بكين تنأى عن إنقاذ «إيفرغراند» «المتخلفة عن السداد»

بداية النهاية للإمبراطورية العقارية مترامية الأطراف

بكين تنأى عن إنقاذ «إيفرغراند» «المتخلفة عن السداد»
TT

بكين تنأى عن إنقاذ «إيفرغراند» «المتخلفة عن السداد»

بكين تنأى عن إنقاذ «إيفرغراند» «المتخلفة عن السداد»

أبدى محافظ البنك المركزي الصيني يي غانغ يوم الخميس عدم رغبة بكين في التدخل لإنقاذ شركة «إيفرغراند» العملاقة المتعثرة، ووصف المخاطر التي تواجهها الشركة بأنها واردة في السوق، وأنه سيتم التعامل معها بشكل متناسب و«وفقاً لمبادئ السوق وسيادة القانون».
وشدد يي على أن بورصة هونغ كونغ، حيث يتم تداول أسهم إيفرغراند، مركز مالي ناضج، ولديها نظام فعال وقواعد وإجراءات واضحة للتعامل مع مختلف القضايا. وقال إن «المخاطر قصيرة الأجل على شركات عقارات بعينها» لن تؤثر على التمويل الاعتيادي في السوق على المدى المتوسط والمدى الطويل. كما أكد على أن الشركات والمساهمين ملزمون بالتعامل بشكل متناسب مع «ديونهم» وفقاً للقانون ولوائح السوق، فضلا عن أن عليهم حماية مصالح الدائنين بطريقة عادلة وقانونية.
ويأتي هذا بينما تم تصنيف مجموعة «إيفرغراند» الصينية العملاقة رسميا للمرة الأولى «متخلفة عن السداد»، وهو تطور جديد في دراما مالية مستمرة منذ أشهر، تمهد الطريق لإعادة هيكلة ضخمة للمطور العقاري الأكثر مديونية في العالم.
ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد خفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني تصنيف الشركة إلى «متخلفة عن سداد بعض الالتزامات» بعد تخلفها عن سداد مدفوعات انتهت فترة استحقاقها الاثنين الماضي. ونقلت بلومبرغ عن بيان لوكالة التصنيف أن الشركة لم ترد على طلبات لتأكيد الدفع.
ويمثل التطور بداية النهاية للإمبراطورية العقارية مترامية الأطراف التي أطلقها قبل 25 عاما مؤسس الشركة هوي كا يان، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفجر معركة طويلة حول من سيحصل من الدائنين على أموال من بين ما سيتبقى من الشركة. كما أن التطور يشكل تحديا لجهود الحكومة الصينية لمنع انتقال عدوى تعثر الديون في قطاع العقارات.
وتعاني إيفرغراند من أزمة حادة منذ أشهر، وتعد شركة التطوير العقاري الأعلى ديونا حول العالم. وأصبحت بحاجة ماسة لتوفير تمويل لسداد التزامات للبنوك والموردين وحملة السندات في الوقت المحدد. ويقدر إجمالي ديونها حاليا بنحو 300 مليار دولار. وخسر سهمها نحو 88 في المائة من قيمته منذ بداية العام.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن حكومة مقاطعة غوانغدونغ، حيث يتواجد مقر إيفرغراند، أرسلت فريقا من المحللين الماليين إلى الشركة، مهمتهم تقييم حجم الديون والمخاطر.
وبالتزامن مع أزمة إيفرغراند، وما قد تجره من تباعات أوسع نطاقا على الاقتصاد الصيني ككل، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني الصادرة يوم الخميس ارتفاع أسعار المستهلك خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة 2.3 في المائة سنويا، وهو ما يقل عن معدل الزيادة المتوقعة وكان 2.5 في المائة، بعد ارتفاع الأسعار بنسبة 1.5 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وعلى أساس شهري، بلغ معدل تضخم أسعار المستهلك في الصين خلال الشهر الماضي 0.4 في المائة، متجاوزا التوقعات التي كانت 0.3 في المائة، بعد وصوله خلال الشهر السابق إلى 0.7 في المائة.
وفي بيان منفصل ذكر مكتب الإحصاء الوطني أن أسعار المنتجين (الجملة) ارتفعت في الصين خلال الشهر الماضي بنسبة 12.9 في المائة سنويا، وهو ما يزيد عن التوقعات التي كانت 12.4 في المائة، بعد ارتفاعها بنسبة 13.5 في المائة سنويا خلال أكتوبر الماضي.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.