«ليالي العراق» ينقل أجواء بغداد إلى العاصمة السعودية

على وقع الموسيقى وفي أجواء «موسم الرياض»

أجواء عراقية وسط الموسم الترفيهي (تصوير: بشير صالح)
أجواء عراقية وسط الموسم الترفيهي (تصوير: بشير صالح)
TT

«ليالي العراق» ينقل أجواء بغداد إلى العاصمة السعودية

أجواء عراقية وسط الموسم الترفيهي (تصوير: بشير صالح)
أجواء عراقية وسط الموسم الترفيهي (تصوير: بشير صالح)

على وقع المواويل والأغاني العراقية وأشهر أكلات بلاد الرافدين يفتح مطعم «ليالي العراق» بوابته التي يوجد على جانبيها منحوتتان لأسد بابل، لاستقبال مئات الزوار لمنطقة البوليفارد وسط العاصمة السعودية الرياض.
وينقل المطعم رواده إلى أجواء بغداد القديمة، مقدّماً بعض اللمحات عن تاريخ وثقافة العراق قديماً وحديثاً مثل مسلة حمورابي، أول قانون وُضع للبشرية، ومنارة الملوية وغيرها.
مطعم «ليالي العراق» الذي يملك فروعاً في كلٍّ من دبي وماليزيا وعمّان ولندن وكندا، يستقبل زائريه يومياً في موسم الرياض عبر بوابته الشهيرة التي يوجد على جانبيها منحوتتان لأسد بابل بابل (الثور المجنح) الذي يعد رمزاً للحماية في الإمبراطورية البابلية القديمة.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط» يشرح إسماعيل الدليمي، مدير المطعم، طبيعة مشاركتهم في موسم الرياض، وقال: «الجميع هنا يريد التعرف على الأكل العراقي مثل المسقوف (وهو سمك نهري له طريقة خاصة بالشواء)، والدولمة، والقوزي، والقلة، وغيرها، لأن ثقافة الأكل العراقي تختلف عن باقي الأكلات الخليجية».
ولفت الدليمي إلى أن مشاركتهم في موسم الرياض التي تستمر لخمس سنوات لن تقتصر على تقديم الأكلات العراقية الشهيرة، بل هناك أمسيات فنية وغنائية للكثير من الفنانين العراقيين المعروفين.
وتابع: «الفن العراقي عشاقه كثر في الخليج منذ السبعينات، ولذلك حرصنا على إقامة أمسيات يومية وأسبوعية لفنانين من أبرزهم محمد السالم، وحسام الرسام، وأحمد المصلاوي، وقصي حاتم العراقي، ومحمد عبد الجبار، وستشارك أسماء كثيرة أخرى مستقبلاً».
وحسب إسماعيل الدليمي، فإن ذلك ما كان ليتم لولا الدعم الكبير من هيئة الترفيه السعودية للفنانين لدخول الفنانين العراقيين، ويضيف: «هناك إقبال كبير من الناس، والأكلات الأكثر طلباً هي الكباب العراقي والمسقوف والدولمة، وبرياني اللحم والدجاج».
وتابع إسماعيل بينما يحتسي عصير الرمان: «ما شجعنا على المجيء للسعودية حب الناس للأكل العراقي عندما كنا نراهم في دبي، 40% من زبائننا في الإمارات من الجنسية السعودية، والكثير منهم وجدتهم هنا في موسم الرياض».
وأوضح الدليمي أن مطعم «صمد» يستعد لفتح أبوابه في مدينة جدة نهاية الشهر الحالي، وسيكون نسخة مطابقة لكل الفروع حول العالم التي تنقل بغداد والأجواء البغدادية القديمة، وأضاف مبتسماً: «نشعر أننا أصحاب المكان وهم الضيوف، ونشعر بأننا سفارة الثقافة العراقية، ووجودنا في السعودية أعتقد سيشجع الكثير على المجيء والاستثمار في نفس المجال خلال الفترة القادمة».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».