذا المشروع على زيادة إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية وتمكين المجتمعات المحلية من تحديد احتياجاتها من مشروعات البنية التحتية الضرورية.
ويقول البنك الدولي إنه يتجه لزيادة مساندته حتى يتحقق التعافي الأخضر والشامل للجميع والقادر على الصمود في مواجهة الصدمات في اليمن، بناءً على الأساس القوي للمشاريع التي تساندها المؤسسة الدولية للتنمية الجارية حالياً. وأنه ومن خلال ملء الفراغ الذي خلفه نظام الرعاية الاجتماعية في اليمن، الذي أوقف عملياته في عام 2015، يمنح برنامج التحويلات النقدية شريان حياة لملايين المستفيدين، وفي الوقت نفسه يضع الأساس لإحياء نظام الرعاية الاجتماعية وتدعيمه وتقويته.
ويبين أن الركيزة الأساسية التي يستند إليها هذا البرنامج – الذي تموله المؤسسة الدولية للتنمية وتنفذه اليونيسف والشركاء المحليون – هو نظام معلومات إدارة متطور للغاية. ويعمل هذا النظام على تأمين بيانات جميع الأسر المستفيدة في جميع أنحاء المناطق اليمنية البالغ عددها 333 منطقة، ما يساعد في إجراء المتابعة والرصد أولاً بأول، وإدارة البيانات، وإعداد التقارير والإبلاغ.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.