العراق يدخل عامه الأول بعد المائة وسط أزمات

احتفال كبير بالمناسبة رعاه الكاظمي

صورة لتشكيلة أول حكومة عراقية في عهد الملك فيصل الأول عام 1921 (الشرق الأوسط)
صورة لتشكيلة أول حكومة عراقية في عهد الملك فيصل الأول عام 1921 (الشرق الأوسط)
TT

العراق يدخل عامه الأول بعد المائة وسط أزمات

صورة لتشكيلة أول حكومة عراقية في عهد الملك فيصل الأول عام 1921 (الشرق الأوسط)
صورة لتشكيلة أول حكومة عراقية في عهد الملك فيصل الأول عام 1921 (الشرق الأوسط)

يدخل العراق اليوم الأحد عامه الأول بعد المائة حيث تأسست الدولة العراقية الحديثة عام 1921، ونظمت رئاسة الوزراء العراقية احتفالاً كبيراً في مبنى القصر الحكومي الذي أسسه الملك فيصل الثاني وأكمل بناءه الرئيسان السابقان عبد الكريم قاسم وصدام حسين.
وحضر الاحتفالية التي تضمنت عدة فعاليات موسيقية وأفلاماً وثائقية وفعاليات أخرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والوزراء والسفراء العرب والأجانب بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحادات والمنظمات العراقية وعدد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية والأكاديمية والإعلامية وحضرتها «الشرق الأوسط».
وسبق الحفل الرسمي جولة في القصر الحكومي الضخم الذي تحول عدد من أجنحته إلى معارض تضمنت مراحل تأسيس العراق قديماً وحديثاً بالإضافة إلى معرض السيارات الملكية النادرة. كما ضم المعرض وثائق نادرة من بينها الملفات الشخصية لعدد من كبار الشخصيات العراقية التي تولت حكم العراق في مراحل مختلفة من تاريخه مثل الملفات الشخصية لعدد من رؤساء وزراء العهد الملكي مثل نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني وجميل المدفعي وراشد العمري وناجي السويدي وجعفر العسكري وعدد آخر من الشخصيات العراقية بمن في ذلك المرجعيات الدينية في مختلف الطوائف العراقية وعدد كبير من مثقفي العراق ومبدعيه البارزين على مدى المائة عام الماضية مثل محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وسواهم.
ويأتي الاحتفال بذكرى مرور مائة عام على تأسيس الدولة العراقية الحديثة وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وجدل بشأن مفهوم الوطنية التي لا تزال تفتقر إليها الدولة العراقية التي تأسست خلال قرن من الزمن بإرادتين أجنبيتين، الأولى بريطانية بعد الحرب العالمية الأولى حتى عام 1958، نهاية العهد الملكي وبدء العهد الجمهوري. والثانية أميركية بعد عام 2003 حين احتلت الولايات المتحدة الأميركية العراق وأسقطت النظام السابق.
وطبقاً للجدل الدائر بين النخب السياسية والفكرية العراقية فإن الولايات المتحدة الأميركية لم تكتف بإسقاط النظام السابق بقدر ما أسقطت الدولة العراقية عندما حلت أجهزة الجيش والشرطة والأمن، كما سمحت للعصابات بسرقة كل موجودات الدولة بما في ذلك متاحفها وفي المقدمة منها المتحف العراقي.
كما يتزامن الاحتفال مع جدل حاد بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجرت خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتي أدت إلى تناقض حاد في المواقف السياسية بين الفائزين والخاسرين فضلاً عن استمرار الاعتصامات والمظاهرات ما بات يثير مخاوف بشأن تهديد السلم المجتمعي.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.