تدريبات روسية ـ سورية في حلب تُقلق المعارضة بإدلب

صورة أرشيفية لعناصر من قوات النظام السوري بريف معرة النعمان شرق إدلب (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعناصر من قوات النظام السوري بريف معرة النعمان شرق إدلب (الشرق الأوسط)
TT

تدريبات روسية ـ سورية في حلب تُقلق المعارضة بإدلب

صورة أرشيفية لعناصر من قوات النظام السوري بريف معرة النعمان شرق إدلب (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعناصر من قوات النظام السوري بريف معرة النعمان شرق إدلب (الشرق الأوسط)

أجرى خبراء عسكريون روس، سلسلة تدريبات عسكرية، خلال الأيام الأخيرة الماضية، لمجموعات تابعة لقوات النظام السوري بريف حلب، تضمنت مناورات عسكرية، وإطلاق نار بأسلحة متوسطة وخفيفة، تحاكي المعارك الحقيقية.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن خبراء عسكريين من القوات الروسية أشرفوا على سلسلة من التدريبات والتمرينات العسكرية لمجموعات تابعة لقوات النظام السوري من مختلف التشكيلات والألوية والكتائب في منطقة الحاضر وخناصر ومعسكرات أخرى جنوب وغربي مدينة حلب، شمال سوريا، خلال الأيام الأخيرة الماضية، وتضمنت تمرينات ومناورات عسكرية بالأسلحة الثقيلة بينها راجمات صواريخ ودبابات ومدافع ثقيلة، بالإضافة إلى إطلاق نار بمختلف صنوف الأسلحة المتوسطة والخفيفة، باتجاه أهداف وهمية، في نوع متطور من التدريبات العسكرية والمناورات الميدانية، تحاكي المعارك الحقيقية.
وزاد: «تضمنت التدريبات العسكرية تدريب عناصر قوات النظام على تلافي الأخطاء العسكرية والقتالية، في المعارك التي جرت سابقاً مع فصائل المعارضة السورية وتصحيحها، من خلال إكساب العناصر تدريبات تضمن تجنبها قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة والمضادة للدروع، بالإضافة إلى تدريبات لخطط عمليات الاقتحام والتمشيط للأماكن التي تسقط بيد قوات النظام».
ونشر موقع «روسيا اليوم» أمس، أن «خبراء عسكريين من روسيا أشرفوا على تدريب وحدات من الجيش السوري في محافظة حلب على الاستخدام القتالي وإطلاق النار من أسلحة مختلفة»، وأنه خلال التدريبات «تم استخدام الرشاشات والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل، بهدف التحقق من تماسك الكتيبة وسيطرة قادتها على معركة هجومية محتملة، دون الإشارة إلى الجهة أو المنطقة المتوقع مهاجمتها».
وأضاف: «يعمل الجيش السوري على اكتساب مهارات عملية في خط المواجهة، حيث لا تتجاوز المسافة الفاصلة بين الجماعات المسلحة وساحات التدريب كيلومترات قليلة».
ونشر الموقع فيديو يُظهر فيه تدريبات يجريها عناصر من قوات النظام السوري على الدبابات وأسلحة ثقيلة أخرى، بالإضافة إلى تدريب العناصر على إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتمشيط المناطق وإزالة الألغام.
من جهته، قال قيادي في فصائل المعارضة السورية المسلحة، إن فصائل المعارضة وغرف العمليات التابعة لها تراقب عن كثب مشاريع التدريب العسكري التي يخضع لها عناصر قوات النظام السوري، بإشراف ضباط روس، في محافظات حماة وحلب ومنطقة معرة النعمان شرقي إدلب، مستبعداً أن يكون الغرض من هذه التدريبات هو التحضير لهجوم على مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، حيث لا يوجد ما يشير لذلك في الوقت الحالي.
وأضاف أنه «في المقابل (للتدريبات التي يجريها النظام والروس لعناصرهم)، أيضاً هناك دورات عسكرية مكثفة تخضع لها عناصر فصائل المعارضة، وإخضاعهم لتدريبات عسكرية وقتالية بكفاءة عالية، وتشمل هذه التدريبات استخدام السلاح خلال المعارك، ومواجهة القوات المعادية (المهاجمة)، والتعامل معها بأقل الخسائر البشرية، فضلاً عن إخضاعهم لتدريب على القتال الليلي، وفي كل الظروف المناخية، ورفد القواعد والمواقع العسكرية المتقدمة من خطوط التماس مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بعناصر مدربين كلٌّ ضمن اختصاصه».
يُذكر أن القوات الروسية في سوريا أجرت سلسلة من الدورات والتدريبات العسكرية بمشاركة تشكيلات من قوات النظام السوري في عدد من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الأخير، بينها تدريبات عسكرية (هجومية ودفاعية)، وتدريبات شملت طيارين سوريين على التعامل مع الأهداف البرية بمشاركة مقاتلات حربية ومروحيات روسية وسورية في ريف إدلب الشرقي ومناورات أخرى في منطقة تدمر والسخنة شرقي حمص.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».