83 قتيلاً على الأقل جراء أعاصير «تاريخية» في أميركا

منزل محطَّم جراء الأعاصير في مايفيلد بولاية كنتاكي (رويترز)
منزل محطَّم جراء الأعاصير في مايفيلد بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

83 قتيلاً على الأقل جراء أعاصير «تاريخية» في أميركا

منزل محطَّم جراء الأعاصير في مايفيلد بولاية كنتاكي (رويترز)
منزل محطَّم جراء الأعاصير في مايفيلد بولاية كنتاكي (رويترز)

قضى 83 شخصاً على الأقل في خمس ولايات في وسط الولايات المتحدة وجنوبها، أمس (السبت)، بسبب أعاصير وعواصف رأى الرئيس جو بايدن أنها «مأساة تفوق التصور».
وأُحصي سبعون قتيلاً في ولاية كنتاكي وحدها. وقال حاكم كنتاكي إندي بيشير: «كنا شبه متأكدين من أننا سنخسر أكثر من خمسين (من سكان الولاية). وأنا متأكد راهناً أن هذا العدد يتجاوز سبعين، وقد يتجاوز مائة بحلول نهاية اليوم».
وأظهرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مباني دمّرتها العاصفة فيما تناثرت قضبان حديد ملتوية وأشجار مقتلَعة وحجارة في الشوارع تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة.
 https://www.youtube.com/watch?v=a3gHlhruZZU 
ولحقت أضرار بالكثير من مقاطعات كنتاكي جراء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة التي تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر.
وكانت مدينة مايفيلد التي تضم عشرة آلاف نسمة الأكثر تضرراً في الولاية.

وقضى أربعة أشخاص في ولاية تينيسي، وشخصان في أركسناو، وشخص واحد على الأقل في ميزوري، حسب مسؤولين ووسائل إعلام محلية.
وقضى ستة أشخاص على الأقل في إيلينوي جراء انهيار مستودع لشركة «أمازون» كان داخله قرابة مائة موظف.
 https://twitter.com/TomSportsWUSA9/status/1469714811642691595
ورأى بايدن أمس، أن الأعاصير التي خلّفت عشرات القتلى في الولايات المتحدة تشكّل «مأساة تفوق التصور».
وأوضح عبر «تويتر» أنه اطّلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفاً: «نعمل مع حكام (الولايات) لضمان توافر ما هو ضروري لنا للبحث عن ناجين».
https://twitter.com/POTUS/status/1469683523447664642
وقال بايدن لاحقاً في تعليقات تلفزيونيّة: «إنّها مأساة. وما زلنا حتّى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار»، متعهداً بإرسال مساعدات فيدراليّة إلى الولايات حيث تسببت العواصف فيها بأضرار.
وأشار بايدن إلى أنّ الوكالات الفيدراليّة للاستجابة للكوارث بدأت بالفعل الانتشار في الميدان.
ولفت إلى أنّ حالة الطوارئ أُعلِنت في كنتاكي، ويمكن أن تتبعها مناطق أخرى إذا طلب حكّام الولايات المتضرّرة ذلك.
وأكّد بايدن عزمه على التوجّه إلى كنتاكي، لكنّه شدّد على أنّه لا يريد «عرقلة» عمليّات الإغاثة.

وأكد الرئيس الأميركي أنّ التغيّر المناخي يجعل الطقس «أكثر حدّة»، من دون أن يُحدّد الصلة المباشرة بين تغيّر المناخ والكارثة التي حلّت بالبلاد مساء الجمعة.
وقال: «الحقيقة هي أنّنا جميعاً نعلم بأنّ كلّ شيء يكون أكثر حدّة عندما يكون المناخ دافئاً، كلّ شيء».
وكان أطول إعصار أميركي تم تتبعه هو عاصفة امتدت 219 ميلاً في ولاية ميسوري عام 1925 وحصد أرواح 695 شخصاً.
وبذل مئات المسؤولين جهوداً طوال الليل حتى ساعة مبكرة (السبت) لإنقاذ الموظفين في المنشأة في إيلينوي والتي سُوي ثُلثها بالأرض. وكان الموظفون في دوام ليلي لتسليم طلبيات قبل أعياد الميلاد.
وتخوفت وكالة «كولينسفيل» لإدارة حالات الطوارئ من «خسائر بشرية كبيرة» مع «الكثير من الأشخاص العالقين في مستودع أمازون».
وقالت سبرينغز لوري ووتون التي تقيم في داوسن، لشبكة «سي إن إن»: «في البداية، كنّا نسمع هطول المطر. لكن فجأة، سمعنا صوتاً قوياً جداً كأنه قطار».
وأضافت: «لم أظنّ أنه سيستمرّ وقتاً طويلاً... اختفى بعد ثلاث أو أربع ثوانٍ. لكن عندما خرجنا من المنزل، تبيّن لنا أن الأضرار تفوق التصور».
https://twitter.com/ABC/status/1469744289739677697
وتابعت: «هناك أشياء كثيرة متناثرة، ومن الصعب تحديد الأغراض وهوية صاحبها. وخطوط الكهرباء على الأرض، لذا يجب توخي الحذر الشديد».
وأشار دين باترسون، من شرطة كنتاكي، إلى أن الأضرار «لا توصف»، مضيفاً: «لم نشهد من قبل ما نشاهده الآن».
وقال حاكم إيلينوي، جي بي برايتزر: «صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذه الليلة».
وأضاف: «شرطة ولاية إيلينوي ووكالة إدارة الكوارث في إيلينوي تنسّقان عن كثب مع المسؤولين المحليين، وسأواصل مراقبة الوضع».
وفي بيان أُرسل إلى وسائل إعلام محلية قال المتحدث باسم «أمازون» ريتشارد روكا إن «سلامة ورفاهية موظفينا وشركائنا أولويتنا القصوى الآن. ندرس الوضع وسنشارك معلومات إضافية عند ورودها».
وحذر علماء من أن التغير المناخي يزيد شدة العواصف ووتيرتها، ما يمثل تهديداً متزايداً لمناطق تشهد أصلاً ظروفاً مناخية قاسية.


مقالات ذات صلة

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

آسيا سيدة تعبر ركاماً تسبب به الإعصار «غايمي» في قرية بالفلبين (أ.ف.ب)

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

أدّى الإعصار غايمي إلى إجلاء نحو 300 ألف شخص، وتعليق حركة وسائل النقل في شرق وجنوب الصين حيث تسبب في اضطرابات كبيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تعد مقاطعة غوانغدونغ الصينية موقعاً شهيراً لمزارع التماسيح (رويترز)

زحف التماسيح إلى المدن في شمال المكسيك بسبب الأمطار الغزيرة

زحف ما لا يقل عن 200 تمساح في شمال المكسيك إلى المناطق الحضرية، بعد الأمطار الغزيرة المرتبطة بإعصار «بريل» والعاصفة المدارية السابقة «ألبرتو».

«الشرق الأوسط» (مدينة مكسيكو)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

انخفاض أسعار النفط مع تراجع المخاوف من «بيريل»

تراجعت أسعار النفط في النصف الثاني من جلسة الثلاثاء بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في تكساس الأميركية عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

النفط يرتفع بعد تحول الإعصار «بيريل» إلى عاصفة مدارية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في ولاية تكساس عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ خطوط الكهرباء التي سقطت بسبب الإعصار «بيريل» تغلق طريقاً سريعة بالقرب من بالاسيوس بتكساس الاثنين 8 يوليو 2024 (أ.ب)

الإعصار «بيريل» يقطع التيار الكهربائي في ولاية تكساس الأميركية

اجتاح الإعصار «بيريل» مصحوبا برياح قوية وأمطار غزيرة ولاية تكساس مع توغله داخل اليابسة ما أدى إلى إغلاق موانئ نفطية وإلغاء مئات الرحلات الجوية وانقطاع الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.